دلال الاهوازي
الحوار المتمدن-العدد: 1470 - 2006 / 2 / 23 - 11:29
المحور:
حقوق الانسان
منذ عام 1999 و بعد تسمية 21 من فبراير بيوم العالمي للغة الام من قبل منظمة يونسكو، كل عام تحتفل شعوب العالم و خاصة الشعوب المضطهدة بهذا اليوم لتعلن للجميع تمسكها بلغتها الاصيلة.و انها مناسبة عظيمة بلنسبة لنا و لكل الشعوب المحرومة التي تعاني من الاضطهاد و التبعيض . وفي الحقيقة نفس وجود يوم باسم ((اليوم العالمي للغة الام) يعني كثيرا و يوجه رسايل مختلفه لجهات مختلفه. بلنسبة للشعوب المضطهدة ,تسمية يوم بهذا العنوان و تكريمه من قبل المنظمات و الموسسات الثقافية الدولية, يقول لنا بان العالم و المجتمع الدولي يعلم و يدرك مدي الاضطهاد الذي في هذا المجال نعاني منه و انه يدعم حقنا و حق الشعوب المضطهدة في تعلم لغتها, لهذا يجب علينا كافراد هذه الشعوب ان نناضل اكثر من القبل للاحتفاظ بلغتنا و مهما خسرنا الكثير و لغتنا اصبحت ضعيفة و مهددة بسب سياسة التبعيض القومي لكن يجب ان نحتفظ بعروبتنا و بلغتنا العربية.اما هذا اليوم ايضا يوجه رسالة واضحة للحكومات العنصريه التي تمنع بعض الشعوب من تعلم لغتها و هي ان العالم و هذا العصر يتجه نحو دعم هذا الحق. و التبعيض القومي و اللغوي امر غير مشروع الذي يجب ان يتوقف.و في الحقيقه انه امر غير مشروع و ايضا غير انساني. لان اللغة هي اساس التفكير و التحليل و لغة اي شخص تببن و تعين السير الفكري و الاطار الفكري و ايضا نوعية المشاعر لهذا الانسان.و في الحقيقة لغة اي شعب متكونة من كلمات و مصطلحات التي صنعت و استخدمت من اجل البيان و الاعلان و التصريح عن قيم و اصول و عادات ذلك الشعب و لهذا نري رغم ان علم و فن الترجمة يوما بعد يوم يتطور و يتقدم كثيرا لكن كلمات كثيرا موجودة في لغة العربية او اي لغة اخري التي لم تمكنوا المترجمين من ترجمتها للغات الاخري لان ثقافة هذه الكلمة و الاخلاق و الظروف التي جعلت هذا الشعب يستعمل هذه الكلمة ليست موجودة في الشعوب الاخري .لهذا يجب القول ان اللغة ليست مجرد اداة للتكلم و النطق بها. بل اعظم من هذا اللغة هي اغلي و اثمن شي لاي شعب و انها اداة لاثبات الهوية القومية انها وسيلة هامة للمطالبة باحترام تاريخنا و احترام حكمنا علي الارض الذي منذ قرون نسكن فيه.لهذا نحن نري في حرماننا من تعلم لغتنا تحديا وخطط لفناء و طمس هويتنا العربية.وفي الحقيقه ان هذا الحرمان قد دمر حياتنا كثيرا .لان التقدم العلمي و الدراسي هو اساس التقدم و التطور في المجتمعات البشرية, في حين في المجتمع الاهوازي نسبة عالية من الافراد حرموا من الدراسة و التطور العلمي بسبب منعنا من تعلم اللغة العربية .علي اية حال رغم ان مند عهود نطالب بحقنا المشروع في تعلم لغتنا و دراستها (في اطار الدستور الايراني) لكن مع الاسف الحكومة الايرانية بحجج مختلفة تمنعنا من التمتع بهذا الحق .نعم رغم ان الدستور الايراني و في مادة 15 يحترم حقنا و حق باقي الشعوب الغير فارسية لتعلم لغتنا القومية الي جنب اللغة الفارسية لكن يبدو ان هذه الماده مجرد اداة لتهدئة الاوضاع في ابان الثورة الايرانية في المناطق الغير الفارسية و انها ليست حقيقية,و لهذا مازالت فئة كبيرة من الاشخاص المعنيين بتطبيق هذه المادة يرون في تنفيذ هذه المادة تهديدا لمستقبلهم و طموحاتهم السياسية و يقولون انها ليست من مصلحة امننا القومي تطبيق هذه المادة و لهذا رغم النسبة العالية للامية الحقيقة في ايران و رغم المستوي الدوني من حيث الوضع العلمي و الدراسي في كل ايران ورغم تخلف هذا المجتمع بسبب هذه السياسات لكن يبدو ان الامن القومي الايراني مرهون بتخلف القوميات الغير الفارسية.
اذن السئوال المطرح هنا هو,ما كان رد الناشط و الفعال الغير الفارسي و بلتحديد العربي, مع هذا التحليل للمسؤولين الايرانين حول اللغات الغير فارسيه و العربية منها.
ان الناشط و المثقف الاهوازي بقدر استطاعته و عبر امكانياته الخاصة و الي جنب نشطاء باقي القوميات الغير فارسية طالب باحترام هذا الحق وتوفير الظروف اللازمة لتعليم اللغة العربية في المنطقة, لكن رغم كل هذه المطالبات المشروعة في هذا المجال انهم لم استطاعوا اقناع الحكومة الايرانية بتلبية هذا المطلب بل فشلوا في هذا الامر.و دليل هذا الفشل يرجع الي عوامل مختلفة ومنها عدم تمكن الناشط القومي في بيان اهمية هذه المسئلة و بلاحري عدم تمكين الناشط الاهوازي من اثبات اهمية هذه المسئلة بلطرق اللازمة و بللغة التي تفهمها الحكومة الايرانية.
فكما قلنا سابقا ,لغة اي قوم سر وجوده و سر استقلاله و سر تمايزه من باقي الشعوب. اذن نتسايل هل النشطاء الاهوازيين و باقي القوميات تعاملو مع مسئلة تنفيذ المادة 15 و تعزيز و تعليم لغتنا القومية فی المجتمع، بمستوي عظمتها و اهميتها؟
برايي كان يجدر بنا كافراد مجتمع غير فارسي ان نركز كل طاقاتنا و قوانا الفكرية و العقلية علي احترام حقنا المشروع في تعلم لغتنا و كان يجدر بنا ان لا ندخل في اي لعبة سياسية كلانتخابات المختلفة و امور هكذا قبل حصول ضمانات لتلبية هذا المطلب.لان المطالبة بتعليم اللغة العربية في الاهواز هي مطالبة للحياة, فكما قال المفكر الفرنسي الفونس دوده(( الامة التي فقدت لغتها افضل لها ان تموت)). ففي حقيقة الامر الامة التي فقدت لغتها انها امة ميتة و الامة التي باسباب مختلفة لغتها مهددة بلفناء فان هذه الامة تتجة و تحرك نحو الفناء و الاضمحال.و عدم تعليم هذه اللغة في المراكز التعليمة هو احدي الاسباب الذي يسبب في الفناء اللغوي لاي قوم. و هنا يجب الاشارة الي هذا الامر بان السبب الرءيسي الذي جعلنا رغم كل الانتهاكات والسياسات التبعيضية ان نحتفظ بلغتنا العربية, يرجع الي عظمة هذه اللغة ,و هذا فضل من الله و الطبيعه علينا بان نتكلم بهذه اللغة و نكون اصحاب للغة بهذا المستوي من العظمة .لهذا يجب ان نتعامل مع مسئلة ضرورة تعليم اللغة العربية و تدريسها في المدارس و المراكز التعليمة بجدية اكثر و اكثر من القبل نهتم بهذه المسئلة.لكن مع الاسف اننا لا نتعامل مع مسئلة اللغة كمسئلةحياتية بل مطالباتنا في هذا المجال قليلة جدا و انها تنحصر في كتابة كم مقال او الحديث عن هذا الحق في بعض المناسبات الخاصة و لهذا السبب تطن الحكومة الايرانية ان هذا المطلب مطلب سياسي بحت و تتعامل معه من هذا المنطلق. فبلتاكيد كلما ناضلنا اكثر من اجل حقوقنا القومية و بلتحديد تعزيز اللغة العربية في منطقة الاهواز سيتوجب علي الحكومة احترام هذا الحق .و طبعا النضال من اجل تحسين وضع اللغة العربية في الاهواز يجب ان لا ينحصر في مطالبة الحكومة بتوفير فرص التعليم في المنطقة بل يجب علينا ان بصورة فردية او حزبية ان نستخدم كافة طاقاتنا لتعلم الغة العربية و تحسين وضعها في المجتمع و بعقل منفتح و ارادة صلبة نواصل هذا المشوار و مهما نعاني من ضعف في الكتابة او التكلم بهذه اللغة بصورة صحيحة لكن بلتاكيد الكتابة و التكلم حتي بهذا المستوي افضل بكثير من ان نختار السكوت و نترك الكتابة خوفا من ان یشککون الاخرین بعروبتنا او يسخرون منا .فلا ننسي ان هذا الضعف اللغوي و عدم تسلطنا علي العربية و بالتالي فهم سبب هذا الضعف و من سبب هذه المأساة الثقافية هو الذي يعطينا القوة و الايمان بمواصلة النضال و العمل حتي تحقيق كل آمالنا وطموحاتنا الشریفة.
و في الختام ادعوا جميع النشطاء و الناشطات الاهوازيات ببذل قصاري الجهد للدفاع عن اللغة العربية و تحسين وضعها في المجتمع الاهوازي.لان الدفاع عن اللغة هو دفاعا عن الهوية القومية و الدفاع عن الهوية القومية هو دفاعا عن كرامتنا و عزتنا الانسانية.
#دلال_الاهوازي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟