|
الذكرى المئوية لثورة أكتوبر العظمى
جمال القرى
الحوار المتمدن-العدد: 5703 - 2017 / 11 / 19 - 19:06
المحور:
ملف الذكرى المئوية لانطلاق ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا
في الذكرى المئوية لثورة أكتوبر 1917 الإشتراكية التي هزّت روسيا والعالم بإسقاطها الحكم الأمبرطوري المطلق فيها، وبإنشاءِ أولِ دولةٍ اشتراكيةٍ في العالمِ تقومُ على أساسِ الفلسفةِ الماركسية، تُطرح أسئلةُ كثيرة، هل كانت الثورةُ مأساةً قام بها البلاشفة، أو إنقلاباً وثورةً مضادةً على ثورةِ فبراير وعلى الحكومة المؤقتة التي ترأسها كيرنسكي، أم كانت ضرورةً تاريخيةً لم يكن بالإمكانِ تفاديها؟ لقد فتحَ سقوطُ النظامِ السوفياتي المدوّي في العام 1991، أبوابَ النقدِ وإعادةِ قراءة هذه التجربة وسيمتدُّ إلى مئاتِ السنين أيضاً نظراً للتغيّرات الضخمة التي رافقت قيامَ الثورةِ وانهيَارها، ولوجود خلافاتٍ صارخةٍ بين الدارسين والمؤرخّين في تقويمها. ومما لا شك فيه، أن الثورةَ كانت أضخمَ حدثٍ حصلَ في القرنِ العشرين، حملَ من السلبياتَ والإيجابياتَ الكثيرة على المستوى الداخلي والخارجي، بحيث أصبح الإتحاد السوفياتي على الساحة الدولية المنافسَ العالمي لأكبرِ دولةٍ في العالم ِالحديث، الولايات المتحدة الأميركية، وامتدّ نفوذُه إلى كل القارّات، وخصوصاً إلى دولِ العالمِ الثالث. ولكن هذا لا يعني أن روسيا الأمبرطورية كانت دولةً ضعيفةً، بل كانت منافسةً للدولتين الأقوى، فرنسا وبريطانيا، تتقاسم معهما النفوذَ حول العالم لتحقيق مصالحها التوسعيّة، ولو اختلفت معهما من ناحيةِ الأهدافِ والأساليبِ المتبّعة، التي كانت عكست طبيعةَ النظامِ القيصري، وريثِ الأمبرطوريةِ البيزنطية، وبطبيعةِ التركيباتِ والعلاقاتِ الإجتماعيةِ والسكانيةِ التي كانت لا تزال تحمل الكثير من التقليدِ والإرتباطِ بسلطةِ القيصرِ والكنيسة. ففي حين كانت أولويةَ أهدافِ توسّعِ الهيمنةِ لدى بريطانيا وفرنسا تقوم على أساسٍ اقتصاديٍ وفتحِ أسواقٍ في الخارج، ونقلِ صراعاتِهما إلى خارجِ أراضيهما، كانت الأولويةَ لدى روسيا خلقَ فضاءٍ من الهيمنةِ السياسيةِ والثقافيةِ والدينية، حيث يتواجد أصحابُ الدينِ الواحد في أوروبا الشرقية، ووصولاً إلى الأراضي المقدسة، مهدِ السيّد المسيح. أسباب اندلاع الثورة. لقد تجمّعت الأسبابُ الداخليةِ والخارجيةِ في الأمبرطوريةِ منذ نهايةِ القرن 19 على وقعِ التغيّراتِ السياسيةِ والإجتماعيةِ الجذريةِ التي طبعت أوروبا، وانتشارِ الأفكارِ الاشتراكيةِ والماركسيةِ التي تأثّر بها المثقفون الروس، وبادروا إلى إنشاءِ تياراتٍ ومجموعاتٍ لقلبِ صيغةِ الحكم، إلى أن دعا لينين في العام 1894 إلى تنظيمِ حزبٍ اشتراكيٍ واحدٍ لإسقاطِ الإستبدادِ القيصري بتحالفِ الطبقةِ العاملةِ الروسيةِ مع الفلاحين. ونمت حينها الاشتراكيةُ الديمقراطيةُ كحركةٍ اجتماعيةٍ ورافعةٍ للجماهير، وكحزبٍ سياسيٍ ينتشر بسرعة بين المثقفين المنتقلين الى جانبِ العمال، وتياراتُ الفوضويين والإشتراكيين الثوريين وغيرهم. وبناءً عليه، تكثفت الإنتفاضاتُ الشعبيةِ والفلاحيةِ المطالبة بتحسين الأوضاعِ الإقتصاديةِ حيث كانت غالبيةُ الشعبِ تعيش في حالِ من الفقر. وعلى الرغم من الإصلاحاتِ التي بدأت منذ عهدِ القيصر الكسندر الثالث بإلغاءِ نظامِ الرقّ، والتطوّرِ السريعِ للرأسماليةِ فيها من حيث تطوّرِ الزراعةِ والنسيجِ والأغذيةِ والصناعاتِ الثقيلةِ وصناعات الآلاتِ والصلبِ والحديد، ومدِّ سككِ الحديدِ التي وصلت أطرافَ البلادِ المترامية، وفاقت معدلاتُها أحياناً كثيرة نسبَتها في الدولِ الأوروبية، وحيث أن النموَّ بلغ أرقاماً عاليةً جداً، ليأتي استخراجُ النفطِ لاحقاً ويضعُها في المرتبةِ الأولى عالمياً، واكتسبَ الروبلُ بفعلِ الإصلاحِ المالي قيمةً عالميةً موازيةً للذهب، تدفّقت على أثرهِ الاستثماراتُ العالميةِ الى روسيا... غير أن تكثيفَ ذلك قام على قوةِ الدفعِ الخارجيةِ التي كان على الأمبرطوريةِ اللحاقَ من خلاله بركبِ التطورِ الأوروبي، وليس على قوةِ التطوّرِ الداخلي. وفي هذه الظروف، تصاعدت الإنتفاضات، وكان النشاطُ الثوري الداخلي يتزامن دائماً مع تفاقمِ الحالةِ الدولية. استعرّت الأزمةُ خلال الحربِ العالميةِ الأولى، ودفع ثمنَها بشكلٍ أساسيٍ الفلاحون والعمالُ والفقراء، وفقد الأمبرطور نيقولاي الثاني سلطتَه وثقةَ الضباطِ والجنرالاتِ والجيشِ والشعب، وكل القوى المعارضة، اليسار واليمين، والصناعيين والمصرفيين بسبب عدم القدرة على قيادةِ الحرب وحكمِ الإمبراطورية. ونتيجة لذلك، انهار الأساسُ الأيديولوجي للإمبراطورية الروسية - "الأرثوذكسية، الاستبداد والقومية". وتفاقمت أزمةُ إمداداتِ الغذاءِ للمدن. وندُر وجودُ الخبزِ في بتروغراد وموسكو لعزوفِ الفلاحين عن بيعِ الحبوبِ لإنخفاضِ قيمتها المالية، وبسببِ نقصِ السلعِ الصناعيةِ في التجارة. أدّى ذلك إلى أزمة اقتصاد الدولة، والى سخطٍ عفويٍ لسكان العاصمة مدعومٍ من الجيشِ والمعارضة. وهنا، كثّفت الأحزابُ اليسارية التحريضَ المناهضَ للحكومة والمناهضَ للحرب، الذي حظي بشعبيةٍ متزايدةٍ بين السكان. غير أن المناشفةَ والبلاشفة قيّموا الوضع على أنه غير مهيّأ للثورة. قيام ثورة فبراير وفي شباط 1917، قامت ثورةُ فبراير التي أدّت الى ازدواجيةِ السلطة، حكومةُ بورجوازيةٌ مؤقتةٌ بقيادةِ الجنرال الأمير لفوف، وسوفيتيت العمال والجنود، ولكن الخلافاتَ تفاقمت بين المناشفةِ والثوريين الإشتراكيين حولَ أن تكونَ الحكومةُ اللاحقةُ بورجوازيةٌ لعدمِ جهوزيةِ البروليتاريا، وبين البلاشفة المصرّين على حكومةِ ثورية، وبين الأحزابِ المشاركة في إسقاط السلطة. لاحقاً، قام البلاشفة في نوفمبر بإنقلابٍ واستولوا على السلطة بدعمٍ وتمويلٍ من ألمانيا التي كانت تتوقُ لوقفِ الحرب، رغم تمثيلِهم القليلِ في المجالس، ما أدى الى حربٍ أهليةٍ دامت 5 سنوات، أعادت روسيا الى الوراء بسببِ تفاقمِ التناقضات الاجتماعيةِ المتراكمة، وفشلِ الأحزابِ في تحقيقِ الإستقرار، وسعيِ من أطاحهم إنقلابُ البلاشفةِ لإستعادةِ السيطرة، والتناقضاتِ في معسكرِ الأحزابِ الاشتراكية التي فازت بأكثرِ من 80٪ من الأصوات في انتخاباتِ الجمعيةِ التأسيسية وفشلت في الإتفاقِ فيما بينها، وأخطاءِ البلاشفة والحكومةِ السوفياتيةِ الناشئةِ في عددٍ من القضايا المصيرية، بالإضافةِ إلى جهودِ الدولِ الغربيةِ بإذكاءِ الحربِ لإكمالِ انهيارِ روسيا. على المستوى الداخلي، حقّق الإتحاد السوفياتي نقلةً إجتماعيةً تطوّريةً نوعاً وكمّاً في كل المجالات التعليمية والعلمية والهندسية والطبية والفضائية، وروّض الطبيعة القاسية لصالح الإنتاجية المستمرة...(كان لديه حوالي 6 مليون عالِم، بقي منهم الآن 600 ألف) ولكن بكلفةٍ عاليةٍ جداً، دفعَ فيها الشعبُ من كدّه وحياته، نتيجةَ النهجِ التي أكملت به القيادةُ الحكم. فصراعاتُ الماركسيين نفسهم حول العلاقةِ بين النظربة الماركسية وتطبيقها، بين السياسةِ والفلسفة، كيفية مواجهةِ الصراعاتِ والردّات، الإكتفاءُ بالثورةِ داخل روسيا أو تصديرُها إلى الخارج، السيطرة على الإيديولوجية، كل ذلك أدّى إلى ضرورةِ ربطِ الفلسفةِ وكل العلومِ بالحزبِ والقيادةِ والقائدِ للسيطرةِ من خلالها على الحزبِ والدولة، وسيطرةِ جهازِ الدولةِ على الحزب، وسيطرةِ القائدِ على الحزب، أي، "بلشفة الفلسفة" وتحويلها إلى فلسفةِ الدولة لكي تضفي صفةَ الإطلاقَ على القائد.
أما على المستوى الخارجي، فقد استطاعت الثورةُ من خلالِ نشرِ أفكارٍها، من احتلالٍ الموقعِ الفكريِ والثقافيِ والسياسيِ الأول في كلِ العالم على مدى قرنٍ من الزمن (ولا تزال تردّداته تتفاعلُ حتى الآن)، وإنشاء أحزابٍ شيوعية ساهمت إلى حدٍ كبير بإحداث تغييرٍ جذريٍ في حياةِ شعوبٍ كثيرة، وخصوصاً شعوبِ العالمِ الثالث، ممهّدةً لها الطريق لفهم واقعِها بشكلٍ ثوريٍ وعلميٍ للمساهمة في تحريره، ولكسرِ حالِ البدائيةِ الإجتماعيةِ والسياسية، على أن هذا الوعيَ الفكريَ والسياسي التحرّري الجديدَ، كما يبدو، لم يدخل عميقاً في التركيبات الإجتماعية لأسبابٍ كثيرة، فغالبية معتنقي هذا الفكر عادوا مع الأسف، لعدةِ اعتباراتٍ بعد انهيارِ التجربةِ الى مربّعاتهم الأولى في تدعيم الواقعِ البدائيِ التقليديِ الطائفيِ والقبليِ المسيطر، بدلاً من تقويمها لاستخلاصِ العبر، والنهوضِ من جديد، على عكس تجربة اليونان تماماً، مع اختلاف الزمن والأهداف، التي استطاعت خلالها روسيا المساهمةِ في خلق وعيٍ قوميٍ يونانيٍ عند إنشائها امارة الأرخبيل فيها في نهاية القرن الثامن عشر، وأدّى في ثلاثينيات القرن ال19 الى ثورةٍ تحرريةٍ عن السلطنةِ العثمانية. على أن الأهمّ في الأمر، هو أن روسيا باتت أقرب الى شعوبنا، فبعد مساهمة الأدب الروسي العالمي الحامل لفكرٍ إجتماعيٍ وسياسيٍ نقديٍ في طبع الوعيّ لدي أجيالٍ كثيرةٍ منّا بأبعادٍ إنسانيةٍ جديدةٍ، وإنشاء مدارس للتعليم في لبنان وسويا وفلسطين، فتحت روسيا لاحقاً أبوابَ التعليمِ والعيشِ لديها لأبناءِ الطبقاتِ الدنيا من شعوبِ العالمِ الثالث، كما فتحت المجالاتَ لإنصهارِ الشعوبِ بعيداً عن العرقِ والدينِ واللون، ما أتاح التفاعل الحيّ والتعرّفِ عن قربٍ على حضارتها العظيمة التي رافقتها في كلِ أشكالِ الحكم التي تتالت فيها، فهذه الحضارةَ تصنُعها الشعوبُ وليس الأنظمة على اختلافِ أشكالها، وروسيا خلّاقة في هذا المجال بشكلٍ يقلّ نظيره. أما وقد أصبحت روسيا في المرحلةِ الراهنةِ تتواجد بشكلٍ رسميٍ وفعليٍ وسياسيٍ وعسكريٍ في منطقتنا، فجلّ ما يمكننا تمنّيه، هو أن تعملَ على المساهمةِ لإيجادِ حلولِ سلميةٍ لبلداننا، وأن تجعلَ اهتماماتَها تنصبّ على دعمِ الشعوب وليس الأنظمة التي وعبر عشرات السنين، لم تتوانَ عن قمعِ شعوبِها، وباعترافِ المستشرقينَ الروس القائلين بأن القائمين على الحكمِ لدينا لم يكن لديهم عبر التاريخ همٌّ سوى اقتسام ثروات البلاد، والمحافظة على أشكال المجتمع التقليدية، لتثبيتِ الهيمنةِ وعدم السماحِ بتطوير الشعوب...نأملُ أن تساعدَ روسيا شعوبَنا بخلقِ وعيّ وطني جديد.
#جمال_القرى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الزهد والتصوّف في فكر حسين مروة
-
في ضرورة استحضار مهدي عامل
-
لإعادة تفعيل معنى يوم 8 آذار كيوم لتحرير المرأة
-
عشية اغتيال حسين مروة: الزهد والتصوف في فكره
-
-ماركس، دون دوغمائية ودون تفريط-
-
هي ثورات وليست مؤامرات
-
الاصلاح يُغتال بين المجتمع الأهلي والمدني
-
مهدي عامل محاكياً ابن خلدون
-
بيروت محمد عيتاني...لا تموت
-
القضاء على الدولة
-
الواقع اللبناني- السوري: تشابك واشتباك
-
جورج حاوي: ما احوجنا اليك
-
5 حزيران 2012
-
عن العلمانية والعلمانيين في لبنان
-
مهدي عامل:25 عاماً
-
الغاء حالة الاستثناء العربي بين السوسيولوجيا والمجتمع المدني
-
عن صيغة الديموقراطية التوافقية في النظام اللبناني
-
يمكن للنخب ان ارادت... اعلان بداية ربيعنا
-
قضية ساري حنفي: قضية حريات فكرية، وشرعية حق الاختلاف
-
مفهوم الدولة بين المجتمع المدني والمجتمع الاهلي
المزيد.....
-
مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا
...
-
وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار
...
-
انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة
...
-
هوكستين في تل أبيب.. هل بات وقف إطلاق النار قريبا في لبنان؟
...
-
حرس الحدود السعودي يحبط محاولة تهريب نحو طن حشيش و103 أطنان
...
-
زاخاروفا: الغرب يريد تصعيد النزاع على جثث الأوكرانيين
-
صاروخ روسي يدمر جسرا عائما للقوات الأوكرانية على محور كراسني
...
-
عشرات القتلى في قصف إسرائيلي -عنيف- على شمال غزة، ووزير الدف
...
-
الشيوخ الأمريكي يرفض بأغلبية ساحقة وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل
...
-
غلق أشهر مطعم في مصر
المزيد.....
-
الإنسان يصنع مصيره: الثورة الروسية بعيون جرامشي
/ أنطونيو جرامشي
-
هل ما زَالت الماركسية صالحة بعد انهيار -الاتحاد السُّوفْيَات
...
/ عبد الرحمان النوضة
-
بابلو ميراندا* : ثورة أكتوبر والحزب الثوري للبروليتاريا
/ مرتضى العبيدي
-
الحركة العمالية العالمية في ظل الذكرى المئوية لثورة أكتوبر
/ عبد السلام أديب
-
سلطان غالييف: الوجه الإسلامي للثورة الشيوعية
/ سفيان البالي
-
اشتراكية دون وفرة: سيناريو أناركي للثورة البلشفية
/ سامح سعيد عبود
-
أساليب صراع الإنتلجنسيا البرجوازية ضد العمال- (الجزء الأول)
/ علاء سند بريك هنيدي
-
شروط الأزمة الثّوريّة في روسيا والتّصدّي للتّيّارات الانتهاز
...
/ ابراهيم العثماني
-
نساء روسيا ١٩١٧ في أعين المؤرّخين ال
...
/ وسام سعادة
-
النساء في الثورة الروسية عن العمل والحرية والحب
/ سنثيا كريشاتي
المزيد.....
|