أحمد عبد العظيم
الحوار المتمدن-العدد: 1471 - 2006 / 2 / 24 - 10:51
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
هناك مشروع لقانون ٱلأحزاب فى سوريا، وقد سربه حزب البعث وأطراف جبهته الوطنية التقدمية إلى بعض التي تحتكر المعارضة, والتي ينتظر النظام منها أن توسع له جبهته. وفي المسروع تأكيد على عدم الخروج عن شعار التحديث والتطوير!..؟؟ والاستمرار بالحفاظ على الثوابت الوطنية والقومية وفق المنظور الشمولي للنظام!!.. بل فيه توكيد على فرض ذلك على المعارضة قبل مشاركتها في النظام!.. وفي المشروع إصرار النظام على القطيعة مع المجتمع الدولي, ومواصلته للسير في طريق الأنظمة الشمولية, وابعاد المجتمع السوري عن مناهج الأنظمة الحديثةو التغيير الديمقراطي. وفي المشروع تأكيد على العمل من أجل قوننة النهج الشمولي للنظام, ووضع قوى المجتمع السوري (من أحزاب معارضة وشخصيات ومفكرين وجمعيات ومنتديات) أمام خيارين، ٱلأول هو الخضوع لمنهاج النظام وٱلثاني هو مواجهة قمع وبطش أجهزته الأمنية والحزبية.
ويستند المشروع المسرّب على مرجعية دستور النظام الصادر عام 1973 وعلى القوانين الاستثنائية التي صدرت لتشديد قبضة النظام على المجتمع وحركة قواه السياسية. ويرتكز هذا المشروع على ما يسميه النظام "الشرعية الثورية"! التي أعطت لحزب البعث حقّ الاستيلاء على قيادة الدولة والمجتمع من دون منازع.
لقد تأسس حزب البعث وغيره من الأحزاب السورية في زمن الانتداب الفرنسي, وقد كان العمل الحزبي والفكري والسياسي الديمقراطي, يتطور ويكتسب خبرة أوصلت سلطة الانتداب والمجتمع الدولي إلى الاعتراف بقدرة القوى السورية على إدارة شؤون الشعب السوري. وقد تابعت سوريا محاولتها في إدارة شؤونها, على الرغم من الانقلابات العسكرية ذات الطابع الاستبدادي حتى العام 1958, وهو عام الوحدة السورية المصرية, التي جلبت مخابرات مصر الناصرية وألغت الأحزاب في سورية, وهذا الأمر أسس في سوريا الظروف لقطاع الطرق العسكريين ليعملوا على سرقة السلطة من قوى الشعب السوري الديمقراطية بما سموه ثورة أذار عام 1963.
والنظام في مشروعه المتعلق بقانون الأحزاب, يلجأ لقوى وطنية وقومية ومنهم الناصريون المجتمعون تحت راية منتدى جمال الأتاسي, ليشرع استمرار سلطته وجعلها أبدية! من خلال تعددية سياسية شكلية تشبه جبهته العتيدة.
ملاحظة:
أعتذر من قراء مقالاتي على غيابي, فقد منعني من الكتابة حادث سيارة وبقاء في المستشفى في تورنتو لمدة شهر تقريبا. وسوف أعود للعمل من أجل سوريا ديمقراطية ولشعبها على الرغم من بعدي عنها.
#أحمد_عبد_العظيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟