|
ستالين تروتسكي والسلطة
جميل محسن
الحوار المتمدن-العدد: 1472 - 2006 / 2 / 25 - 10:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ماذا لو تداول ستالين وتروتسكي السلطة؟ لكل من يتابع وتابع بانصاف وتجرد التجارب الكبيرة للحركة الشيوعية العالمية عموما والسوفيتية خصوصا استطيع القول ان الشخصية المتفردة لا الحقائق المجردة هي التي لعبت الدور الاساس في الصراع بين يدا لينين القويتين في روسيا تروتسكي وستالين . كانا سيصلان الى الاحكام والنتائج والقياس نفسه لو بدلا موقعيهما بين المعارضة والسلطة رغم الاختلاف في الاسلوب وطريقة التطبيق والاهم التنظير . ماذا لو تمسكا بالاسس اللينينية الواضحة كلها واسلما ان اللجنة المركزية لا القائد من يقرر ولم يتمسكا بالمركزية الديمقراطية فقط العزيزة على قلب كل من جرب القمة وخاف الانحدار ولاحظا ان هنالك ايضا ديمقراطية مركزية وبند ليس فقط لينيني بل عام ايضا اسمه خضوع الاقلية للاغلبية داخل كل حلقات الحزب بعد التصويت والانتخاب لتستطيع القيادة تطبيق برامجها في اختبار النجاح او الفشل . ماذا لو تفهمت كل اقلية منظمة ان المؤتمر العام والقنوات الشرعية والدستورية لا الانقلاب ومقالة الشرعية الثورية ولا التخوين المتبادل هو مكان المحاسبة . هل كان لهذه الهزات ان تحصل ونتراجع الى ماوصلنا اليه ؟ وهل كان سيتغير وجه التاريخ لو صعد عشرات الامناء للجنة المركزية ؟ بدل عدد اصابع اليد الواحدة من القادة التاريخيين !! اسألوا رجال الدعاية والاعلام وكل صحاف طيب الذكر في كل زمان ومكان . قتل ستالين تروتسكي لاحقه الى المكسيك لم يحتمل اللا الشيوعية حتى على بعد الاف الاميا ل وكأن قتل الشخص سينهي التيار او الفكرة او يقلل مايراه الاخرون اخطاء التطبيق . انشق عزيز الحاج في عام 1967 عن الحزب الشيوعي العراقي الرسمي بسبب مايعتقده من ذيلية وجمود اللجنة المركزية المنتخبة الشرعية وهو عضو مكتبها السياسي خرج لوحده ولم يعد وتمر السنين وينسى حتى الفكر رغم انه لايفقد الاهتمام تبعه مخلصون عملوا ويعملون ماظنوه صوابا وتمسكت اللجنة المركزية اكثر بالجمود والشرعية بعد ان غاب صوت المعارضة من الداخل واستمرت والحكم للتاريخ على تلك المأساة . تعود الفتنة في العراق هذه الايام بشكل مهزلة تقرر فيها مجموعة اخرى الانشقاق من تحزب ماركسي اخر ويبرز للجرائد والانترنيت والعيان الحزب الشيوعي العمالي اليساري الثوري الحكمتي --- وليخسأ الخاسئون . ويحاسب هذا الجمع شرعيته القديمة في الشارع والجرائد ويتصدى من دونها لقيادة الطبقة العاملة هل يتوجب قراءة تاريخ اليسار ؟ وهل كاوتسكي على حق ؟ وهل نحن متخلفون عن تجربة الاحزاب البرجوازية ؟ التي ندعي انها تمارس الفردية الرأسمالية المقيتة !! ثم يطيح الناخبون بتشرشل في بريطانيا بعد انتصارها وحلفائها وبقيادة تشرشل في الحرب العالمية الثانية ويصعد لقمة السلطة زعيم حزب العمال مع برنامجه الاقتصادي لمرحلة مابعد الحرب . ويبقى ستالين قائدا يواصل المسيرة ولا يخلعه عن الكرسي الا ملك الموت ودعوات خروشوف الصالحات . هل ماحدث ويحدث نهج يساري لايختلف عن الفاشية ام ان تجربة الصين المتخلفة انضج بحيث كانت اللجنة المركزية ولا زالت حائط الصد الاخير , ويعزل ماو من يخالفه نهجه ويطاح بليوشاوشي من الرئاسة ولا يقتل ويهوى دنغ كتسياو بنغ مرارا الى اسفل السلم الحزبي ليتسلق ثانية وثالثة ليقود المسيرة بعد ماو رغم انف الورثة وبموافقة اللجنة المركزية التي صوتت له بالاكثرية وتدخل الصين معه عصر الاقتصاد والتحديث بعد ما انهت زمن الصراع السياسي و العسكري . تلك هي لجنة مركزية حول ماو او لينين لا حول ستالين او عبد الفتاح اسماعيل ليست البرجوازية اذكى ولا اكثر ديقراطية من احزاب الاشتراكية العلمية بل اقدم واكثر تجربة ولهذا تمسكت بنظام المؤسسات لا الاشخاص ولا الافكار . فهم ذلك هوتشي منه ونلسون مانديلا ولم يستوعبه روبرت موغابي . والان هل نعيد القراءة ونتعمق بتجربة اليسار في امركا اللاتينية ونرى البراعم المسحوقة يوما تعود للاخضرار والتفتح من البرازيل الى تشيلي وبوليفيا ونفهم ان قوى الرأسمالية لم تعد تخشى او تخاف في القرن الواحد والعشرين مايخرج من صناديق الاقتراع حتى من كانت له قرون الشياطين لان الشعوب ستعود وتحاسب وتحكم على ماترى ولن تجيش لفكرة قديمة او جديدة بل تريد البقاء للخبز والحرية . شاخ اليسار عندنا وعجز ونفرت منه الاجيال الشابة واصبحنا نحن المشاريع الفردية نتمرد على كل مؤسسة ونرى في الاخرين عيوبهم فقط وفقدنا روح الجماعة وفكرة البناء للاخرين اللذين سيبادلوننا المثل وبقينا نتفرج على الاجيال وهي تدخل الانفاق المظلمة .
#جميل_محسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مسرحية محكمة السيدة العجوز
-
( حول ( مشاكل الحزب الشيوعي العمالي
-
الظلام
المزيد.....
-
التهمت النيران كل شيء.. شاهد لحظة اشتعال بلدة بأكملها في الف
...
-
جزيرة خاصة في نهر النيل.. ملاذ معزول عن العالم لتجربة أقصى ا
...
-
قلق في لبنان.. قلعة بعلبك الرومانية مهددة بالضربات الإسرائيل
...
-
مصر.. غرق لانش سياحي على متنه 45 شخصًا ومحافظ البحر الأحمر ي
...
-
مصدر يعلن موافقة نتنياهو -مبدئيًا- على اتفاق وقف إطلاق النار
...
-
السيسي يعين رئيسا جديدا للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام
-
ثلاثة متهمين من أوزبكستان.. الإمارات تكشف عن قتلة الحاخام ال
...
-
واشنطن تخطط لإنشاء قواعد عسكرية ونشر وحدات صاروخية في الفلبي
...
-
هايتي: الأطفال في قبضة العصابات مع زيادة 70% في تجنيدهم
-
تحطّم طائرة شحن في ليتوانيا ومقتل شخص واحد على الأقل
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|