|
نحو تأسيس علماني سوداني قراءة في حراك تجمع العلمانيين السودانيين (2)
خالد سراج الدين محمد الامين
الحوار المتمدن-العدد: 5704 - 2017 / 11 / 20 - 09:08
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
نحو تأسيس علماني سوداني قراءة في حراك تجمع العلمانيين السودانيين (2) _________ قبل البداية في تحقيق في أصل العلمانية ومن اين جاءت يجب علي اجراء تفريق لغوى قد لا يعتبره القارئ مهما هنا ، وهي-حسب رأي الكاتب- ان لفظ علمانية العربي يختلف من لفظ secularism ومن لفظ بالفرنسية (Laïcité) وبين بعض التطبيقات التاريخية كالمثال العلماني التركي والصيني لأنه عند استخدام اي لفظ يجب ان يكون باستصحاب سياقه التاريخي والمكاني لفهم حقيقي للمعني وهو ما أراه مختلف في المفاهيم -سابين الاختلاف بين المصطلحات في المقال -خصوصا عن انتقالها للمعنى العربي الشرق اوسطي . إن كان الدين يعيش في الارض لآلاف السنين فلا يمكننا ان نرجع للوقت الذي صدرت فيه افكار العلمانية بشكل واضح حسب ما كتب من التاريخ لكن اول ما كتب يرجعنا لهورليك عندما تخيل مجتمعا سياسيا متمايزا عن الديني لا يؤثر فيه ولا يتأثر وان كانت كتابته هي صياغة لأفكار اخرين سبقوه الا انه عبره عنها بوضوح حيث قام بتميزها ولكن في نفس الوقت لم يجعلها ندا للدين-المسيحية- وقتها ، لكنه وصفها في وضعها السياسي فقط في وصفها في طريقة لحكم الدولة الشيء الذي تحول وانتقل بعد سنوات ليشمل تمايز لكل المجالات عن بعضها البعض خصوصا العلمية منها ، ليصير الدين نفسه مبحث علمي تدرس فيه الأنطولوجيا والتحليل وتاريخانينا ويبحث فيه معرفيا وغيرها من المدارس المختلفة . ولأن السياسة هي خطاب مصلحة كما يصفها الباحث المغربي بن افاية حصلت القطيعة عمد هورليك فلا يمكن ان يدخل فيها الدين بشكل تام الا اذ تشكل بذات صفات المصلحية وهنا يخرج من غرضه الرئيس لأغراض اخرى منها الكسب السياسي او الاقتصادي او السلطة علي المحكومين كتعاونيات الكنسية مع القصور في الحكم وظهور انظمة الحكم الثيوقراطية بطريقة مكثفة في اروبا القديمة ، او تهادن وعلاقة تبادل بين الكفتين الملك والقس الذي جمعت سلطاتهم في كثير من قصص التاريخ ففرعون نفسه حين وصف نفسه بربكم الاعلى وقصص قيصر وسيادة الفاتيكان ومناطق التبت والمدائن المقدسة ، لكن قبل كل ذلك يجب علينا وصف ماهية الدولة كي تكون علمانية او غير ذلك كمبحث علمي سياسي بعيدا عن علمانية باقي المجالات العلمية المعرفية لكن سنتطرق لها في باقي السلسلة. يصف ماكس فيبر الدولة بالتي (تحتكر العنف) ويصفها كاتب العقد الاجتماعي روسو بأنها السلطة العليا غير المقيدة للمجتمع ولوك بانها راعية مصالح الناس (الدنيوية) ولكن عدة مدارس اخرى تصفها بضرورة تعبيرها عن المجتمع الذي تحكمه وهي ليس بالضرورة تعريف واقعي بل يعبر عن ما هو مامؤل فالدول التي كانت تقع تحت السيطرة الكوليانية تعتبر دول ويتضح فيها مثال فيبر وروسو كجهاز خدمي عنيف اذا توجب واقتصادي يجمع الجبايات ويوفر الأمن وليس الضرورة تعبيره عن محكوميه اتكلم كحقائق تاريخ لا اكثر من ذلك وهنا تظهر ان حتى الدول المستعمرة كانت علمانية بشكل آخر لاختلاف دين محتلها عن دين الشعوب المحتلة ولم يكن المحتل يتدخل بشكل واضح علي المؤسسات الدينية فيها خصوصا في الدول الشرق اوسطية فاحتفظ الدين ومؤسسته بأبعادها سواء في دول المغرب العربي او الأزهر ، ولكني استثني المملكة السعودية ودعوة محمد بن عبد الوهاب . _ تفريق اصطلاحي : في الغالب الأعم يتم استخدام Laïcité و secularism كمترادفات لكن ما ذكرت سابقا انه يجب تفريق السياق التاريخي والتجربة المختلفة تماما بين علمانية الانكليز والامريكيين والتجربة الفرنسية ثم التركية في موضوع العلمانية وان كان التعريف العام هو فصل الكنيسة عن الدولة اي سلطة الزمان من سلطة الروح كما قال هورليك -separation of church (or religion) and state - لكن طريقة التحول او الفصل مختلفة تماما ومفاهيما مختلفة كذلك ففي فرنسا تعني العلمانية تدريس الدين كعلوم تاريخ اي تاريخينة ليس اكثر وتتعدى الفصل بالتدخل المباشر في سلطة الكنسية عكس المفهوم الانكليزي الذي لا يرى ضرار في تعلميه كروح في المدارس وعكس تجربة الأتراك في فصله وبعده عن المدارس تماما او المجال العام والخاص واغلاق المدارس الدينية واديرة الدراويش ، في الحقيقة لم أجد ومن اي دولة او لغة جاء لفظ علمانية العربي لكنه بكل الاحوال لم يتم نقده والبحث بصورة جادة عن حمولاته وسياقه التاريخي الذي جاء به للعربية ،لكن يجد بعد باحثي التاريخ ان تصرف علي بن ابي طالب في حادثة سن المصاحف علي الرماح فصل لسلطة الدين عن سلطة التي يحققها العنف-السيف- وهو اجتهاد ضعيف ولم يتناول بشكل جدي واتمني ان يتعرض للبحث بعمق وتفكر حقيقي من قبل العلمانيين-الإسلاميين وهم مقابلين لعلمانية-المسيحية كما اسماها الطرابيشي . يتبع..
#خالد_سراج_الدين_محمد_الامين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نحو تأسيس علماني سوداني قراءة في حراك تجمع العلمانيين السو
...
-
الدين مشرع الأخلاق !
-
لماذا تحتاج للشياطين ؟
-
هل لديهن فعلا شعر طويل؟
-
المثليين والمثاليين في المجتمعات الاصولية
المزيد.....
-
سوريا.. إحترام حقوق الأقليات الدينية ما بين الوعود والواقع
-
بابا الفاتيكان: الغارات الإسرائيلية على غزة ليست حربا بل وحش
...
-
“ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل
...
-
وفاة زعيم تنظيم الإخوان الدولي يوسف ندا
-
بالصور.. الزاوية الرفاعية في المسجد الأقصى
-
جماعة -الإخوان المسلمون- تنعى الداعية يوسف ندا
-
قائد الثورة الاسلامية: اثارة الشبهات من نشاطات الاعداء الاسا
...
-
قائد الثورة الاسلامية يلتقي منشدي المنبر الحسيني وشعراء اهل
...
-
هجوم ماغدبورغ: دوافع غامضة بين معاداة الإسلام والاستياء من س
...
-
بابا الفاتيكان: الغارات الإسرائيلية على غزة وحشية
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|