|
-قعدة الرصيف- على أنغام فيروز وبحضور الأب نبيل حداد
أسعد العزوني
الحوار المتمدن-العدد: 5709 - 2017 / 11 / 25 - 00:33
المحور:
المجتمع المدني
إلتأمت مبادرة الفنان التشكيلي المبدع سهيل بقاعين وباسل الطراونة التي أطلق عليها إسم "قعدة الرصيف"في اللويبدة اليوم الجمعة ،على أنغام نجمتنا المحبوبة وضميرنا الحي السيدة فيروز، التي كانت تصدح بأغنية "إحكي لي عن بلدي إحكي لي"،وبحضور مرحب به من قبل الصديق الأب نبيل حداد،الذي نقل على لسانه قبل أيام عندما علم ب"قعدة الرصيف":كيف تجلسون بدوني..هذه خيانه!؟وبحق كان لوجوده معنا أكبر الأثر . كما ان وجوده بكامل لياقته الكنسية لفت أنظار السواح الأجانب الذين كانوا يمرون في الشارع ،وغالبيتهم يحتك بنا ويستجيب لدعواتنا و"يمالحنا"،وقد إستمع الأب حداد لشرح مطول عن نشأة وأهداف ومسلكية فرع المخابرات الإسرائيلية السرية "ISIS" الملقب بداعش،وهو أن أجهزة المخابرات الدولية التي أسسته وفي مقدمتها الموساد والسي آي إيه والمخابرات البريطانية،هدفت من ضمن ما هدفت إليه ،إلى تجميع الشباب المسلم في الغرب ،في بقعة واحدة وهي الشرق الأوسط لقتلهم دون أي محاسبة قانونية ،وتحت ذريعة الإرهاب،وهم الذين سهلوا لهم الإتصال بهذا التنظيم الإرهابي والوصول إليه. إتسمت "قعدة الرصيف "اليوم بتزايد ملحوظ في عدد روادها وللمرة الأولى،وإضفاء جو من المرح من قبل صاحبها الفنان بقاعين الذين كان يرسم كعادته كل "قعدة" لوحة تجريدية بعنوان "قعدة الرصيف"،وكان كالفراشة يضع لمسة فنية على اللوحة ،ثم يدور على الجميع ينثر عليهم سعادته الغامرة التي كان يشعر بها ،بعد أن أثمرت مبادرته فعلا وطنيا مميزا ،يعجز عنه من يناط بهم تسويق الأردن سياسيا وإجتماعيا ،أو حتى ممن تساق لهم المناصب العليا سوقا ولا ينجزون شيئا. كان المارة من مواطنين وسواح أو موظفين أجانب في المنظمات الدولية ،يمرون بالقرب من المجموعة التي تضم شخصيات أردنية سياسية وإجتماعية وإقتصادية ودينية وإعلامية ،يستغربون للوهلة الأولى مما يروا ،وكان سهيل البقاعين وباسل الطراونة يوجهان الدعوة للجميع كي يشاركونا الجلسة ،ومنهم من يستجيب ويجلس ويتناول ما لذ وطاب من الطعام ،أو التمر والبرتقال والكلمنتينا والبوملي، التي أحضرها السيد زياد المصري من مزارعه بالأغوار مباشرة ،وبعضهم يكتفي بتناول المقسوم ويمشي ،وتطحن في رأسه أسئلة كثيرة أهمها:كيف إستطاع الأردنيون الوصول إلى هذه المرحلة الآمنة بعكس دول الجوار؟ فهذه الحالة في علم النفس السياسي –الإجتماعي"السيسيولوجي" لها مدلولاتها العميقة، وتعبر عن حالة واحدة وهي الإستقرار والأمن ،وقد وصل إليها العراق قبيل الغزو ربيع العام 2003 ،عندما عاد اهل بغداد للنزول إلى الشوارع وتناول "الموطة " البوظة عصرا،دليلا على عودة السلام والأمن إلى بغداد. كانت "قعدة الرصيف"حيوية بإمتياز ،تبودلت فيها الآراء والأحاديث الثنائية والجماعية ،وغلب عليها حديث الذكريات،إذ تحسر البعض على أيام زمان عند ذكر بعض المسؤولين السابقين وفي مقدمتهم الشهيد وصفي التل،وكم كان مؤلما القول أن رجال الدولة أيام زمان كانوا غير شكل بحسب من عمل معهم وما يزال حيا ويشاركنا في "قعدة الرصيف". يخيل للرائي أن "قعدة الرصيف "في اللويبدة صباح كل جمعة وعلى الرصيف ،حدث طبيعي تستطيع ثلة من الشباب والصبايا القيام بها ،وان هذا أصلا حاصل في مقاهي اللويبدة إذ يلتقي الشباب والصبايا في جلسات طويلة وأحيانا تكون صاخبة ويضحكون ،كما أن البعض يجلسون معا ويشعلون جلساتهم بنار النرجيلة والنميمة ،ومن ثم يغادرون إلى منازلهم عندما يحين موعد الطعام أو النوم ،بمعنى انهم متقاعدون أو عاطلون عن العمل ،وجل ما يهمهم في جلساتهم هو قتل الوقت وإستغابة هذا أو ذاك وخاصة إن كان ناجحا. لكن "قعدة الرصيف "التي نحن بصددها والتي بدأت تتفاعل في أوساط المجتمع الأردني،وتلفت إنتباه بعض ممن هم "فوق"،تعد فعلا سسيولوجيا بإمتياز"سياسي وإجتماعي"وهي بيت خبرة متكامل ، لأنها تضم قامات من الشخصيات ذوي الخبرات السياسية والعسكرية والأمنية والإعلامية،وهي طريقة فريدة وناجحة لتسويق الأردن سياسيا وإجتماعيا ،خاصة في مثل هذه الظروف التي تمر بها المنطقة منذ العام 2011 ،وتصطبغ بالصبغة الدموية. إن لقاء شخصيات كبيرة أمثال أصدقائنا الجدد في "قعدة الرصيف"،من كبار موظفي الدولة السابقين ،وإنضمام نون النسوة من إعلاميات ودبلوماسيات أردنيات ،وجلوسهم هكذا على الرصيف وتناول طعام الإفطار الشعبي ليس أمرا سهلا في إقليمنا الملتهب ،وهو برأيي يمثل ردا قويا ومدروسا على من يقومون بفرض حصار على الأردن ليخلو لهم الجو كي يلعبوا بمصير الأمة ،ويتربعوا وحدهم في حضن مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيوينة النووية ولتكون صفقة القرن البغيضة التي تشطب القضية الفلسطينية وتبعد الأردن عن أي حل ،ضاربين بعرض الحائط قداسة ما كانوا يمثلون. "قعدة الرصيف" دليل على أمن وأمان المواطن الأردني ،وهي وسيلة غير تقليدية لإعطاء السواح الأجانب الصورة الحقيقية للأردن ،وما أزال أتذكر أبو راندي العكروش المسيحي وهو يشرح للسواح الأجانب يوم الجمعة الماضي وبإنجليزية ركيكة أننا في بلد أبي الحسين نعيش بأمن وأمان،ونفهم ونطبق العيش المشترك مسيحيين ومسلمين على طريقتنا حبا وسلاما ولو كان عندنا يهود لا يحتلون فلسطين لأحببناهم أيضا . من أبرز رواد "قعدة الرصيف" مع حفظ الألقاب صاحباها سهيل البقاعين وباسل الطراونة ،زياد المصري ،وائل بقاعين،محمد عرفات،سميح المعايطة ،راتب العكروش فاكهة القعدة أبو راندي،بائع اليانصيب المصري صقر إبراهيم أبو محمد ،كايد صوالحة ،عمر أباظة، وليد الدباس،محمود عرفة،نارت نمروقة،أيمن نمروقة،محمود نمروقة،الإعلاميان عبيدة ،أحمد العزوني،كمال المشرقي،نبيل حداد ،صلاح اللوزي ،مالك سوس ،راسم الملاح ،وكاتب هذه السطور. دخلت "قعدة الرصيف"في طور المأسسة من خلال فتح صفحة إليكترونية خاصة بها لنشر فعالياتها ،وقريبا سيتم نشر كتيب باللغتين العربيين والإنجليزية يتضمن كل ما كتب عنها منذ تأسيسها ،إضافة إلى مجموعة صور لها ،وسيتم توزيعه على الأردنيين والأجانب ،توثيقا لها وإشهارا.
#أسعد_العزوني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رسالة العار ..وثيقة الخيانة من الجبير إلى محمد بن سلمان ..ال
...
-
-العربية لحماية الطبيعة-....محطات على طريق المقاومة
-
التطبيع السعودي –ا لإسرائيلي بين العداء لعبد الناصر وإيران
-
الطراونة:المشهد الأردني يمتاز بوجود إرادة سياسية تؤمن بحقوق
...
-
مملكة خيبر تزول
-
-قعدة الرصيف- عالمية
-
إفلاس دول الحصار
-
تداعيات الحرب السعودية-الإيرانية المقبلة
-
قصة المياه ..قصة الخلق
-
نبيل الشريف:سوء العلاقة مع إسرائيل هو التحدي الرئيسي للأردن
-
وفد ألماني طبي يزور جامعة الملك عبدالعزيز لمواصلة تطبيقات اخ
...
-
إفطار الجمعة الصباحي في اللويبدة... مبادرة مجتمعية ناجحة
-
أوجه العبث
-
حرب سعودية –إيرانية على الأبواب
-
كنعان:مر على القدس غزاة كثيرون ورحلوا
-
كارثة الخليج بين التصرفات الصبيانية وإبتزاز الدهاقنة
-
مشروع -نيوم السعودي- تدشين ل-الشرق الأوسط -الإسرائيلي
-
4 مليارات دولار للسيسي تنهي أزمة الخليج
-
2017 عام الكويت
-
إقبال كبير من فرسان السعودية ومصر والكويت في الجولة الثانية
المزيد.....
-
جوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
-
العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا بشكل رسمي
-
مقرر أممي: قرار الجنائية الدولية اعتقال نتنياهو وغالانت تاري
...
-
جنوب السودان: سماع دوي إطلاق نار في جوبا وسط أنباء عن محاولة
...
-
الأمم المتحدة تحذر من توقف إمدادات الغذاء في غزة
-
السعودية تنفذ حكم الإعدام بحق 3 أشخاص بعد إدانتهم بجرائم -إر
...
-
ماذا سيحدث الآن بعد إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت
...
-
ماذا قال الأعداء والأصدقاء و-الحياديون- في مذكرات اعتقال نتن
...
-
بايدن يدين بشدة مذكرات اعتقال نتنياهو وجالانت
-
رئيس وزراء ايرلندا: اوامر الجنائية الدولية باعتقال مسؤولين ا
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|