حسن حاتم المذكور
الحوار المتمدن-العدد: 1470 - 2006 / 2 / 23 - 11:25
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
اهلنا على ابواب قضيتهم المستباحة وبحزن صامت مكسوري الخاطر ينظرون الى مستقبلهم خردة على طاولة لعبة القمار داخل كازينو العراق لصاحبها المستر زلماي خليل زاده’ الرابح الوحيد على حساب خسارة اللاعبين المحليين’ يتسلون بذكريات ابائهم واجدادهم عن فرحة عمرها اربعة سنوات وثلاثة اشهر’ كانت وقد اغتالها المحررون الجدد.. وفرحة ولدت معوقة ثم ماتت في احضان مجلس الحكم الموقت وعلى يد القابلة المحررة ودفنتها حكومات المهمات الموقتة في وطن كل شي فيه يتراجع الا حريق الموت مزدهراً بوقود احلام الناس وآمالهم وطموحاتهم والوعود المزروعة على سذاجة طيبتهم .
ما اسواء ان يكون الحزن صامتاً والمآساة موروثة والأنتكاسات والهزائم انتاجاً محلياً .
اهلنا مكسوري الخاطر : ينظرون الى عزتهم وكرامتهم وهيبتهم وارادتهم وسيادتهم ومستقبل اجيالهم تسحقها الغرباء بأحذية عراقية ويبيعها السماسرة ( لنكات ) اكثر كساداً من تفاهتهم ’ ويصبح قدرهم من الوكلاء موساً جارحاً في البلعوم ’ يجترون نزيفهم والطريق الى مقابرهم الجماعيى اصبح مزدحماً ذهاباً واياباً لدفن ضحايا القتل اليومي’ والقاتل هو ذات القاتل وان استبدل الكاكي والزيتوني بلثام تكفيري ولحية وعباءة ومسبحة وخواتم’ الدوافع والخلفيات والأحقاد هي ذاتها وان استبدلت شعارات الوحدة والحرية والأشتراكية على سبيل التكتيك المرحلي بشعارات الوحدة الوطنية والدفاع عن وحدة التراب العراقي والحفاض على الهوية العروبية والأنتماء الأسلامي ’ الموت هو ذات الموت والضحية هي ذات الضحية .
ابناء عرب الجنوب العراقي ووسطه ’ مكسوري الخاطر ينتظرون مواعيد تجديد بيعتهم عبر مسيرات مليونية يقودها احياناً فدائيي واشبال وكتبة تقارير الأمس وضيوف الخطف الليلي ومداحي ومروجي عبقرية القائد الظرورة وانجازات قادسياته وام معاركه’ وكذلك المتعيشين على حساب تجهيل الناس وتكريس ولاءاتهم الساذجة ليسكبو ثقتهم واصواتهم في بالوعة الأحباطات وخيبة الأمل والطيبة الحولاء والنوم خدراً على وسادة تاريخ المآساة ليستيقضو على ضجيج قدرهم المجهول .
الشعب الكردي ... تاريخ ثقيل في الأحزان ’ يمتد عبر حروب وابادة شوفينية عنصرية مروراً بمجزرتي حلبجة والأنفال الداميتين’ يلف سذاجة حول طاولة لعبة المآساة العراقية متوهماً ان قياداته موهوبة تحسن ادارة اللعبة لتعتصر المحنة العراقية مكاسباً قومية سهلة متناسياً تجاربه الخاسرة مع اللاعبين الأكثر مكراً ودهاءً حيث سينتهي به الأمر الى مربع ازماته الدموية ’ وبعد فوات الأوان يكتشف متأخراً ان صديقه الأمين هو الشعب العراقي بكافة مكوناته التاريخية ’ وان دماءه مثل ما هي دماء ابناء الجنوب والوسط تدخل في النهاية ربحاً في جيوب من امتلكوا الكازينو العراقية’ وما سيتبقى من فضلات ستختفي مكاسب شخصية او حزبية وعشائرية في جيوب ازلام اللعبة ويحصد في النهاية الخسارة الفادحة وثمار كاسدة لندم يتكرر.
القلة القليلة من ابناء المثلث العروبي وبعد ان فقدت مصداقيتها واصبحت غابة لضباع الملثمين والمفجرين البعثيين وورشات لصناعة المفخخات والأحزمة والعبوات الناسفة واقفلت ابواب العتب عليها والثقة بها واصبحت مصابة بعدوى الوهم والتطرف البدوي ومن غير الممكن التعويل على سلامة طويتها الا في حالة معالجة واقعها بفرض الأرادة العراقية عليها .
ابناء الطوائف الآخرى ( الأقليات ) هي الأكثر معاناة في المجتمع العراقي’ والأكثر تعرضاً للهجمات الطائفية والعنصرية للأكثريات ’ وتقع في الأسفل من سلم الأرهاب والقمع وتدفع الضريبة الأكبر لدموية الأنظمة الشمولية وانعكاساتها السلبية على سلوكية المجتع ’ ولولا شدة تمسكها بكينونتها وبروابطها الوطنية وأنتمائها التاريخي لتعرضت للأنقراض .
اهلنا مكسوري الخاطر وعلى تقاسيم وجوههم معالم الذل والمهانة ’ ينجزون الروائع ويحصدون خيبة الأمل’ بنزيف ارواحهم ودمائهم يزرعون بذور العملية السياسية وشتلات الحريات الديموقراطية ويحصدون المجلس المضحك للحل والعقد ومهزلة مجلس الأمن القومي ومصيدة حكومة الوحدة الوطنية .
يتطوع ابناء العراق في مغامرة الأنتاماء لقوات الشرطة والجيش والحرس الوطني وستشهدون بسخاء املاً ان يحققو لأهلهم وشعبهم امناً واستقراراً فترميهم قياداتهم السياسية في بحيرة من التماسيح البعثية يمتلكها السلفي زلماي خليل زاده .
نخب سياسية غريبة عجيبة تمتلك كماً من الخطوط الحمراء المستوردة ’ ترفع بعضها في اليمنى ثم تتراجع لترفع عكسها في اليسرى ( ارفع والباقي علينه ) وبسذاجة وعمى بصيرة تنتفخ ورماً يحمل قيحاً لمفاجآت غير سارة وتتوهم انها ( فلتة ) تنجز اشياء نافعة ’ وبعد تفريخها انتكاسات وهزائم اضافية تلجاء الى مخزونها من المفردات الأنشائية حول التلاحم الطائفي والعنصري بوجه الأخطار المفتعلة من الطرف الآخر لتحشد حولها قطيعاً من المرتشين والأنتهازيين والفاسدين والحزبيين المنتفعين .
العراقيون محبطون مكسوري الخاطر : حكومة انقاذ وطني .. مجلس امن وطني ..حل وعقد وطني .. توافق وطني ..نفاق وطني .. فساد وطني ..مزاد وطني .. تحاصص وطني ’ والقادم اغرب ’ لكن يبقى النزيف الوطني هو الحقيقة القائمة .
الأنسان العراقي مذلولاً مهاناً مكسور الخاطر : يتابع فصول مآساته لمسرحية قتله الجماعي ’ اظاف الى مقابره الجماعية خلال العامين والنصف العام اكثر من اربعة وثلاثين ( 34 ) شهيداً ’ القتلة وبأعترافهم مارسوا قتلاً مفزعاً ببشاعته ’ يطلق سراحهم بعد تأهيلهم ليغزوا الشارع العراقي بهمجيتهم ’ يطاردون الناس بمفخخاتهم ومفجراتهم وبهائمهم الأنتحارية.. ارامل وايتام الشهداء والمواطنين المذعورين من مفاجئآت الجريمة القادمة يخرج عليهم ويسحق جروحهم الأعلام الأمريكي العروبي بتمثيليات استفزازية مفتعلة حول اعمال تعذيب او تجاوزات في ابو غريب والجادرية واكاذيب حول فرق الموت وغيرها للتغطية على جرائم فعلية تحدث يومياً وتبريراً لأطلاق سراح المئآت من مرتكبي الجرائم والخطف والذبح والأغتصاب والتمثيل ببنات وابناء العراق وكأن تلك المجازر لا تستحق او تتوفر لها مادة انسانية بين ملفات منظمات حقوق الأنسان.
الغموض وفقدان الشفافية في مناورات وتصرفات ومشاورات النخب السياسية وعملية البيع والشراء والمقامرة بمصير العراق ومستقبل العراقيين التي يشرف عليها الطائفي الأفغاني المتعجرف زلماي خليلزاده وتشارك فيها هشاشة وضعف شخصية الساسي العراقي في محمية المنطقة الخضراء’ تعمل على تدمير الروح العراقيه وتكسر ساق الشموخ العراقي .
حكومة بلا سيادة .. وزراء بلا وزارة .. رئيس لم يستطع اقناع مسبحته بانه رئيساً للعراق .. جميعهم يرسمون بخطوطهم الحمراء لوحة القسمة البائسة للمستقبل العراقي .
في المنطقة الخضراء ’ يجلس السياسيون العراقيون في غرف الذل الزجاجي ’ يتجنبون التراشق في حقيقتهم وواقعهم او النظر الى حجمهم وحدود ادوارهم ومهزلة خلافاتهم وشجاراتهم ثم اثفاقهم وعناقاتهم حول طاولة مبتكرات المندوب السامي .
مفجعة ’ محزنة ’ مثيرة للقرف تلك الحالة العراقية والغازها المحلية والمستوردة .. وبقى العراقيون مكسوري الخاطر يودعون مصائبهم بهلاهل ويستقبلون القادم منها بهلاهل يتعايشون مع قدرهم ’ يلعنون ذلك الزمن الذي اصبح فيه البقاء للأسواء .
#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟