|
انتفض المطر وطفحت المجاري !!!
رامي الغف
الحوار المتمدن-العدد: 5711 - 2017 / 11 / 27 - 23:44
المحور:
القضية الفلسطينية
انتفض المطر وطفحت المجاري !!!
بقلم / رامي الغف*
في كل الدول والبلدان نجد أن المسؤول هو أول من يضحي في سبيل الوطن والمواطن، فلو تعرض الوطن الى كارثة طبيعية أو انسانية تمس الوطن او حياة المواطن فإن المسؤول هو أول من ينتفض لأداء الخدمة والواجب، ولكن في وطننا نجد أن المواطن هو اول من يتحمل التضحية بحياته او بيته او ماله، والمسؤول أخر من يفكر في التضحية بل حتى لا يفكر في أن يستقيل او أن يعترف في تقصيره.
منذ أكثر من عشره سنوات والوطن والمواطن يعاني من كوارث إنسانية وصحية وبيئية وتعليمية واقتصادية ومالية وتأهيلية وتنموية، حتى وصل الحال ليعاني كوارث الامطار، فالمطر هو نعمة من الله تعالى، وإن الأمطار التي سقطت علينا من السماء بهذه الكميات الكبيرة ونعتقد أنها لن تكون الأخيرة، ففي حكومات العالم عندما تتسلم أي حكومة زمام السلطة تقوم مجالس بلدياتها وقراها ومدنها برسم استراتيجياتها وسياستها في جميع المجالات الخدمية ووالبيئية والصحية والتاهيلية وإعداد خطط وبرامج في كيفية مواجهة الأزمات والكوارث والحوادث الطارئة، ونرى في وطننا أن المواطن ضحية غياب هذه السياسات الحكومية وفي ظل غياب كامل لحكومة التوافق وغياب لاستراتيجياتها ورؤاها وضيق أفقها في حل الأزمات و خاصة الخدمية أو أي حالة طارئة يمر بها الوطن، في شتاء العام الماضي أنزلت علينا السماء بركتها من المطر، وما أن أمطرت السماء حتى وجدنا محافظات ومدن غزة غارقة عن بكرة أبيها ولم تكن هناك من حلول تحول دون غرق هذه المحافظات والمدن مرة أخر ولا حتى في كيفية استغلال مياه الأمطار.
وكانت نعمة الله تعالى نقمة على المواطن الفقير الذي غرق بيته بمياه الأمطار، واليوم مرة أخرى أنزلت علينا السماء من بركاتها وكانت هذه المرة كميات من المطر لم تمر على قطاع غزة منذ أكثر من عشرات السنين والبلديات والمجالس المحلية والقروية لم تعد أي خطة أو برنامج للاستفادة من مياه الأمطار أو الحيلولة دون غرق المدن والمحافظات، وكان المواطن هو الضحية كما هو في كل مرة والمسؤول لم يكلف نفسه في النزول الى الشوارع والحواري والأزقه والمخيمات والميادين ويشارك الناس همومهم إلا ما ندر جدا جدا، ولم يقف عند ذلك وأخذ يرمي بعضهم البعض الآخر بالإتهامات وبالتقصير، ومنهم من قال أن بلاعات المجاري كانت مغلقة بحجارة كبيرة وهل يعقل هذا الاستخفاف بعقول المواطنين؟ من أين جاءت هذه الحجارة هل نزلت من السماء مع المطر؟
على مدى أكثر من عشره سنوات صرفت ملايين الدولارات على بلديات قطاع غزة ولم نلمس الا الفيضانات في شوارعنا وأزقتنا وحوارينا وباقي مدننا، وعلى العكس نجد أن المسؤول يذهب الى وضع حلول ترقيعية من خلال تصريحات لا تسمن ولا تغني من جوع ويتهم غيره بالتعطيل والتقصير، فعلى المسؤول أن يفيق من هذا السبات الذي لا ينفع ويبتعد عن التبريرات ورمي الاتهامات، ويذهب الى حل الأزمات، فهل عجز هذا الوطن عن ان يوجد فيه رجال يخدمون ويغيرون من الواقع الذي يمر فيه الوطن؟ أم هناك حسابات فئوية تبعد الكفاءات وتقرب غيرهما!!!.
لا شك أن المطر خير، ولكن يا ليت خير المطر لم يأتينا بِغزارة هذا العام، وسؤالي هنا وسأتجرأ لطرحه: هل شعبنا المقهور على أمره ليسوا وجه خير؟ أم أن المؤمن مبتلى؟ أم نحن لا نحسن التصرف بأزماتنا ونستغل خيراتنا ونحمد الله على نعمته لنا؟
إن الوطن الفلسطيني وطن غني جداً بالهبات والتبرعات والمنح المالية والمساعدات الإقتصادية ومنح المشاريع من هذه الدولة أو تلك، ولكن المطر أصبح نقمة وليس نعمة على شعبنا بسببِ سوء الإدارة، ولم يجن المواطن من نعمة هذه الهبات إلا الدمار والهموم والخراب، فماذا سيجني المواطن من نعمةِ المطر؟ فلم يكن مفاجئاً هطول الأمطارِ بِهكذا غزارة هذا الموسم، حيث أن العديد من منصات الأرصاد الجوية قد حذرت بأن شتاءنا سيكون الأسوأ من ناحية رداءة الطقس، والعديد من الدول والبلدان قد إستعدت لموسم الشتاء، إلا مجالسنا وبلدياتنا المحلية وكأن رؤساء واعضاء هذه البلديات إنتظروا هطول الأمطار لبدء المزايدات السياسية وتبادل التهم، فمياه الأمطار قد تدفقت الى غرف النوم الخاصة بالمواطنين بدون استئذان، وأتلفت زخه ساعه من الأمطار محتويات وأثاث المنازل، والمواطن يستغرب هنا أن تتجاهل البلديات التحذيرات بقدوم موسم أمطارٍ قاس لم تشهده الأرض منذ ما عشرات السنين. إن السياسة التي تنتهجها معظم البلديات والمجالس المحلية والقروية، أعتبرها تغريد خارج السرب لأن رئيس المجلس او البلدية وزملاءه الأعضاء لم يعوا حقيقة متطلبات المواطنين ولم يحسنوا التعامل مع المواطن على أساس الإستفادة من أخطاء الماضي، بل تعززت الأخطاء الى أخطاء قاتلة! ودفع المواطن ثمناً باهضاً، لأنه وضع ثقته الكاملة بمن هم لا يستطيعون قيادة أنفسهم وليسوا أهلاً للقيادة، فكيف لهم أن يقودوا شعباً للأسف، فلقد نخر السوس برامجهم وأصبحوا قاب قوسين أو أدنى من السقوط، فلقد خطَّطَ المهندسون وإنتفض المطر وطفحت المجاري!!!
آخر الكلام: عندما يكون المطر نقمة على شعب من الشعوب، فأعلم ان هنالك مجالس بلديه فاشلة من وراء ذلك.
*إعلامي وباحث سياسي
#رامي_الغف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تساؤلات وتطلعات مواطن !!!
-
الحكومة الفلسطينية ومهمة الاصلاح من الداخل !!!
-
صرخة شباب ... فهل من مجيب!!!
-
قواعد وأسس ضرورية في المرحلة القادمة !!!
-
أنقذوا القدس !!!
-
متى ستحل الأزمات الفلسطينية ؟؟
-
المصلحة الوطنية خط أحمر !!!
-
لندق ناقوس الخطر!!!
-
نقاط جوهرية فلسطينية!!!
-
نحتاج الى خارطة طريق لبناء الدولة !!!
-
وما زالت مفاتيح بيوتنا في جيوب أجدادنا!!!
-
لا تخرقوا السفينة من الوسط! !!
-
ويستمر الغضب الفلسطيني !!!
-
مجزرة الحكومة الكبرى !!!
-
طحن السلام في الهواء!!!
-
الرئيس المهرج !!!
-
فاعلية الذات الفلسطينية
-
كي لا تضيع الدرة الثمينة !!!
-
لا تسحبونا الى الخلف !!!
-
ارحمونا يرحمكم الله !!!
المزيد.....
-
-أرض العجائب الشتوية-.. قرية ساحرة مصنوعة من كعكة الزنجبيل س
...
-
فيديو يظهر ضباط شرطة يجثون فوق فتاة ويضربونها في الشارع بأمر
...
-
الخارجية اليمنية: نعتزم إعادة فتح سفارتنا في دمشق
-
تصفية سائق هارب اقتحم مركزا تجاريا في تكساس (فيديو)
-
مقتل 4 أشخاص بحادث تحطم مروحية تابعة لوزارة الصحة التركية جن
...
-
-فيلت أم زونتاغ-: الاتحاد الأوروبي يخطط لتبنّي حزمة العقوبات
...
-
مقتل عنصر أمن فلسطيني وإصابة اثنين آخرين بإطلاق للنار في جني
...
-
بعد وصفه ضرباتها بـ-الوحشية-... إسرائيل تتهم البابا فرنسيس ب
...
-
أكاديمي إسرائيلي: بلدنا متغطرس لا تضاهيه إلا أثينا القديمة
-
كيف احتمى نازحون بجبل مرة في دارفور؟
المزيد.....
-
دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ
...
/ غازي الصوراني
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
المزيد.....
|