|
البيت الكلداني القومي والسياسي .. كيف نبني ؟
حبيب تومي
الحوار المتمدن-العدد: 1472 - 2006 / 2 / 25 - 07:50
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
مقدمة بدءاً ارجو من بني قوميتي الكلدانيــــة ان لا يعتبروني عدواً لهم لممارستي العملية النقدية لفكر ومنهج البيت الكلدانــــــي ، لان لي تجربة مريرة مع الأخوة الأشوريين حيث يعتبرون العملية النقدية في مخيالهم الثقافي بأنها ترادف الهدم وتفتيت الوحدة .. الخ وهكذا لجأ هؤلاء الأخوة الى وضعي في خانة الأعداء وعكفوا على مقاطعتي ، وانا لست متأسفاً على ذلك وسأستمر بالمنهج الذي اخترته . المهم : ان استاذ القوشي جليل يعيش في كندا أكن له الأحترام ، حثني على الكتابة عن البيت الكلـــداني ، وقال : كيف تكتب عن شؤون كثيرة وفي شتى المواضيع وتهمل بيتك الكلداني وهو غير كامل البناء ؟ إنه حقاً نقد بناء يستوجب التوقف عنده . برأيي ان جلد الذات احياناً حالة مطلوبة لا مناص منها ، كانت والدتي المرحومة تقول : ( سي كيبد او دمبخيلوخ لا او دمكخكلوخ ) وبالحروف اللاتينية : ( See Gebed Au Dmapkhelokh La Gebet Au Dmakkhoklokh ) . أي قابل الذي يبكيك وليس الذي يضحكك ، والفكرة ان لا نوجس ريبة من النقد لكونه الطريق الأسلم لبناء بيت متين البنيان . الكلـدان المعاصرون من التلاكفـــة الرواد الكلـــــدان المعاصـرون : انهم يشكلون تجانس نسيجي : (( قومي ومذهبي وديني وجغرافي ولغوي وتاريخي )) ، وهذا الراهن يرشح هذا القوم ليكون اهلا ً للتكاتف والتضامن اسوة بأي قوم آخر كالآشوريين والأرمن والأكراد وغيرهم . ان هذا التجانس النسيجي كان ينبغي ان يكون عصي على الأختـراق لكن الواقع الموضوعي يقول خلاف ذلك . نعود القهقري الى اوائل وأواسط القرن المنصرم سنصادف مجموعة من التلاكفـة [ نسبة الى تلكيف ] الشباب الطموحين يتركون مدينتهم العزيزة تلكيف الى ارض الله الواسعة ، ليستقر بهم الترحال ، عبر البراري والبحار ، في ارض الولايات المتحدة . وسوف يشكل هؤلاء الرواد النواة الأولى للجالية الكلدانيـــــة في هذه البلاد . اليوم هنالك من يعتقد ان تعداد الجالية الكلدانيــة في الولايات المتحدة لوحدها يؤهلها ايصال مندوب واحد او مندوبان الى مبنى البرلمان العراقي . ناهيك عن الكلدانيين في مدننا وقرانا الكلدانية في سهل نينوى ، والكلدانيين المنتشرين في اوروبا والدول الأخرى . أين الخلل ؟ لقد اشرنا الى التجانس المتكامل للنسيج المجتمعي الكلــــــــداني من حيث اللغة والثقافة والتاريخ .. ونلاحظ انبثاق احزاب كلدانـية ، اضافة الى منظمات اجتماعية وثقافية ورياضية طموحة ترى الضرورة في تثبيت وإبراز التاريخ والهوية والثقافة الكلدانيـــة باعتبارها قومية عراقية اصيلة ، وبعد ذلك تشكلت الهيئة العليا للقوى السياسية الكلدانية ، وبعد كل هذا كان الموقف الكنسي الذي اتسم بالشعور بالمسؤولية حينما بادرت هذه الكنيسة الى السعي لتثبيت القومية الكلــدانية في الدستور العراقي الى جانب القوميات العراقية الأخرى . لكن من الواضح للعيان ان هذا التجانس وهذه الخطوات لم تترك ظلالها على الجانب السياسي ، وسنلاحظ في العملية السياسية ان الكلدانييـن مخترقين ، وهنالك قوى سياسية عراقية استطاعت ان تكسب صوت الناخب الكلــــــــداني ومن ثم تهميش المرشـح الكلــداني .. لتفكيك هذه الأشـكالية نتسـاءل هل يتحمل وزر هذه الحالة المرشح الكلــداني نفســـه ؟ ام يتحملها الناخب الكلــداني سواء كان على ارض الوطن او في دول الشتات ؟ ام ثمة ظروف اخرى عملت او ساعدت على تعميق الهوة بين السياسي الكلـــداني وبين ابناء شعبه ؟ انها اسـئلة تطرح نفسها ، وللأجابة لابد من اللجوء الى الصراحة ، وهنا يكمن دور النقد الذي يسعى دائماً الى البدائل التي تقوم حقيقتها على القطيعة او تصحيح مسار الأساس المنتقد . جلد الذات رؤيتي ان جلد الذات حالة صحية للخروج من مأزق الجمود وتكريس الصورة النمطية السائدة ، وفي الحالة التي نحن بصددها يشــترك فيها عدة عناصر : اولاً : الأحزاب السياسية الكلـدانيـة لم تكن موحدة بما فيه الكفاية ،وكانت تنقصـها التجربة السـياسـية باستثناء الحزب الديمقراطي الكلــــــداني الذي انخرط في القائمة الكردستانية . من جانب آخر فإن الكيانات السياسية الكلدانيــة لم تتفاوض مع القوى الأخرى كهيئة عليا لاتحاد القوى الكلدانيـة ، انما كان تتفاوض ككيانات مستقلة ، ولهذا كان التسابق لاعتلاء الصدارة في القوائم وعلى اساس المنافسة بين القوى الكلدانية فيما بينها ، وليس كقوة او كتلة ســياسية موحد . بقي ان نذكر ان الأخ الدكتـور حكـمت حكيـم ، بأن [ تكنوقراطيته ] تجربته ودرايته السياسية وشهادته الأكاديمية لم تسعفه في بلورة الرأي العام الكلـداني لانتخابه ، واصبح كمن يتقن فن العوم ، لكننا كبّلنا اطرافه ومن ثم طلبنا منه عبور النهر سباحة ، وكان الأجدر بالقوى السياسية الكلدانية عموماً ان تبرز وتركز على الدكتـور حكمت حكيم في المقدمة [ مع تقديرنا واحترامنا لكل الشخصيات الأخرى العاملة في الساحة السياسية ] ليكون نائباً في البرلمان العراقي وليكون ممثلا للكلدانيين . انه خطأ ارتكبته قوانا السياسية الكلدانية . ثانياً : الناخب الكلـداني من جانبه يتحمل المسؤولية حيث لجأ الى معاقية القوى الكلدانية المبعثرة ، والفتية التنظيم ، فاعطى صوته للقوى الأخرى . وفي هذا السياق ثمة تقصير ايضاً من عدد غفير من الكلــدانيين الذين امتنعوا عن الأشتراك في العملية الأنتخابية وآثروا القيام بأعمالهم الشخصية على الأشتراك بهذه العملية المهمة وبصورة خاصة في الولايات المتحدة ، حيث تتركز جالية كبيرة من ابناء شــعبنا الكلـــداني . ثالثاً : الكنيسة : ان الدور المشرف للكنيسة في تثبيت الأسم الكلـــــــداني في الدستور واضح لكل ذي نظر ، لكن برأيي ان دور الكنيسة لم يكن فاعلاً في عملية الأنتخابات الجارية ، فكان ينبغي ان يكون دور الكنيسة اكثر ايجابية مما كان ، ليس في حث الناخب الكلــداني على ألمشاركة في الأنتخابات فحسب ، بل حثه للتصويت الى قائمة محددة ، لانه ما من شك ان زيادة عدد الممثلين من ابناء شعبنا في البرلمان هو تعزيز لمكانة الكنيسة على الساحة العراقية . والعمل ؟ قرأت مقالاً مفيداً في عنكاوا للأخ سعيد شامايا ، ومقالاً أخراً للأخ جمال مرقص لترتيب البيت الكلداني والكاتب برأيي الشخصي انه يدير البوصلة نحو الأتجاه الصحيح ، وعلى القوى الكلدانيـة ان تستفيد من الوقت في بناء البيت الكلداني . ان الكلدان مطلوب منهم ان يعملوا ويتحركوا ولا يوجد من يمنح لهم المكاسب في طبق من ذهب ، ان امامهم طريق طويل محفوف بالصعوبات عليهم اجتيازه . وعلى القوى السياسية الكلدانيـة ان تستفيد من اخطائها ، كما ان تعزيز الوحدة الفعلية بين القوى السياسية والكنيسة وابناء شعبنا الكلداني في وحدة متماسكة هي الضمانة في تحقيق أي مكسب سياسي . كما قلت في بداية المقال فإن الوشائج التي تربط الشعب الكلــداني ، والقاسم المشترك المتمثل في : القومية واللغة والدين والجغرافيا والتاريخ والمذهب والتقاليد والثقافة كلها عوامل مساعدة تذكي هذه الوحدة وتزيدها قوة وصــلابة ، بقي امام القوى الكلـدانية ان تشمر عن ســاعدها للتفاعل والعمل مع ابناء شعبنا بكل تنوعاته الجميلة وتفعيل النشاطات الأجتماعية والفنية والرياضية والثقافية ، انه طريق طويل وعسير لكنه ليس مستحيل التحقيق . حبيب تومي / اوسلو
#حبيب_تومي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ايران تتحدى امريكا وحلفائها من موقع قوة
-
العراق بين العودة الى العصر الجاهلي واللحاق باليابان
-
المصداقية في بيث نهرين اثري 752 والامل في العراقية الوطنية 7
...
-
تكهنات الفوز واحتمالات الفشل قوائم شعبنا 752 :740 :800
-
الخطاب السياسي الكلداني .. الى اين ؟
-
القومية الكلدانية بعد ان تبوأت مكانها الطبيعي في الدستور
-
انه زمن الجنون العراقي
-
الأقليات العراقية وإنصافهم بمقاعد ثابتة في الجمعية الوطنية
المزيد.....
-
رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق
...
-
محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا
...
-
ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة،
...
-
الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا
...
-
قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك
...
-
روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
-
بيع لحوم الحمير في ليبيا
-
توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب
...
-
بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
-
هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر
...
المزيد.....
-
الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية
/ نجم الدين فارس
-
ايزيدية شنكال-سنجار
/ ممتاز حسين سليمان خلو
-
في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية
/ عبد الحسين شعبان
-
موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية
/ سعيد العليمى
-
كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق
/ كاظم حبيب
-
التطبيع يسري في دمك
/ د. عادل سمارة
-
كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟
/ تاج السر عثمان
-
كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان
/ تاج السر عثمان
-
تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و
...
/ المنصور جعفر
-
محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي
...
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|