أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - ماكيافيلية الإخوان:رد على د.خالدالأحمد















المزيد.....

ماكيافيلية الإخوان:رد على د.خالدالأحمد


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1470 - 2006 / 2 / 23 - 11:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الأستاذ خالد الأحمد المحترم، بعد التحية والسلام:
أود أن أعبر لكم أولا عن شكري على هذه الثقة الغالية التي أوليتموني إياها وذلك بطرح احتمالية أن أكون معارضا فهذا بحد ذاته تنازل، واعتراف خطير، ونصر كبير وشخصي قد تحقق لي. وسأنظر لذلك كمخاطرة كبرى، ومجازفة غير محمودة العواقب بالنسبة لك كونك ستخرج عن إطار "الإعلان الشهير" الذي تعتبره المعارضة السورية سقف عملها، وعنه لا تحيد. وفي نفس الوقت لا يسعني إلا أن أعبر لك عن أسفي لخذلاني إياك بالقول بأن كثيرين لا يصنفونني مع المعارضين، وببساطة شديدة، لأن طيفا واسعا في جماعة الإعلان الشهير يشتبه في هذا الأمر المريب ولا يتخيله. ولكن أحب أن أضيف بأنني لست من الموالاة أيضا، ليس لأنني لا أحب أن أكون، أو أنني مناضل، ووطني وشريف، وإلى آخر ديباجات المدح والتنطح والتضليل، ولكن لأنني لن أجد أيضا في صفوف الموالاة، والحمد لله، من يعترف بي حتى لو قدمت كل فروض الطاعة وصرت من كتاب التقارير وكنت دائما، كعموم المواطنين السوريين، موضع ريبة، وتوجس، وسين وجيم. ولا أدري من أين أتتك تلك القدرة الخارقة لرفعي إلى سوية "العليّين" إن في المعارضة، أو مع الموالين، وهذا شرف لم أحظ به مع الاثنين. ولكن بمطلق الأحوال، كنتُ دائما ضد القوانين الاستثنائية، بما فيها القانون49.

كما لم أعرف عنك أنك كنت يوما ما شاعرا يطلق العنان لخيالات لا حدود لها ويقفز لاستنتاجات لا سند حسي يسندها على أرض الواقع، جازما بأنني أسوق لهذا الفريق أو ذاك، وتقوّلني ما لم أقله. ولك مطلق الحق أن تفكر وتفهم كما يحلو لك، ولكن أرجوك لا تفكر أبدا عن الآخرين فهذا جنوح خطير. وكان جل اهتمامي منصبا على موضوع سجين الرأي الدكتور عارف دليلة، والذي كان أحد ضحايا السيد عبد الحليم خدام المباشرين عبر ترويج مصطلح الجزأرة الذي اختلقه خدام وكان أباه الروحي. والسؤال الذي يقفز إلى ذهني مباشرة لماذا ذهب ذهنك مباشرة إلى ماربيا ، وجنح خيالك بذاك الاتجاه علما بأنه لم يدر بخلدي مطلقاً، كما أن الجنرالات عموما لم يأبهوا في حياتهم لأمثالي من المعترين، ولست معنيا بالدفاع عنهم. وهل يتنازل أي جنرال أصلا أن يذكر مجرد مواطن عادي مثلي اسمه، أو أنك تظن أنني بحكم "اللونية" المشبوهة تلك قد صرت من المقربين أو المحظيين لديه ولدى غيره، وأنا الذي عبرت ثلاثة أرباع عمري متسكعاً في مرافئ الذل، والغربة، والهجر باحثا عن اللقمة المغمسة بالقهر والدم، ولم أستفد من امبراطورية البعث العظيم سوى بذاك الراتب الضحل الهزيل والمخجل الذي كان يمنّ به على الرفاق الميامين، وكنت أتقاضاه لقاء عملي المضني والشاق بالتدريس في حواري وزواريب مدن الصفيح المنكوبة. ثم ليأتي زميل مثقف مثلك، وفي نهاية هذا العمر المؤلم المرير، ليصنفني بذاك التصنيف الذي هربت منه عمرا مديدا. ولعلمك، فإن أحسن معارفي من تلك الطبقة القدرية الكهنوتية هو عريف بالجمارك، يملك من الأطيان، والأرزاق، والأموال الشيء الكثير، وهو بالمناسبة لم يعد يتنازل أن يتكلم مع أمثالي من المواطنين غير "الفهلويين" بعد أن من الله عليه بالرزق الوفير، وكما تعلم فالله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده الصالحين. ومن هنا فإن أي تلميح أو مجرد الإشارة إلى تابعية أو موالاة لهذا أو ذاك، سوى الوطن الجميل، فهو، ولعمري، إساءة كبيرة، ونيل مني ، ومطب خطير أربأ بالسيد خالد الأحمد أن يقع فيه، وهو صاحب العين الثاقبة، والكاتب القدير، وزميل الغربة، والسفر، والهجر اللعين.

ملخص القصة يا سيدي الكريم، أن هناك لقاءً سياسيا بارزا مستغربا، أثار لغطا وذهولا كبيرين، و قاربناه من وجهة نظر واقعية، شاركنا فيها كثير من الكتاب والزملاء الأفاضل، وهم بالتأكيد ليسوا لأحد "مستزلمين"، ولقد فوجئت كما فوجئ الكثيرون من أبناء سوريا بهذا اللقاء الذي حصل بين السيد عبد الحليم خدام، والأستاذ علي صدر الدين البيانوني الذي أنظر إليه دائما كرمز من رموز الانفتاح والاعتدال، وله، كإنسان يشاركني المواطنة، احترام كبير. ولكن إذا كنت تعتبر أن اللقاء قد دخل في باب المقدسات التي لا تقبل الجدل والنقد والتشريح فهذا أمر خاص بك لوحدك، وأرجو ألا تلزم أحدا به.

ولقد كان معظم تركيزي يا أستاذ خالد على إعلان قندهار واستثناءه المفضوح، وعلى عينيك يا تاجر، للبروفيسور عارف دليلة، والذي كان للمفارقة الكبرى أحد ضحايا نظرية الجزأرة، التي أطلقها الأستاذ عبد الحليم خدام، والتي يعرفها القاصي والداني في سوريا وليست من اختراعي، ليتجنى به على عباد الله الصالحين ويحشرهم حشرا بالزنازين. ويا ليتك يا أستاذ خالد أشرت لهذه الجزئية الهامة، التي تجنبتها، لكان ردك فيه الكثير من الواقعية والصواب والحياد، وألا تكون تجاوزتها، وقفزت فوقها، برغم أنك أشرت إلى جزئيات أقل أهمية لتساعدك على الوصول لهدفك الغريب بأنني أروج لمن لم يعتبرني وسواي يوما من البشر والآدميين، ولم نكن في رؤى الكثير من السلطويين، الذين أخذت على عاتقك مهمة تبرير تاريخ أحدهم، وتلميع صورتهم و"توضيبهم" تمهيدا لإعادة تأهيلهم سياسيا من جديد، سوى حشرات يستكثرون مجرد رشها بالبيف باف وبـ"الدي دي تي"، لأنه الأجدى، حسب خيالهم الخصيب، خنقها، ومحاصرتها، ومن ثم القضاء عليها بالقهر، والذل، والمطاردة الأمنية والتجويع، وهذا ما حصل فعلا عبر عشرات السنين. وأود فعلا أن تعلمني بكيفية وصولك لهذا الاستنتاج المثير، فربما وصلتُ، أنا نفسي لمرحلة، لا أعرف فيها ما أقول، وما أكتب، وبذا تسدي لي نصيحة سأشكرك حتما عليها لا حقا.

هل تنكر يا أستاذ خالد أن إعلان قندهار جاب الزنزانات جميعها ومر خلسة من قرب زنزانة البروفيسور الأسير ولم يعطه شرف التوقيع؟ وهل يعقل بعد ذلك على الوطنيين والأحرار أن يعقدوا الأحلاف مع من لا يزال ضحاياهم في السجناء قابعين وكأن شيئا لم يكن، وعفا الله عما مضى وما تزال الحشرجات في الصدور، والعذاب والأنين ينطلقان في فضاء الوطن الرحب الوسيع؟ و لِمَ هذا الإقحام لأشخاص آخرين في هذه المعمعة؟ وهل تنكر التراشق والقصف الإعلامي الذي حصل مع إخوان الأردن بشأن هذا الموضوع الحساس والذي، حسب علمي، أن لا علاقة لإخوان الأردن مطلقا بجنرالات سوريين لا من قريب ولا من بعيد؟ وأما رجوعكم للتاريخ واستجلاب نماذج من التاريخ، فهي فضفاضة قليلا، ولا تقبل التقريب أو التمثيل، ومن أراد التشبه بعلي إمام المتقين، فعليه أن يقطع أشواطا طويلة قبل الوصول لهذا المنزل الجليل، وإن اختلاف الظروف، والشخوص، والوقائع يجعل المقارنة برمتها نافرة، وفي غير موضعها، وغير ذات صلة. وهي في المحصلة اعتراف صريح منك بإقحام السياسة في الدين حين قلت:"فهذه تحالفات سياسية مباحة في الإسلام وليست مكيافيللية".

ملاحظة لا بد منها، فلقد استشهدت في مقالك بأسماء سورية معاصرة، والتي ليست مرجعا ولا قرآنا منزلا نحتكم إليه، وهم بشر يخطئون ويصيبون ورأيهم، إن كان ملزما لك ومنارة تسترشد بها لك، فهي ليست ملزمة لي وقد لا تعني أي شيء على الإطلاق بالنسبة لي، وأرجو ألا تذكرها في مقالاتك القادمة حفاظا على مصداقيتها، ليس إلا، وهذه نصيحة لوجه الله والتاريخ. وما هو السر في تلك الإشارة لاجتماع السيد خدام مع العائلات السورية"العريقة" حسب وصفك، نرجو أن تعلمنا أين تكمن العراقة، ومن هو صاحب هذا التصنيف؟ وهل السوريين الآخرين غير "العريقين" لا أهمية لهم بالنسبة للسيد خدام ويأنف الاجتماع بهم، ويتكئ على العريقين، فهذا السلوك ليس من العراقة في شيء، ولا يرفع من شأن السيد خدام أبدا. أليست هذه إساءة للعراقة نفسها إن كانت موجودة، أو ليست تلك إشارة استعلائية، فوقية تمييزية، إن لم نقل فيها شيئا آخرا، وأنا بالنسبة لي إن أي سوري بسيط هو أعرق من أعرق الأعرقين الذين تتباهى، وتستقوي بهم، أنت والسيد خدام؟

والسؤال المطروح أولا، وثانيا، وثالثا، وألفا، وأرجو أن تجيب عليه بدل الذهاب ذات الشمال وذات اليمين، وعلى جماعة إعلان قندهار الكسيح، ما هو "السر الدفين" في استثناء الدكتور عارف دليلة من التوقيع على الإعلان وتمريره إلى زملاء له وهم سجناء القرار الواحد والظرف الواحد الذي كان لحليفكم الجديد فيه اليد الطولى والفضل الكبير؟ واستطرادا لِمَ تم استثناءه أيضا من العفو الصادر عن سجناء ربيع دمشق؟ أليس هذا دليلا واضحا، وتأكيدا راسخاً على دعوانا بأن هناك أناسا مستثنون دائما من المعارضة والموالاة ولله الحمد، وهم ليس في عير المعارضة، ولا في نفير الموالاة، وهذه ليست نقيصة ولا عيب على أية حال؟

تحياتي إليك مرة أخرى، أخي الكريم، وإن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خدام - البيانوني: تطبيع الفساد، أم تعويم الإخوان؟
- مخاتير الوزارات السورية
- خبر عاجل:ملاحقة خدام بتهمة إقلاق راحة الجوار
- هل تتخلى أوروبا عن علمانيتها؟
- الفالانتاين.....دعوة للحب
- حفلات التعذيب على الطريقة الديمقراطية
- متى يعتذر رسامو الكاريكاتيرات المسلمون؟
- التغيير وكيس الوزير
- البيانوني-خدام:تحالف المصالح الجديد
- من دخل دمشق فهو غير آمن
- وزراء الاعتذار العرب
- الجاهلية السياسية النكراء
- الدويخة..ولغز السيارات السوري
- ماذا لو قاطََََََعَنا الغربُ فعلا؟
- لا تنه عن خلق
- الرد السوري على خدام
- حماس: وداعاً للشعارات
- حماس والاحتلال العقائدي
- في تفسير أزعومة الثوابت
- إعلان مناقصة لتوريد معارضين


المزيد.....




- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - ماكيافيلية الإخوان:رد على د.خالدالأحمد