أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - عبد الكريم اوبجا - الأمازيغية في مهب العولمة الرأسمالية














المزيد.....

الأمازيغية في مهب العولمة الرأسمالية


عبد الكريم اوبجا

الحوار المتمدن-العدد: 5702 - 2017 / 11 / 18 - 10:53
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


لقد سبق لنا تشخيص طبيعة الاضطهاد الذي يتعرض له الأمازيغ كشعب ذو تاريخ و ثقافة و لغة و هوية و أرض، بما هو اضطهاد مزدوج يستهدف حقوق الأمازيغ المعنوية (اللغوية، الثقافية، المدنية و السياسية) و المادية (الاقتصادية و الاجتماعية و البيئية). و ما فتئ الشعب الأمازيغي عرضة للهجمات و الأطماع الاستعمارية المباشرة و الغير-مباشرة في أرضه بشمال إفريقيا (تمازغا) و آخرها ما أصبح معروفا لدى مناضلي الحركات و المنتديات الاجتماعية بالعولمة الرأسمالية.

إن اللغة و الثقافة الأمازيغية أكثر عرضة للتهميش و الإقصاء و الاستغلال الأيديولوجي في الوقت الراهن، رغم ما يتم التغني به من إدماج للأمازيغية في التعليم و الإعلام و المؤسسات، فهذا لا يعدو أن يكون إلا استغلالا للأمازيغية من طرف الحاكمين خدمة لمصالحهم و مصالح أسيادهم الامبرياليين الاقتصادية و السياسية و تفاديا لأي هبة اجتماعية تعيد الأمور إلى نصابها، و ضمانا لإعادة إنتاج نفس الأنماط الثقافية و الأيديولوجية السائدة في المجتمعات الشمال إفريقية. إن الرأسمالية العالمية تشن غزوا ثقافيا في إطار العولمة الثقافية بتشجيع ثقافة الاستهلاك و القطع مع أنماط الإنتاج و التوزيع و الاستهلاك الجماعية و تعميق الملكية الخاصة و العقلية الذكورية و إضعاف اللغات المحلية لصالح اللغات الأجنبية.

كما أن النظام الرأسمالي العالمي و أتباعه من الأنظمة القائمة بدول شمال إفريقيا يستهدفون ضرب ما تبقى من مكتسبات هذه البلدان بتكثيف استغلال الثروات الطبيعية (ثروات بحرية و مائية و حيوانية، المناجم، الأراضي الصالحة للزراعة، غابات...) و خوصصة الخدمات الاجتماعية (من صحة و سكن و تعليم...) وبيع المؤسسات العمومية للرأسمال الأجنبي خدمة للديون العمومية الداخلية و الخارجية و توقيع اتفاقات للتبادل الحر (بين القرش و السردين) و استغلال بشع للقوى العاملة و تلويث البيئة و تعميم البطالة الجماهيرية، و كل ذلك من أجل تأبيد نظام الاستغلال الرأسمالي عالميا و إقليميا و محليا و ضمان تجاوزه للأزمات الدورية التي يتعرض لها، و دون أي اعتبار لشعوب المنطقة في تقرير مصيرها السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي.

و في ظل الوضع العام للهجوم الشرس للنظام الرأسمالي العالمي على ثروات و ثقافات الشعوب الأصلية خاصة الشعب الأمازيغي، نكون في أمس الحاجة إلى مبادرات للرفع من نضالية الحركة الأمازيغية و من و عي المناضلين الأمازيغ بضرورة النضال من أجل عولمة بديلة و نظام عالمي آخر ممكن تنتفي فيه شروط الاستغلال الثقافي و الاجتماعي و الاقتصادي و السياسي. فأبدا لا يمكن الاكتفاء بنضال أمازيغي محلي و غض الطرف عن الأهمية الكبرى و الاستراتيجية لنضال عالمي تضامني و بدون حدود. كما قد لا نكون في حاجة إلى مواصلة الاختباء فقط وراء المواثيق الدولية و مؤسسة الأمم المتحدة التي تحت يافطاتها يتم شن الحروب و الحصار الاقتصادي على مجموعة من دول العالم بقيادة الدول الامبريالية الكبرى.

و لن يستقيم النضال الأمازيغي من أجل الحقوق و الحريات و من أجل عولمة بديلة دون أن يكون الشباب الأمازيغي في الواجهة و القيادة، و دون أن يكون هؤلاء حاملين لمشعل التغيير، و دون القطع مع أساليب الوصاية و البيروقراطية التي تقف حجر عثرة أمام أي محاولة للإبداع و الدفع بعجلة التغيير إلى الأمام.

إن الشباب الأمازيغي لم يكونوا مسؤولين عن الاختيارات الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية التي رمت بهم في غياهب البطالة الجماهيرية و في باطن الاستغلال المكثف بالضيعات الزراعية و المعامل، و التي كرست من دونية ثقافتهم و لغتهم الأمازيغية، والتي حرمت غالبيتهم العظمى من حقهم في تعليم عمومي مجاني و جيد. إنهم لن ترضيهم كل أشكال تلطيف الاستغلال من أجل تأبيد نظام الاستعباد. سيكون الشباب الأمازيغي في أمس الحاجة لاستلهام تاريخ النضال التحرري بالمغرب و شمال إفريقيا و الاستفادة من تجارب الشعوب التواقة للتحرر، و كذا استحضار تجارب النضالات الشبيبية المناهضة للعولمة عبر العالم.



#عبد_الكريم_اوبجا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دفاعا عن الحب في مجتمعنا..
- نفض الغبار عن تاريخ المقاومة بالمغرب و شمال إفريقيا -1-
- حراك الريف: الوعي القومي و الديمقراطية المباشرة في الميدان
- الريف: تاريخ كفاح ضد الاستعمار و الاستبداد
- النضال الأمازيغي بالمغرب في ميزان حراك الريف
- معركتنا معركة تحرر ديمقراطي لا معركة قانون تنظيمي فقط
- العمل الجمعوي بالمغرب: الأزمة و البدائل
- بعض عناصر الوضع الثقافي بالمغرب
- بدايات طرح المسألة الثقافية بالمغرب
- البيروقراطية العمالية و الديمقراطية النقابية
- الثقافة المضادة في العصر الحديث
- الثقافة كمجال للصراع الاجتماعي
- ما هي النيوليبرالية؟ تعريف موجز موجه للنشطاء
- حول الإضراب العام
- العمل النقابي الديمقراطي الكفاحي
- الديمقراطية النقابية
- الماركسية و العمل النقابي
- جذور العمل النقابي
- مساءلة الوضع الثقافي بالمغرب تخليدا لذكرى مجلة أنفاس
- المناخ: الكارثة القادمة!


المزيد.....




- -بحب أغيظهم-.. محمد رمضان يعلن عن جديده بعد جدل إطلالته في - ...
- لقطة تثير تفاعلا واسعا خلال استقبال أمير قطر لأحمد الشرع في ...
- الكويت.. فيديو يُظهر مرافقة مقاتلات من سلاح الجو لطائرة السي ...
- ضربة إسرائيلية تستهدف غرفة مسبقة الصنع في جنوب لبنان
- الجيش الأمريكي قد يخفّض أعداد قواته في سوريا إلى النصف
- من الأفيال إلى النمل.. تحول خطير في عمليات -قرصنة الحياة الب ...
- ترامب يرسل روبيو وويتكوف في مهمة إلى باريس
- -البنتاغون- تعلق على تقارير حول تقليص قواتها في سوريا
- مسؤولة إغاثية تحذر من كارثة ستحل بأطفال أفغانستان بعد قطع ال ...
- المشروبات الكحولية الأكثر خطورة على الصحة


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - عبد الكريم اوبجا - الأمازيغية في مهب العولمة الرأسمالية