أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سليم نزال - الاسباب التى اعاقت ظهور الاسلام السياسى خلال القرن الماضى ؟














المزيد.....

الاسباب التى اعاقت ظهور الاسلام السياسى خلال القرن الماضى ؟


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 5706 - 2017 / 11 / 22 - 08:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


!
شهد القرن التاسع مرحلة انفجار القوميات التى بدات ظهر على خلفية تراجع و ضعف الامبراطوريات العابرة للقوميات مثل الحركات القومية فى البلفان و ارمينية و التركية و العربية .و قد تزامن ولادة الحركة القومية العربية ابضا مع ولادة الصهيونية كحركة قومية لليهود فى اوروبا الشرقيه الذين تصادما منذ بدايات التاسيس بسبب مطامح الحركة الصهيونية لاجل استيطان فلسطين. .
لكن فى حقيقة الامر و رغم وهج الحركة القومية العربية فاننا نلاحظ ان الحركة القومية العربية كان دورها الاساسى فى دعم حركات الاستفلال الوطنية فى الجزائر و اليمن الجنوى الخ . و لعل هذا من مفارقات الحركة القومية العربية .اى انها حركة قومية تدعم الدولة الوطنية .
من اهم ملامح الحركة القومية العربية انها ظهرت بالدرجة الاولى مع نخب بلاد الشام و العراق الى حد ما . و الاشارة هنا الى الموقع الجغرافى امر مهم .لانها ولدت فى مجتمج متنوع ثقافيا و دينيا و بلاد الشام هى المنطقة الوحيدة فى الاقليم العربى حيث الوجود المسيحى الفاعل الذى
ساهم فى عصرنة اللغة العربية و علمنة الحركة القومية العربية .

و لما كانت ولادتها على خلفية الصراع مع الاخر التركى المسلم تميزت الحركة القومية بالتشديد على الطابع العلمانى و الفصل ببين الدين و السياسة.بينما نلاحظ مثلا الفرق مع الحركات الوطنية فى المغرب التى لم تواجه نفس الاعداء كما فى المشرق. لم تنشا عندها اشكالبة الثنانية الصراعية بين العروبة و الاسلام كما فى المشرق .و هو واضح فى التعبير المغاربى الذى يقول العرب المسلمون كوحدة واحدة لان المغرب خال من مسيحيين عرب و فى العقل المغاربى كلمة مسيحى مرتبطة بالغرب و خاصة فرنسا و اسبانيا و كانتا الدول التى احتلت اجزاء من المغرب .بينما التعبير المشرقى يتنحدث عن العرب و المسلمون اى انه يضع العرب كقومية واحدة بغض النظر عن الدين و الاسلام كدين له امتدادات عالمية.
و حتى فى ىكتابات المنظرين العرب الاوائل نلاحظ مثلا ندرة استعمال تعابير دينية فى كتابات ساطع الحصرى.و هذا التجاهل الواضح لم يات صدفة بقدر ما كان ضبط واع لكى يفصل بين مرجعتيين . مرجعية العروبة و مرجعية الاسلام .و سنلاحظ انه فى مراحل تاريخية معينة رفضت المرجعية الاسلامية العروبة و ادى الامر الى صراعات دموية لم نزل نشهد بعضا من فصولها .

لقد لعب الصراع مع اسرائيل دور الاسمنت المقوى للفكر القومى حيث شكل زرع اسرائيل تحديا للمنطفة الامر الذى ساهم اولا فى تاسيس الجامعة العربية و ما تلاها من بروتوكات مثل الدفاع المشترك و الحروب اللاحقة الخ .و على الرغم من ضعف اداة الجامعة الا انه جاء فى مرحلة تاسيس الوعى العربى الذى تقوى بفعل الصراع مع اسرائيل و صار تعبير الصراع العربى الاسرائيلى السائد و الذى يعكس واقع الحال .

لقد خلق هذا الصراع ديناميات عدة لعل اهمها اشتداد ساعد الحركات القومية التى ولدت بفعل هذا الصراع مثل حركات القوميين العرب على انواعه من بعث و سواه و التجربة الناصرية . هذا التعاظم للثقافة القومية
ادى الى انكفاء الفكر الدينى الذى ظل محصورا فى المراكز الدينية .و لذا نلاحظ مثلا ان حركة الاخوان المسلمين و هى بدايات الاسلام السياسى ولدت ما قبل مرحلة الصراع مع اسرائيل .
كانت حركة الاخوان المسلمين قد تم تاسيها ردا على انهاء اتاتورك لما اعتبر الخلافة العثمانية .و لما كان الفكر العربى السائد حينها يرى انه لا سبيل للعرب العيش بدون دولة خلافه اولدت هذه ىالحركة ليس صدفة فى مصر لتكون نوع من التعويض عن انهيار الخرفه العثمانية .
و الذى قرا ادبيات حزب التحرير الاسلامى سيجد التركيز الشديد على هذه الفكرة .و التى تعنى فى الجوهر ان الثقافة العربية الشعبية ظلت تنظر الى تحقيق الامجاد من خلال اعادة الحكم الاسلامى و هى فكرة اساسية سادت فى مراحل تدهور الدولة الوطنية القومية تحت شعار الاسلام هو الحل .لكن هذه الثقافة لم يتح لها حتى ذلك الوقت بحكم قوة عامل الفكر القومى و الصراع مع اسرائيل ان تعبر عن نفسها فى احزاب سياسية .

لقد كانت لهزيمة العام 67 دورا مهما فى اعتقادى فى بداية ترعرع الحركات الاسلامية و الفكر الدينى . و على سبيل المثال ازداد بناء المساجد فى مصر بصورة غير مسبوقه و بدات تظهر على السطح ظاهرة تفسير الهزيمة بالبعد عن الدين و سنلاحظ انن هذا الفكر الذى يربط النصر على اسرائيل و القوة بالعودة الى استعادة نموذج الاسلام الاول قد بدا يتنتشر و يقوى فى ظل تراجع الدولة الوطنية على مستويات عديدة .

محاولات الوحدة كلها فشلت و كلما تقدمنا فى الزمن كان الترهل و التراجع و الفشل و التناحرات الدخلية يبدو واضحا فى الدولة الوطنية التى كان ينظر اليها كعدو او كدولة فاقدة للشرعية من قبل الحركات الدينية .الاخوان المسلمين فى مصر و سورية .حزب الدعوة فى العراق الخ .
و لقد شكل خروج مصر من الصراع العربي الاسرائيلى عام 1979 مرحلة مهمة فى تاريخ المنطقة .فبينما خرجت مصر من الصراع جاءت الثورة الاسلامية فى ايران لتخرج ايران من المعسكر الاميركى الصهيونى و لتبدا ايران سياسة جديدة قوامها العداء لاسرائيل و دعم فلسطين.
و بعدها ببضعة اعوام ظهرت حركة حماس ايضا على خلفية ضعف الحركة الوطنية الفلسطينية ذات التوجه العلمانى لتدخل المنطقة مرحلة جديده و دخلت ايضا فى صراع مع الحركة الوطنية الفلسطينية العلمانية .
لقد ساهم الصراع مع اسرائيل فى تاجيل ظهور الاسلام السياسى لفترة طويلة..و اعتقد ان ما نشهده من انفجارات كان من الممكن حصوله او بعضها فى مراحل تاريخية سابقه لولا الصراع العربى الاسرائيلى الذى ما ان تراجع حتى شاهدنا تقدم الاسلام السياسى الذى طرح نفسه كمنقذ لكنه فى الحقيقة و كما شهدنا كان المشكلة و ليس الحل.



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مراجعات فى التاريخ!
- الحرب القذرة التى تخوضها السعودية!
- من الظلم تحميل بلد صغير مثل لبنان فوق طاقته!
- فى ذكرى ولاده البير كامو
- كلاشينكوف و ام كلثوم فى المملكة العربية السعودية
- قبل تجتاح تونس!
- عن جائزة نوبل للسلام!
- هناك شىء عفن فى دولة الدانمارك !
- هل انت من عفار ام من عيسى ؟
- عن ابى يوسف الفران.اخبار جديدة
- فى ذكرى رحيل ادوارد البى
- فلنتدرب على معرفة الحقيقة!
- عن لقاء اميرة من زمن العصر الامبراطورى
- يا له من يوم رائع !
- فى مديح تنوع الكون !
- عن الاعياد و عن استعادة الزمن المقدس !
- ان اردت تغيير العالم ابدا بترتيب فراشك!
- الميدالية المزيفة!
- جسر نحو المجهول!
- مطر خفيف فوق اوسلو !


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سليم نزال - الاسباب التى اعاقت ظهور الاسلام السياسى خلال القرن الماضى ؟