مايجري هذه الايام في ساحتنا العراقية امر جدير بالمتابعة والدراسة من قبل كل الحريصين على مستقبل العراق.
فهناك قيم عراقية اصيلة وجدت من يتجاوزها ب"فهلوية" او "شطارة" او"جرأة"، وهناك قيم لم تكن مطروحة ل"التداول" اخذت تطرح بقوة وشجاعة ولابد ان نتوقف عندها لما تحمله من دلالات.
وقد قرأت –كغيري- بيان الشيخ المالكي، فوجدت فيه افقا رحبا كنا نحتاجه منذ زمن خاصة عندما تطرح مثل هذه الافكار من اوساط يتهمها البعض بانها بعيدة عن الشورى والنقد وتحمل الرأي الاخر، والبيان بحاجة الى دراسة ومتابعة وتقويم من قبل كل الحريصين على مستقبل العراق واجياله، وابرز ما اعجبني في البيان قوله:
(ولذا فاني ادعو -وبعد فشل الخيارات الاخرى- الى اجراء انتخابات حرة شريفة في كل شوون قضيتنا السياسية المذهبية والحوزوية وعدم التصدي للناطقية باسم الشعب والمذهب والحوزة الا بارادة ذويها ومشورتهم فانه احرى بالنجاح واقرب للتقوى والا فان من عمل بخلاف ذلك فانه لايمثل الا نفسه).
والمتأمل في ساحتنا العراقية يجد ان منطق" الالغاء" و"الاستحواذ هي التي تحكم تصرفات البعض منا، وكأن الله سبحانه لم يخلق في هذه الساحة"غيري" ومن" يسبّحون" بحمدي ويلهجون ب"ذكري"، فاستطيع- بقدرة قادر- ان اكون"زعيما" او"حوزةعلمية عراقية" او ناطقا باسم المستقلين، او صاحب "تيار" ديموقراطي دون تدقيق ان كانت هذه الالقاب والمسميات قد اخذت عن جدارة ام شطارة؟.
قد يكون هذا الشخص او ذاك يستحق اكثر من هذا اللقب ،واذا جاء ضمن سياقه الطبيعي فاهلا ومرحبا، اما ان يتم زجه من قبل"البطانة" و"المريدين" و"المتزلفين " ووترويجه عبر وسائل الاعلام لتثبيته كأمر واقع، فهذا امر غير مقبول.
من هنا تأتي الدعوة لاعتماد مبدأ الانتخابات ( "الحرة الشريفة" في كل شؤون قضيتنا السياسية المذهبية والحوزوية وعدم التصدي للناطقية باسم الشعب والمذهب والحوزة الا بارادة ذويها ومشورتهم) فكرة حضارية نحن بأمس الحاجة اليها، لنخطو بقضيتنا الى الامام.
والا هل كتب علينا ان تمر دورة الديكتاتورية في العالم عبر العراق، وان يكون العراق حقل تجارب لاسوأ ما عرفه العالم من ديكتاتوريات غارقة في البربرية والتخلف، وقد اعطينا للعالم دروسا رائعة في الحضارة الانسانية؟