أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس الجوراني - تلاميذ صندوق النقد الدولي .. والهروب للامام















المزيد.....

تلاميذ صندوق النقد الدولي .. والهروب للامام


عباس الجوراني

الحوار المتمدن-العدد: 5702 - 2017 / 11 / 18 - 12:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تلاميذ صندوق النقد الدولي ... الهروب للأمام
عباس الجوراني
لا ادري ما الذي دفعني وانا أجلس على احدى المصطبات في حديقة جامعة البصرة وسط الوف الطالبات والطلاب الموزعين بين جنبات الحدائق والكافتيريات والمختبرات وقاعات المحاضرات وهم يهرقون سنين عزيزة من اعمارهم بما فيها سنوات عجاف تعصر اهليهم عصرا من أجل توفير حد ادنى من مأكل وملبس وتنقلات بناتهم واولادهم، وهم لايدركون مايخبئه لهم تلاميذ نجباء لدى صندوق النقد الدولي في رهن حاضر ومستقبل العراقيين والرضوخ لأملاءات هذا الصندوق وتلامذته العراقيين في لعبة مكشوفة تتحكم بها مافيا المال العالمية وهي تحرك دمى الداخل من احزاب وحكومات محلية في شراكة بائسة مع اقتصاد ربحي متوحش، هذا الصندوق الذي يطالب بأحالة خمسون الف موظف للتقاعد الاجباري سنويا لايستحق الاحالة للتقاعد منهم بالشكل الطبيعي سوى ثلاثة عشر الف تقريبا في مسعى لتقليل الرواتب اكثر من ثلاثة تريليون دينار لتقليل عدد الموظفين ففي الوقت الذي كانت فيه رواتب الموظفين (39,1 تريليون دينار) عام 2017 يطلب الصندوق تخفيضها الى (35,9 تريليون دينار) لعام 2018.
فهذا الصندوق الذي جاء في حيثيات تأسيسه عام 1944 في ولاية نيوهامشير بديباجة من الكلام المعسول للخطة التي اختطها لنفسه بمعالجة الاختلالات التي نجمت عن الانهيار الاقتصادي الكبير والسيطرة على التضخم والعمل على استقرار العملات وتحقيق النمو وحرية التجارة وانتقال الاموال الى اخره من الاهداف الجميلة نظريا، كل ذلك في منافسة مفتوحة يتسيد فيها الاقوياء امام دول ضعيفة الزمها الصندوق وبتعسف بفتح اسواقها للتنافس بلا قيد أو شرط فأين وجه الحق عندما تتنافس بريطانيا مع تونس او اميركا مع البحرين او زامبيا مع فرنسا مثلا ؟؟
فبعد انقضاء مايقارب السبعون عاما على انشاء هذا الصندوق ماالذي تبقى من تلك الوصايا وهل هناك بلدانا نفطية عالم ثالثية استدانت منه سوى العراق ؟؟
عمليا لم يتعاف اي بلد سار بموجب املاءات هذا الصندوق، فأمريكا هي المتحكم والمحتكر لقراراته فهي صاحبة الفيتو فيه بسبب اسهامها بخمس رأس ماله تقريبا وهو يضم في عضويته 188 دولة نصف هذه الدول استلفت منه مايقارب 85 مليار دولار لم يسدد منها سوى احدى عشرة دولة وبقيت 28 دولة عاجزة عن السداد.
فهو عبارة عن مرابي جديد اكثر فحشا من القديم وذلك بأدخاله الدول فيما يسمونه (الدائرة الجهنمية) من خلال النص بزيادة الاقتراض وبالتالي عدم القدرة على السداد لمليارات الدولارات التي تم استهلاك اغلبها على مافيات الفساد، فضلا عن ان الاقتراض في احسن حالاته لايتعدى كونه تدويرا للأموال التي تمنحها الدول كبيرة الاسهم في الصندوق كالولايات المتحدة الامريكية فهي تقدم ماتسميه مساعدات مالية واقتصادية وقروض اعمار بناءا على وصايا الصندوق من خلال البنك الدولي الى الدول النامية مقابل قيام شركاتها بتنفيذ المشروعات الكبرى في النفط والكهرباء والاتصالات والتسليح، مع التخطيط لتعجيز الدول عن سداد الديون وارباحها ليأتي الدور الامريكي في (الانقاذ !!!) مقابل قواعد عسكرية على اراضي الدولة المدينة او لعب ادوار معينة اقليميا او دوليا او الرضوخ لأشتراطات مالية واقتصادية قاسية مثل خصخصة القطاع العام ليباع برخص التراب لمافيات تواطئت مع بيوت المال في الخارج وبهذا تفوز المؤسسات المالية ( صندوق النقد الدولي والبنك الدولي) بالفوائد وتفوز الشركات بأموال عقود الاعمار وفازت امريكا بالسيطرة على الدولة فلا يوجد خاسر والحالة هذه سوى المستدين وهذا ماهو جار في العراق الان على يد من يتلبسهم اصرار غريب ولكنه مفهوم في الاستمرار بتعطيل الدورة الانتاجية وابقاء البلد سوقا استهلاكية مفتوحة يعيش على اقتصاد ريعي يعتمد بيع النفط لاأكثر متغافلا عن عمد عن بعث الحياة في مصانعه المعطلة كالحديد والصلب والاسمدة والورق والبتروكيمياويات والنسيج والكهربائيات وعشرات المعامل المعطلة التي لو عملت لأمتصت نسبة عالية من البطالة.
ولايمكن تبرير الأرتباط بمؤسسات كل تأريخها هو تاريخ مشبوه يسيل لعاب صانعيه على استباحة خيرات الدول النامية وتوريطها في مشاكل مستعصية ومصادرة قراراتها السياسية وفتح اسواقها رغما عنها وبأوامر تخل بسيادة الدول بترشيق النفقات ومحاصرة القطاع العام والغاء مفردات البطاقة التموينية والتضييق على الصحة والتعليم من خلال مستشارين يملكون كامل الصلاحيات في الأطلاع على مجريات عمل الوزارات وبهذا يكون جل مايقومون به هو ابتزاز مشرعن وسرقة من قوت العراقيين والعراقيات وفرض سياسة الغلاء على الكادحين ليتم بالأخير تسويقها كنتائج ايجابية تثلج قلب الحكومة بأعتمادها مؤشرات نمو متصاعدة كذبا.
وبهذا يكون الصندوق قد اوفى للحكومات المخلصة والمؤمنة بتطبيق اوامره من خلال تلميع صورتها متجاهلا السخط والشكوى الشعبية من سياسة هذه الحكومة التي تعاقب فئات واسعة من الشعب في الوقت الذي تغظ الطرف عن عتاة الفاسدين وناهبي قوت الشعب وسراق القطاع العام، في سياسة طبقية مفضوحة تحرم الملايين المهمشة من فرص التنمية بتجميد الاجور والغاء الوظائف العامة ورفع الاسعار وخصخصة الخدمات الأساسية كالصحة والتعليم والكهرباء مما يؤدي الى تدمير القدرات الشرائية والحد من الاستهلاك المشروع بما يؤدي الى اغلاق معامل بأكملها والمزيد من التسريحات، وهذا مايسميه هؤلاء التلاميذ بمسعاهم الخائب تقليص العجز على حساب القطاعات الاجتماعية وعلى حساب رواتب الموظفين والمتقاعدين وتقليص مفردات البطاقة التموينية وهي ذاتها النصائح الخالدة لصندوق النقد الدولي بضرورة بيع الاصول وخصخصة المرافق والخدمات العامة ومؤسسات البنى التحتية وبيعها للقطاع الخاص الوطني منه والأجنبي على حد سواء وتسريح موظفي الحكومة، فتطبيق نفس السياسة على كل الدول المقترضة ينطوي على تجاوز صارخ للظروف الاقتصادية والسياسية لكل بلد فالصندوق يعالج النتائج ويترك الاسباب ويركز على ادارة الاموال وبدلا من معالجة الفقر والدين يتجه الى الادارة والاستثمار في الفقر والدين وحتى في الحروب وجدت امريكا ضالتها في الاستثمار في حربي افغانستان والعراق وشهية وزارة الخزانة الامريكية ظلت مفتوحة على اقصاها في استثمار الحرب فيهما.
وبعد كل هذا يثار السؤال من جديد مالجدوى من اغراق البلد بمليارات الدولارات ديونا تعجز الحكومات المتعاقبة عن سدادها لأنها لم تذهب لمشاريع انتاجية اصلا؟
بل يتسرب جلها لمافيات الفساد وليعاد تدويرها في البنوك الخارجية بعشرات الطرق المبتكرة لغسيل الاموال.
ولمن يريد العودة لأحضان شعبه والحفاظ على ماتبقى لايزال في القوس ثمة منزع فالمطلوب وقفة جادة لأعادة تقويم سياسة الاقتراض ووقف عملية الهرولة للامام لأستدانة اموال يلتهم سداد فوائدها نسبة عالية من مصروفات الموازنة العامة فضلا عن ان الاموال نفسها لاتصرف من اجل العملية الانتاجية فمن الضروري التوجه بألأعتماد على الموارد المحلية ومدخرات العراقيين واضعين نصب الاعين اخطر اهداف صندوق النقد الدولي في الاصرار على بيع البنوك والشركات العامة وانسحاب الدولة بالكامل من مجالات الصحة والتعليم والصناعة والكهرباء والنقل والاتصالات وغيرها من اساسيات البنية التحتية وتخفيض قيمة الدينار وتسريح نصف موظفي الحكومة وهي اجراءات اتبعت في بلدان كثيرة ومنها بلدان الاقليم كمصر والاردن والمغرب لكنها لم تفلح في خفض نسبة البطالة ولامنعت التضخم ولازادت من الصادرات ولم تخلف سوى انهيار الهياكل الانتاجية والمعامل وارتفاع معدلات الفقر والبطالة وتعطيل الطاقات فضلا عن أن التهافت نحو الاستدانة هو طريقة سهلة لكنها قطعا غير مسؤولة في تحميل العراقيات والعراقيين تبعات الفشل الاقتصادي وزيادة الاعباء على الطبقات المهمشة اصلا.
ونصيحتي لحكومة البصرة اذهبوا للتوسل في صندوق النقد الدولي لصرف تريليونات البترودولار بدلا من الاستجداء من حكومة لاتملك من امرها شيئأ.



#عباس_الجوراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرامية سانت ليغو
- سليم الجبوري وسر العداء للمدنيين الديمقراطيين في البصرة2-3
- وقفة في حضرة المربد


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس الجوراني - تلاميذ صندوق النقد الدولي .. والهروب للامام