أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - وزارة عدل..تشرعن اغتصاب الفتيات!














المزيد.....

وزارة عدل..تشرعن اغتصاب الفتيات!


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 5700 - 2017 / 11 / 16 - 11:32
المحور: المجتمع المدني
    



وزارة عدل..تشرعن اغتصاب الفتيات!
أ.د.قاسم حسين صالح
مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العر اقية
وصف العراق بأنه بلد العجائب والغرائب،وآخر عجائبه ان تصدر فيه وزارة العدل قانونا يسمح بتزويج الفتاة بعمر التاسعة!،وآخر غرائبه أنه يصدر في الزمن الديمقراطي! ويعاكس التطور الاجتماعي وقوانين حق الطفل التي اقرتها( 193 ) دولة في الأمم المتحدة من بينها العراق!
ولقانون الأحوال الشخصية الجعفري قصة تعود لعام( 1959 ) بطلها الراحل السيد محسن الحكيم ،فحين صدر قانون الاحوال الشخصية رقم( 188 لسنة 1959) وقف السد الحكيم ضده واصفا عبد الكريم قاسم بأنه (فاسق) وان حكومته مجموعة (كفار). وفي العام( 1963 ) قدم سماحته طلبا الى حكومة انقلاب( 8 ) شباط الدموي يقضي بالغاء القانون ولم تأخذ به برغم انه كان صاحب فضل عليها في تلبية طلبها اصدار فتوى بـ(تكفير الشيوعيين) لشرعنة قتلهم!.
ولقد خضع قانون الاحوال الشخصية (188 لسنة 1959) لتعديلات اهمها تعديل عام
(1987) اثر الحالات الكثيرة التي نجمت عن الحرب العراقية الايرانية( 1980-1988) الخاصة بالأسرى والمفقودين،ومنحه حرية أكبر للمرأة،وتعديلات أخرى لجأ اليها صدام حسين في حملته (الأيمانية)..لكن جميع تلك التعديلات لم تجرؤ على السماح بتزويج الفتاة بعمر التاسعة.
بعد سقوط النظام وتشكيل مجلس الحكم، وفي( 29 كانون الأول 2003)، جرت تعديلات رجعية سلفية على قانون الاحوال الشخصية برقم( 137 لسنة 2003 ) تبناه الراحل عبد العزيز الحكيم بوصفه رئيس مجلس الحكم،جوبه برفض شعبي كبير اضطر الحاكم الأمريكي بول بريمر الى الغائه. وظل قانون السيد عبد العزيز الحكيم ( الذي يتنفس روح أبيه) في الأدراج الى عام( 2013 ) حيث فاجأ وزير العدل السيد حسن الشمري العراقيين بالإعلان عن مشروع قانونين مرتبطين معاً هما "قانون القضاء الشرعي الجعفري العراقي" و"قانون الأحوال الشخصية الجعفرية"، وتقديمهما إلى الحكومة والبرلمان جوبهت ايضا باحتجاجات قوية لاسيما بغداد ومحافظات الجنوب ، واعتراض دامغ على وزارة العدل أنها لم تصدر قوانين مماثلة للطائفة السنية ما يعني تغليبها للطائفة الشيعية،واتهام لوزيرها الشمري بان ما قام به هو تنفيذ لزعيمه الروحي آية الله محمد اليعقوبي، وان دافعها سياسي كورقة تستخدم لضمان فوز حزب الفضيلة في انتخابات( 2014 )وتعويض ما تعرض له من خسارة. والآن في (تشرين الثاني 2017 ) يعود السيد ممثل حزب الفضيلة الى تقديم قانون الاحوال الشخصية الجعفرية ،بدعوى ان قانون الأحوال الشخصية النافذ لسنة( 1959) يتعارض مع الفقه الشيعي..ليتكرر المشهد نفسه باعتراضات واحتجاجات وتظاهرات تطالب البرلمان بعدم اقراره.
المشكلة في العقل الذي صاغ (قانون الأحوال الشخصية الجعفري) أنه لا يسمع ما يقوله العلم ولا يكترث بما يقره العالم بخصوص حرية الانسان وكرامته. فمن الناحية العلمية ينبغي التمييز بين سن البلوغ البيولوجي وسن بلوغ النضج السيكولوجي والسلوكي والاجتماعي،فالأول جسدي خالص يبدأ عند الفتاة في العاشرة برأي اطباء علم وظائف الأعضاء،فيما الثاني فكري ثقافي اجتماعي يبدأ عندها في الثامنة عشرة.وعالميا ،وعلميا ايضا،فان مرحلة الطفولة تنتهي عند سن الثامنة عشرة،ما يعني ان الذين اعمارهم بين سنة و17 سنة (داخل) يعدون اطفالا. وهذا ما تضمنته اتفاقية حقوق الطفل التي حددت عمر الطفل بمن لم يدخل الثامنة عشرة. واعتبرت الامم المتحدة ان زواج الاطفال يعد انتهاكا لحقوق الانسان وحقوق الطفل،واكدت المواد (16،19،37) من ااتفاقية حقوق الطفل على ضرورة حماية الطفل من جميع اشكال العنف والضرر او الاساءة البدنية او العقلية او اساءة المعاملة والاعتداءات الجنسية كافة..ويعد زواج الفتاة بعمر التاسعة اغتصابا من المنظورين العلمي والعالمي .وقد منعت منظمة الصحة العالمية زواج الأطفال (دون 18 سنة) لأن مضاعفات الحمل والولادة هي السبب الرئيس لوفاة الفتيات وفقا لتقاريرها التي افادت بان نسب الوفيات بسبب الولادة بين الفتيات بعمر (15-19) سنة تبلغ خمس مرات مقارنة من هنّ بعمر (20-25) سنة.
وثمة تساؤل موجه لوزارة العدل:
كان مفتي داعش قد اباح الزواج من القاصرات،ما يعني ان ما اباحه مفتي داعش يلتقي مع ما سمحت به وزارة العدل في الجوهر والتطبيق..في حال لا ينفع معه تبرير ان ما قامت به داعش يعد اغتصابا وما تدعو له وزارة العدل يقوم على الاختيار وموافقة الوالد،فكلا الحالين..الضحية فيهما فتاة بعمر التاسعة.ولا ينفع تبرير السيد وزير العدل السابق،حسن الشمري بقوله ان لكل مذهب الحق في تطبيق معتقداته ،فبستثناء ايران والسودان فان الغالبية المطلقة من دول العالم حددت العمر الأدنى للزواج بسن الثامنة عشرة.فضلا عن أن الوزارة لم تقدر انها سلبت سلطة القاضي وأعطتها لرجل الدين مع ان القضاء كان احد اهم اركان الدولة الأسلامية، ولم تفكر بأن الوالد الفقير الذي لديه ثلاث بنات او اكثر وصار في الزمن الديمقراطي لا يجد قوت يومه..يضطر الى ان يبيعهن متعا جنسية يغتصبهن اشخاص لا وصف لهم سوى انهم غير ناضجين عاطفيا وجنسيا ان لم يكونوا مرضى نفسيا.
نصيحة
في ضوء هذه المعطيات،وقراءة لحكاية مشروع (قانون اغتصاب الفتيات) وما واجهه من احتجاجات، فأننا نقترح على وزارة العدل ،بنصيحة مخلصة ، سحب ما تقدت به..فبه تكون قد احترمت رأي غالبية العراقيين،والتزمت بموقف الحكومة العراقية الموقعه على اتفاقية حقوق الطفل..وبه ايضا تعيد الاعتبار لذاتها انها وزارة عدل تشرعن ما هو عدل،لا ما يعدّ بنظر العلم والعالم..اغتصابا.
16 /11/ 2017



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون الأحوال الشخصية الجعفري..من منظور سيكولوجي
- للعلمانيين حصة في الحسين..مقاربة مع الدينيين
- الحسين منهجنا في بناء المواطن والوطن
- تطبير الأطفال في عاشوراء من وجهة نظر سيكولوجية
- سبعة أيام هزّت بغداد واربيل.
- العراقيون وأزمة استفتاء اقليم كردستان (2-2)
- العراقيون وأزمة استفتاء اقليم كردستان (1-2)
- التفاوض علم وفن وليس كما يفعلون (2-2)
- التفاوض علم وفن وليس كما يفعلون (1-2)
- الطبقة السياسية في العراق..فاسدة ، من قمة الهرم الى القاعدة
- وساطة بين بغداد واربيل
- العراق..وطن منهوب.مقاربة بين نظامين ضدين (2-2)
- العراق..وطن منهوب.مقاربة بين نظامين ضدين (1-2)
- شباب العراق..مخدرات ،مهلوسات، انتحار،..وأيدز
- في الزمن الديمقراطي..تضاعف حالات الانتحار في العراق (دراسة ع ...
- شيعة اذربيجان وشيعة العراق..نقيضان ومذهب واحد!
- المصابون باضطراب الهوية الجنسية..هل يحق قتلهم؟!(كرار ناشي) م ...
- سقطت داعش..وستسقط (دولة ) الطائفيين
- رجاء الى المقاتل عبد الوهاب الساعدي
- علمانيون..انتهازيون!


المزيد.....




- مقتل واعتقال 76 ارهابيا في عملية فيلق القدس بجنوب شرق ايران ...
- -الدوما-: مذكرة الجنائية الدولية لاعتقال نتنياهو ستكشف مدى ا ...
- الداخلية الفنلندية توقف إصدار تصاريح الإقامة الدائمة للاجئين ...
- الإعلام الإسرائيلي يواصل مناقشة تداعيات أوامر اعتقال نتنياهو ...
- هذه أبرز العقبات التي تواجه اعتقال نتنياهو وغالانت
- الأمم المتحدة: إسرائيل منعت وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لق ...
- مقارنة ردة فعل بايدن على مذكرتي اعتقال بوتين ونتنياهو تبرزه ...
- كيف أثر قرار إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت على دعم ...
- سفير ايران الدائم بالأمم المتحدة: موقفنا واضح وشفاف ولن يتغي ...
- سفير ايران بالأمم المتحدة: أميركا وبريطانيا تساهمان في استمر ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - وزارة عدل..تشرعن اغتصاب الفتيات!