أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حيدر محمد الوائلي - بينك وبين الله














المزيد.....

بينك وبين الله


حيدر محمد الوائلي

الحوار المتمدن-العدد: 5708 - 2017 / 11 / 24 - 18:52
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



الكاتب الانكليزي (كولن ولسن) صاحب كتاب (اللا منتمي) كان غير مؤمناً بالدين.
يحكي هذا الكاتب قصة حدثت معه مفادها أنه قد طَلَبَ منه البعض أن يكتب بحثاُ في نفي وجود الله، فيقول كولن ولسن: قضيت ساعات في كتابة هذا البحث، فلما جنّ عليّ الليل، أردت أن أنام فخفت أن يعاقبني الله!

إن كل إنسان ميّال لتبعية شيء أعلى منه وأقوى، فالإنسان بطبيعته ضعيف ويحتاج المساعدة في الكثير من الأمور.
يحتاج قدوة ومثال في الحياة كي تصبّره وتلهمه البقاء والأستمرار بالعيش.
يحتاج سلطة وقانون تحد من شهواته الجامحة ورغباته الغير محدودة.
لو تُرك الأنسان لنفسه ونزواته لما بقى على الأرض مخلوق حي.
تخيلوا الأبادات والحروب والسرقات والجرائم والأذى في عشر سنواتٍ فقط!
عشرة سنواتٍ مضت فقط!
لتعرفوا حجم الخسائر.

تخيل مثلاً مرضاً ثقيلاً أو ألماً شديداً أو حسرةّ في القلب أو حزناً عميقاً أو مصيبة فلا تصدق أن تلك المؤثرات جميعها تذهب لمجرد زيارة طبيب أو استشارة صديق أو بالترويح عن النفس بوسائل تسلية وإن كانت تلك الأشياء تساعد بعض الشيء.
لكن هنالك جوهر عميق في النفس يغذي الروح أن تحيا وتقوى على الحياة وتعطيها الطاقة أن تستمر. هنا تأتي الروحانية في تأنيس الروح وراحتها.

إن الإنسان مخلوق عجيب غريب الأطوار.
معقد التركيب في عقيدته وفي نفسيته وفي مزاجه وفي عقله وفي ذوقه وفي طريقة تفكيره.
اجتمعت فيه نوازع الخير والشر والصلاح والفساد والأستقامة وجموح الشهوات.
في الإنسان عقل كما فيه شهوة. وبحكم تجربة الحياة وخبرة الأيام والتفكر تتأتى مرحلة إختيار الصحيح والخطأ وإختيار الخير والشر.
بين العقل والشهوة صراع. من يغلب سيرسم ملامح الشخصية. من يتحكم بمن سيحدد مصير وهدف في الحياة. كيفية احداث موازنة بين العقل والشهوة سترسم طريقاً للحياة.

ولكن يا ترى هل من السهل على العقل تحديد جميع موجبات الخير، وجميع عوامل الصلاح والحياة الايجابية الصحيحة؟!
بالتأكيد سيكون العقل قاصراً لوحده على إدراك جميع ما على الخليقة من إيجابيات وسلبيات وخير وشر وحب وحرب وغيرها فصراع الشهوة ليس بالشيء اليسير.
لذلك لطف الله بعباده ورحمهم بأن أرسل إليهم من يقوم بتلك المهمة الكبيرة والخطيرة وهم الأنبياء، وهم أشخاص إجتباهم الله وإختارهم ليؤدوا امانة التبلييغ.
إقتصر دور الرسول على البلاغ فقط وعلى الناس التفكير كثيراً ومن ثم الأختيار (وما على الرسول إلا البلاغ المبين).
التفكير هو الوسيلة لتحديد المصير.
ولكن الأنبياء قدماء ونحن في عصر حديث؟
وفي التاريخ حق وباطل وفيه خير وشر وفيه صدق وزور.
كل ذلك تصدى له الباحثين والعلماء وملئوا المكتبات بحوثاً وكتباً فيها أيضاً حق وباطل وفيها خير وشر وفيها صدق وزور كما كانت بداية تدوين التاريخ من البداية، كذلك كانت البحوث عليه والدراسات حوله في العصر الحديث.
للقارئ الكريم أن يطلع ويقرأ والأهم أن يتفكّر فالتفكير هو الوسيلة لتحديد المصير.

كما هو القران الذي حفظه الله من كل سوء وتزوير وتحريف واتفقت عليه كل المذاهب الإسلامية رغم تضادها في إمور كثيرة أخرى وصلت لدى البعض أن يفتوا بقتلهم وابادتهم.
كل كتب التفاسير التي فسرت القران فسرته بآراء عديدة لتفسير آية معينة أو جملة معينة. وفي احيان كثيرة هنالك تفسير ضد تفسير.

هنا يأتي دور التفكير المنطقي والتدبر العقلاني.
تفكير منطقي بعمق وبعيداً عن مؤثرات موروثات الطوائف وشهوات النفوس وحقد المؤثرات السياسية ومخلفات الفلكور الشعبي.
وتدبر عقلاني بهدوء وبعيداً عن الترهيب والتخويف والعقوبات.
ربما ستأتى أن تفهم الله وحكمته.
أتعرفون سر أن يحث الله الناس كثيراً على التدبر والتفكر حتى يتبين لنا أنه الحق.
لأن المسألة اولاً وأخيراً هي بينك وبين الله.
دع الأتكالية على الغير وتسليم عقلك طوعاً للأخرين يعبثون فيه كيفما شائوا ومهمتك الرئيسية أن تطيع فقط.
إستأنس بالأراء المختلفة ولكن فكّر قبل أن تختار عقيدة وعبادة. فالأمر أولاً وأخيراً بينك وبين الله.
والله عليمٌ بذات الصدور.



#حيدر_محمد_الوائلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة السجين ولويس الرابع عشر
- البرلمان وقصة الطاولة الكبيرة
- الافكار للكبار فقط
- عيب وألاعيب
- حينما يعبث من بالأرض يِلعبون بدماء من عند ربهم يُرزقون
- لا تعود
- راية الله
- عِلم أن لا تعلم
- لعنة أن تعلم
- خواطر في ليلة جمعة
- كان لي أمل
- مجتمع الجهل المركب
- خفايا صفقة جهاز كشف المتفجرات المزيف
- في سجن مديرية الأمن بالبصرة
- وطن من الذكريات
- الفنان صباح السهل... بشاعة نظام وخيانة زوجة (القصة الكاملة)
- ساعد الله العراقيين
- الحسين وتجار الدين والسياسة
- صديقي والدين والسياسة وابن الكلب
- وصلت النمسا


المزيد.....




- مصر.. اعترافات صادمة للطفل المتهم بتحريض قاتل -صغير شبرا-
- الجيش الروسي يحصل على دفعة جديدة من مدافع -مالفا- ذاتية الحر ...
- اليمن.. الإفراج مؤقتا عن عارضة أزياء ظهرت في صور بدون حجاب
- أسانج يصل إلى جزيرة سايبان لإتمام الصفقة مع السلطات الأمريكي ...
- إنجلترا تتصدر مجموعتها والدنمارك مع سلوفينيا إلى ثمن النهائي ...
- الدفاع الروسية: بيلاوسوف أبلغ أوستن خلال اتصال بمبادرة أمريك ...
- صفقة الإفراج عن أسانج.. ورقة بيد بايدن
- سيئول: كوريا الشمالية أطلقت صاروخا باليستيا تجاه البحر الشرق ...
- النيجر.. مقتل 20 عسكريا ومدنيا وإصابة 9 آخرين في هجوم إرهابي ...
- البنتاغون: الموقف بشأن عدم إرسال قوات إلى أوكرانيا لن يتغير ...


المزيد.....

- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حيدر محمد الوائلي - بينك وبين الله