أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واثق الجابري - سيوف في خاصرة الوطن














المزيد.....

سيوف في خاصرة الوطن


واثق الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 5706 - 2017 / 11 / 22 - 00:11
المحور: المجتمع المدني
    


الحديث عن الفساد أحياناً كما هو عن الإرهاب؛ فساد آخر وفتح ابواب هروب الفاسدين، بعد إطلاق دخان أسود على العيون، إذ ليس من المعقول ولا المقبول سماعنا كل هذا التهديد والوعيد، فيما يتربع الفساد المؤسسات وعنصر فاعل في توجيه العمل السياسي نحو أطراف أفساد من لا يعلم تورطه، ولا أحد متورط يعترف، في حين يشهد كلهم بوجوده وتأثيره وحاجة الثورة عليه.
تحدث رئيس مجلس الوزراء وقادة سياسيون عن محاربة الفساد، وعلمهم بخطر يوازي الإرهاب ومسبباً له، وهاجم المال العام بشتى الوسائل بأسم الواجب.
رغم إدعاء العديد من المسؤولين عن وجود خيانة بتسليم الموصل الى داعش، وأن رُفض الإدعاء فأن الخيانة الحقيقة في المؤسسة العسكرية في وقتها، فساد نخر جسدها، ونتاجه ضعف المؤسسات وطبيعة خدماتها، وتردي الواقع الخدمي بمجانبة فساد وإعطاء فرصة لداعش لتبرير الإعتراض على الدولة، ومن بين المسؤولين من يريد عودة المجتمع للندم على الدكتاتورية، وبقاء الفوضى لفسح مجال انتشار الفساد.
الإرهاب نمط لإستخدام القوة في الصراع السياسي، للضغط على القرار وإرغام الدولة والمجتمع على الإنحراف لتمرير مشاريعها، بخطوات لأهداف سياسية وإجتماعية وعرقية، ومنع حرية القرار الخادم للمجتمع، وبما أن الفساد والإرهاب يلتقيان ويؤدي احدهما للآخر، ولهما نفس التأثيرات المذكورة آنفاً، فالمعركة على أحدهما لا تقل شأن عن الآخر، ولا أقل هوادة بالآليات، ورُبَّ فساد أكثر تأثيراً من الإرهاب، كون الثاني ظاهر الشخوص ومرفوض من المجتمع، فيما الفساد يتلحف بشعارات الوطنية والخوف على المصلحة الطائفية والقومية، وهذا بدعوى بقاء المفسدين بذاتهم، وغيرهم أما يُتهم تسقيطاً، أو بالترويج على أن كل من يصل السياسة فاسد، الى درجة إتهام كل المجتمع بالفساد، وبذا يقولون دعون على فاسد شبع، ولا تأتوا بجائع يُريد أن يشبع؟!
إن الفساد تجاوز الأيادي على المال العام، ودخل الى القلوب مطمئناً مستقراً؛ تحلل ما لها وتحرم على غيرها حقهم، ولا يستثني قطاعاً، ولا بأس له بإستخدام القوة والترهيب أو الإستعانة بالإرهاب، ولم يعد يبحث عن المنافع الإقتصادية والثراء الشخصي، بل اصبح كالإعصار لا يدع رخواً إلا أسقطه ولا ثابت إلا هزهُ، فدخل في تقاليد المجتمع وإنتهك صوامع العبادة، وبات في أماكن عدة مقدساً مهاباً له حمايات وتبريرات وتشريعات وشعارات ومخرجات شرعية، وسلاح لضرب الدولة، وقلاعه محصنة بحواجز كونكريتية أحزاب ومافيات وتزيف وطني وحتى جوامع.
الحديث لوحده لا يكفي، والمواطن ما عاد يفرق او لا يجد وجه الحقيقة بضبابية المعلومات، وإختلاف النوايا، وتشابه طلاء الوجوه بصبغة الوطنية.
ليس كل من تحدث عن الفساد قصده الإصلاح، كما ليس كل من إدعى محاربة الإرهاب يقصدها بالفعل، وأحياناً تقف خلفها مصالح شخصية وحزبية ولا يُستبعد مآرب خارجية، وبعض الفاسدين يطالبون محاربة الفساد أو تسقيط ما غيرهم، وبما أن الإرهاب خيانة والفساد سبب جلبه، فلذا الفساد أكبر من الخيانة، وحربه صعبة شاملة فئات سياسية وإجتماعية وفكرية، تتلخص بإيجاد قوانين ومفاهيم تمنع الفساد من الوقوع والوقاية قبل العلاج، والحرب قادمة على الفساد ولكن بعض السيوف ستوجه الى خاصرة الوطن.



#واثق_الجابري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مَنْ لا يُشارك لا يحق له الإعتراض
- تعين حرامي بأوراق رسمية
- تحدي الخدمات قادم
- علاج الفساد بطريقة آخرى
- التقارب العراقي الإقليمي ..غايات ومبررات
- التحالفات المستقبلية بعد الإستفتاء
- حدود أزاحها التآخي
- شكراً كاكه مسعود
- رئيسنا من بلد مجاور
- كربلاء ثورة الثورات
- بين التسوية والإستفتاء حديث وأحداث وندم
- العراق قلب مثلث السعودية وتركيا وأيران
- الجديد على الناصرية
- وهم كوردستان فرصة لحكومة العراق
- المقاعد للكبار
- ماذا لو كان في النهروان مولاً؟!
- ماذا يُريد الخليج من العراق ؟!
- الشباب مصدر السلطات
- خطورة ذوي المهن الصحية ونتائج عدم إحتسابها
- قراءة آخرى لقانون الإنتخابات


المزيد.....




- الرئيس الإسرائيلي: إصدار الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق ...
- فلسطين تعلق على إصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال ...
- أول تعليق من جالانت على قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار ...
- فلسطين ترحب بقرار المحكمة الجنائية الدولية إصدار أوامر اعتقا ...
- الرئيس الكولومبي: قرار الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو منطق ...
- الأمم المتحدة تعلق على مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة ا ...
- نشرة خاصة.. أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت من الجنائية الد ...
- ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ ...
- أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال ...
- الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واثق الجابري - سيوف في خاصرة الوطن