أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - حسين الرواني - آدم سميث: نعم، الإنسان آلة














المزيد.....


آدم سميث: نعم، الإنسان آلة


حسين الرواني

الحوار المتمدن-العدد: 5706 - 2017 / 11 / 22 - 19:39
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


في الفصل العاشر من كتاب ( ثروة الامم) لآدم سميث، ستجد جمالا في الفكرة، في التقييم العقلاني للعمل.
يقول إن قيمة العمل تتحدد بخمسة عوامل، منها الوقت المطلوب للعامل لإتقان حرفته، والمهارة اللازمة، ويعتبرها بمثابة قيمة السلع الرأسمالية المطلوبة للعمل والانتاج.
اعمق من ذلك، يؤكد سميث ان أجر العامل يجب أن يتناسب مع الطاقة الانتاجية المتبقية له خلال عمره المحفوف بالمخاطر، والمجهول امتداده، كما يتم احتساب عمر الآلة وانقاص قيمة المستهلك منها سنويا.
يرى ايضا ان العامل الذي انفق مثلا خمس سنوات على تعلم حرفته، يجب ان لا يقبل بعمل يدر عليه اي أجر اقل من قيمة مهارته المتأتية من خمس سنوات من التعلم، فضلا عن الربح العادي لاشتغاله، اللازم لسد رمقه على الاقل، فهو في هذا نظير أي ماكنة ثمينة، يجب ان لا يتم تشغيلها الا بأجر يغطي تكاليف شرائها، وربح للمشغل التي اشتراها.
وبعبارة اوضح، لو افترضنا ان آلة انتاج قيمتها خمسة آلاف دولار، تساوي في قيمة انتاجها مهارة عامل انفق خمس سنوات من عمره على تعلم حرفته، فيجب ان يتساوى اجره مع ثمن السلعة التي تنتجها الالة، اذا افترضنا ان الخمسة الاف دولار للآلة تساوى خمس سنوات مهارة للعامل.
وعلى هذا، يرى سميث، أن الاجر يجب ان يتناسب طرديا مع مهارة واحتراف العامل، فالأعمال الابداعية مثلا، تتطلب وقتا وتدريبا اطول.
وقصده واضح، فهو يريد القول ان مكافأة الرسامين مثلا على عملهم في الساعة الواحدة، ينبغي ان تكون اكبر من اجر صابغ احذية لمدة العمل نفسها. رغم اشتراكهما في ادوات العمل وهي الالوان والاصباغ.
ويستمر هذا العبقري الاسكتلندي في تحليل قيمة العمل والاستثمار في التجارة، فيقول ان شهرة محام او طبيب جراء نجاحه هي جزء من مكافأته، ونستطيع الاستنتاج ايضا ان هذه المكافأة تشبه العلامة التجارية لأية آلية صناعية مشهورة بالمتانة والانتاج الكبير والعمر الطويل وقلة الاصابة بالعطل والاحتياج الى اصلاح.
وفي ختام هذا الفصل، يلفت سميث الى فكرة اخرى لا تقل روعة وجمالا عن السابقة، وهي ما يسمى في علم تنمية الموارد البشرية الحديث بمبدأ التعلم اثناء العمل، فهو يرفض تماما فكرة ربط المتدرب بفترات تدريب طويلة مع عدم منحه اجورا بذريعة تعليمه، في حين انه سيتعلم لو مارس المهنة بشكل اسرع وانجح، اما ما يقال عن الخشية من عدم اتقانه الصنعة وتقديم انتاجه بشكل جيد للمستهلكين، فهو يدحض هذه المخاوف بالقول ان مدى مهارة العامل سيحددها المستهلكون الذين هم على امس احتكاك به، وعلى قدر كبير من المعرفة بمنتجه، سواء كان سلعة او خدمة.
حتى في هذه الفكرة، يمكن أن يستوحي القارئ، ان ابقاء العمل تحت فترات تدريب اطول مما يحتاجه، تشبه ابقاء الالة الانتاجية تحت التجريب اطول مما تحتاجه لتثبت كفاءتها.
اية لغة يحتاج الاقتصاد الرأسمالي ان يعبر بها عن حقيقة ان الانسان والالة سيان في حقل العمل، فإن كان الواقفون ضد الرأسمالية ينبزونها بأنها تحول الانسان الى الة، فسميث تحدث في هذا الفصل عن الاخلاقيين الوهميين، الذين يمنعهم "الغرور المتعجرف" كما يقول هو في ص 157، عن مزاولة الكثير من الحرف والمهن اليومية الشريفة.



#حسين_الرواني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آدم سميث: ثروة الأمم بعمالها
- حوار في نهاية الطريق
- ما مقدار تخلفنا الاقتصادي ؟
- الايات الاباحية
- العراق .. قضيب العرب
- ما غاب عن العازفين
- انتميلكم
- زعلة خير من تطفل
- 3 تحالفات في 3 عقود
- من المفكرين.. إلى الأرواح المسلحة
- لا ندم لبوش.. ولا قلق لأوباما
- بالتجاور 3
- ما يفعله البهاضمة يتكرر 7
- بالتجاور 2
- البناء المعماري والصوت في قاعات الموسيقى
- محنة الموسيقى الشرقية
- فؤاد زكريا.. وتجريد الموسيقى عن التأويل
- قواعد التدوين الموسيقي ببرنامج انكور
- بالتجاور
- الفن تحت عقلانية الفلسفة كروتشه نموذجا


المزيد.....




- البنك الدولي: إسرائيل دمرت 93% من فروع البنوك في غزة
- يقترب من الـ 51 .. سعر الدولار اليوم في البنك المركزي والبنو ...
- كلنا هنلبس دهب براحتنا من تاني “تراجع  سعر الذهب اليوم عيار ...
- إحصاءات أوروبية: روسيا ثاني مورد غاز للاتحاد الأوروبي بعد ال ...
- “27 لاعب في القائمة” تشكيلة العراق المتوقعة في كاس الخليج.. ...
- وفد إسباني يزور الجزائر لتعزيز العلاقات بعد رفع القيود على ا ...
- الكشف عن أسباب تأخير إرسال الموازنات: أضرار اقتصادية هائلة! ...
- شركات نفط الإقليم تعلن عن زيادة بالإنتاج هذا العام
- بلومبيرغ: -هوندا- و-نيسان- تستعدان لمفاوضات اندماج
- بريطانيا تفرض عقوبات على 20 ناقلة نفط من أسطول الظل الروسي


المزيد.....

- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - حسين الرواني - آدم سميث: نعم، الإنسان آلة