أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد عنوز - نحن أمة تجيد الإمتعاض و لا تجيد الإتعاض














المزيد.....

نحن أمة تجيد الإمتعاض و لا تجيد الإتعاض


محمد عنوز

الحوار المتمدن-العدد: 1471 - 2006 / 2 / 24 - 10:46
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يعجز الإنسان عن الوصف في مثل هذه الأحوال جراء تكرار الأهوال، فماذا نقول ؟!!! فهذه الجريمة تشير إلى بصمات فاعليها ممن يتجاوزون على حياة الإنسان ومقدساته بدم بارد، إنهم الإرهابيون من دون شك والصداميون بالتأكيد الذي لا يعرفون فعلاً سوى القتل والتدمير وهذا ديدنهم، ومما يؤكد بصماتهم، إعتدائهم الشنيع على مراقد الأئمة الأطهار (ع) أيام نظام الطاغية المنهار خلال إنتفاضة شعبنا في آذار 1991.
ونحن أمام هذه الأفعال التي تدلل على فقدان أصحابها لكل وازع بشري، لابد أن نشير إلى ما نحن فاعلون، فبالأمس حدثت إنفجارات إستهدفت المدنيين في أماكن مختلفة ومناسبات متنوعة، واليوم إنفجار وسط ضريحي الإمامين الهمامين الهادي والعسكري (ع)، وغداً سيكون إنفجار وسط .... ، وسنقوم بإحصاء الضحايا ومنحهم المال وإعلان الحداد بالتساوق مع ممارسة طقوس البرقيات الحاملة للإدانة والأستنكار وتنظيم المظاهرات للقول لا للإرهاب ولا لكذا ونعم لكذا ... ونعلن كما أعلنا سابقاً عن إلقاء القبض على المجموعة الفلانية وعدد من المتسللين ومحاصرة الزرقاوي وإعتقال مساعده في تلك المنطقة والوضع تحت السيطرة في المنطقة الأخرى ... وهذا لا يكفي على الإطلاق، نعم على الإطلاق، ويتطلب عمل حكومي وشعبي جاد .
فمتى نتعض ونقطع يد الإرهاب ونحد من إرادة المحتل،؟! فقبل مجيء نظام الطغاة المأزوم والذي أصبح اليوم نظام البغاة المهزوم، وخلال حقب تاريخية معروفة، القديم منها والحديث حصلت محارق ووقعت مقاتل على هذه الأرض، وتعرض أبناء شعبنا العراقي إلى كوارث عدة، عبرنا عن إمتعاضنا منها بأساليب متعددة، ولكن للأسف الشديد لم نلمس كما نرى حالة الإتعاض من تلك الوقائع المؤلمة بسبب من تكرارها إلى درجة توحي بأن ثقافة الشكوى هي السائدة، كما أن بعض التصريحات تحمل في طياتها خطأ فادح في تحديد المنفذين والمستفيدين من هذه الجرائم إلى درجة التهديد والوعيد من بعض الأطراف وكأن الصراع شيعي سني، في حين المطلوب في هذه الظروف حلول من أصحاب البصيرة وإلتزام بتوصيات المراجع الإسلامية بالإجراءات الحكومية ومواقف الأحزاب السياسية .
إن الأوضاع في بلادنا تتطلب بكل وضوح الإستفادة من دورس الحياة لا الركون إلى لغة تزيد من التدمير ولا ترتقي إلى لغة التدبير، وهذا يعني وبعد الجريمة النكراء في مدينة سامراء أن نعقد العزم على عزل الإرهابين والتكفيرين والصدامين والمحتلين في العراق ودحرهم من خلال إجراءات ردعية حازمة وقضائية سريعة وتجنيد قوى جديدة على أسس تعزز قدرات القوات الوطنية المسلحة ( الجيش الوطني ـ قوى الأمن الداخلي ـ والشرطة ) وكذلك تزيد الشعور بالمسؤولية من خلال المشاركة وتقوم على قاعدة وحدة الصف الوطني، هذه الوحدة الغائبة قبل إنهيار نظام البغاة ولاتزال غائبة رغم تكرار وشمولية المأساة .
وبهذا الصدد نجد أن وحدتتنا تتجلى بين الشهداء ولا نجدها بين الأحياء، فضحايا الإستعمار والطغاة في مختلف المراحل كانوا عراقيين من مختلف القوميات والأديان والأحزاب، والشهداء لا يقبلون القسمة على قومية أو طائفة دينية أو حركة سياسية، إنما يقبلون القسمة على العراق فقط ، فهم يتوحدون به ولأجله، فهل ندرك هذه الحقيقة الساطعة، ونعمل بكل صدق على إستخدام الأدوات والآليات التي تأخذنا إلى عراق الخير والأمان أم يستمر الحال كما هو ويصبح الخير والأمان حكاية من حكايات الزمان؟!!!!!!!
إن أحداث اليوم وتداعياتها تدعونا إلى ضرورة نبذ ثقافة معالجة الجريمة بجريمة أخرى، فتدمير المراقد لا يدعونا إلى تدمير المساجد، لأن عملاً بهذا الشكل يعني أن الأرهابين وأعداء شعبنا قد حققوا أغراضهم الدنيئة والمكشوفة، فنحن نستد في ذلك إلى أن الإجراءات أي إجراءات ما هي إلا نتاج ثقافات، ولذلك يستلزم الأمر أن يتم الإقتصاص من الفاعلين والداعمين لنهج تدمير العراق وسلب إرادة أبنائه لا الوقوع في شركهم .
فإذا كان لنا شأن في بلادنا ونريد التعبير عن حرصنا عليه، لابد أن نعمل على كشف الجناة وهم أقلية بكل المقاييس، خصوصاً نسبتهم إلى قوى الخير التي تشكل الأكثرية الساحقة، بدليل مشاركة الملايين في العملية الإنتخابية كتعبير حقيقي لنبذ العنف وإعتماد الحوار والوسائل السلمية في إدارة البلاد وإعادة الإعمار، ولكن غياب وحدة الأكثرية وضعف وسائل عملها وخطل أراء بعضها، جعل إرادة الإرهاب والإحتلال هي المؤثرة، إلى جانب ذلك وحسب زعمنا إن هذه التداعيات هي من إفرازات الشرنقة التي وقعنا بها منذ الأيام الأولى لإنهيار نظام صدام الذي أراده شعبنا خلاصاً حقيقياً من الدكتاتورية وليس تغييراً لمشاكله فقد كان لنا مقال في تموز عام 2003 بعنوان ( مجلس بريمر شرنقة والمؤتمر الوطني العام هو البوصلة )، أكدنا فيه على ضرورة وحدة العمل بعيداً عن المحتل، ونؤكد ذات الموقف الآن حتى لو كان الإبتعاد شبراً واحداً كي نضع بإرادتنا الوطنية العامة البرنامج الوطني الذي يخفف آلام شعبنا ولا نقول إنهائها، فتلك مهمة كبيرة وطويلة، كما إن تجربة السنوات الثلاث أكدت بكل وضوح، إن جوهر الأزمة التاريخية للحكم في العراق تكمن في غياب الإرادة الوطنية العامة، بسبب الإحتلال القديم والجديد أو جراء تسلط الدكتاتورية الصدامية، ولا حل لهذه الأزمة إذا لم تتوحد إرادة العراقيين وتتعزز الثقة فيما بينهم وهذا درس أساسي نتعض به ونتجاوز حالة الإمتعاض الذي لا يجدي نفعاً في مثل هذه الأحوال.
لنكن أمة تجيد الأتعاض وتبتعد جدياً عن إجترار الإمتعاض، وإلقاء التهم ورشق بعضنا البعض، فالإرهاب قائم وليس قادم والإحتلال جاثم بسبب الإختلال في العلاقة بين القوى السياسية العراقية، وسوف يستمر الإحتلال وينتعش الإرهاب طالما إستمر الإختلال.
22 شباط / فراير 2006



#محمد_عنوز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا ستار ..... إستدراك ظالم بعد قُبلة وإعتذار
- المطلوب قليل من الدقة ... هذا ما يحتاجه العراق
- متى ندرك كي نتدارك ؟؟؟
- موقف الوزير يستحق كل التقدير
- زيادة اسعار الوقود بين المخادعة والضغوط
- موقع حر ومتمدن حقاً
- فاجعة بابل تكرار من دون طائل
- دولة العراق بين الشرعية الدولية والتطورات الحالية
- إجراء خاطئ ولكن غير مفاجئ
- الأنتخابات العراقية بين الحاجة والواقع والطموح
- قرار إنشاء محكمة مختصة لمحاكمة مجرمي الحرب في العراق
- الإجراءات التعسفية هي مصدر حالة إنعدام الجنسية
- قانون إدارة الدولة العراقية للمرحلةالإنتقالية وبعض الملاحظات ...
- الشرعية الدولية بين المفهوم الحقيقي والسلوك الفعلي
- فاجعة عاشوراء 2004 لم تكن الأولى فهل تكون الأخيرة ؟!


المزيد.....




- مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
- السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون- ...
- مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله ...
- اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب ...
- محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
- مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
- من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
- خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال ...
- هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
- قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد عنوز - نحن أمة تجيد الإمتعاض و لا تجيد الإتعاض