|
نظام الحكم المحلي ( اللامركزية ) في تونس كلمة حق يراد بها باطل
أسامة بن مختار العلوي
الحوار المتمدن-العدد: 5700 - 2017 / 11 / 16 - 00:06
المحور:
الادارة و الاقتصاد
مع إقتراب الإنتخابات البلدية في تونس، طفت إلى السطح العديد من المصطلحات السياسية المطمئنة للرأي العام ك ( آليات الحكم المحلي أو اللامركزية ) حيث تداولتها الأوساط الإعلامية دون الخوض المفصل في معانيها و مدى تماشيها مع الإقتصاد التونسي . فماهي أهم المراحل التي شهدها القطر التونسي إقتصادية منذ الإستقلال إلى الثورة ؟ وهل يغير نظام الحكم المحلي المنوال التنموي الرديء المعتمد من الإستقلال إلى الآن؟ لو قرأنا موضوعيا تطور الإقتصاد التونسي يمكننا تقسيمه إلى ثلاثة حقبات : 1) بعد الإستقلال : شهدت هذه الفترة منذ خروج المستعمر الفرنسي و إلى حدود 1970 بسط نفوذ الدولة على الإقتصاد عبر تأميم قطاع المصارف و شركات الكهرباء و الغاز و المياه و النقل و أسست الشركة التونسية للملاحة و الشركة الوطنية لسكك الحديد ، و بعد تنامي تأثير الإتحاد العام التونسي للشغل و موجة المد الإشتراكي اعتمدت الحكومة مخطط تنموي عشري (1962,1971) و أسست وزارة التخطيط و المالية و وقع إعتماد التعاضدية كتجربة رائدة لتحسين الدخل الفردي و التقليل من الإعتماد على رؤوس الأموال الخارجية لينبهر الجميع ب : الحزب الإشتراكي الدستوري ، لكن سرعان ما انكشف ولاء بورقيبة للإمبريالية و صندوق النقد الدولي ، إذ أقال أحمد بن صالح صاحب فكرة التعاضدية و عين الهادي نويرة وزيرا للإقتصاد سنة 1970 ثم رئيس حكومة ليراهن على الخوصصة . 2 ) فترة حكم بن علي : بعد وصول بن علي للحكم سنة 1987 عبر إنقلاب على بورقيبة ، تبنى منهج إصلاح لبرالي شمل تحرير الإقتصاد ( 1987-1995 ) و تأهيل الإقتصاد ( 1995-2008 ) حيث سنة قوانين و تشريعات كمجلة الإستثمار أو الإستعمار أن قزمت دور الدولة و شجعت على الإستثمار الخارجي و الشراكة بين القطاعين الخاص و العام مثل مشروع : مطار النفيضة الذي أثبت فاشل ذريع من حيث الاعتمادات المالية المرصودة و ما وفره من يد عاملة قارة ، إلى حلول الكارثة الكبرى سنة 2008 و المتمثلة في الشراكة الإقتصادية مع الإتحاد الأوروبي و فتح الأسواق المحلية أمام الاوروبيين و كثفت الدولة من سياسة الاقتراض ليرتفع التداين الخارجي و صار قراررنا السيادي ملك الصناديق المانحة و أصبحت الدولة مجرد حكم يساير علاقات الإنتاج دون أن يملك القرار لفرض أسعار مناسبة للمنتوجات . 3 ) إبان الثورة : مع صعود الاحزاب اليمينية سدة الحكم مرة أخرى تواصل انتهاج السياسات التنموية القديمة و إتخاذ إجراءات إقتصادية أشد خطورة ستعصف بمستقبل هذه الاحزاب نذكر من أهمها : * تعويم الدينار : يمكن إعتباره بمثابة الإنتحار الإقتصادي و على اثره عارف الدينار التونسي إنهيار غير مسبوق مقابل الدولار و اليورو حيث تجاوز 1 اورو 3 دنانير تونسية في بعض الأحيان ، وزاد التين بلة الإتفاقية التجارية مع تركيا التي فرضها الاخوان فتضررت العديد من القطاعات كالنسيج و الجلد و العجلات المطاطية و عباد الشمس . تجربة الحكم المحلي أو اللامركزية مصطلح يوحي بممارسات ديمقراطية و يحمل في طياته عبارات ناعمة توحي بالعدالة بين الجهات و تحقيق منوال تنموي جديد يوفر مواطن شغل و يرد الإعتبار إلى المناطق الداخلية المحرومة ، لكن لكي لاننخدع كما فعل معنا بورقيبة بالمصطلحات لابد من الوقوف عن سلبيات هذه التجربة ، بعد المسح الجغرافي الأخير وصل عدد المجالس البلدية 350 مجلس يشكو معظمها ضعف الموارد المحلية و مع التفاوت القائم حاليا بين الجهات و رفع الدولة تمويلها عن المجالس الجهوية و المحلية ستتفاقم الأوضاع أكثر من ذي قبل لتنجوا بعض المناطق الساحلية لتوفر موارد ذاتية قوية و تركيز معظم المناطق الصناعية في الشرق دون أن ننسى الكثافة السكانية و عائدات قطاع السياحة ، أما بقية البلديات ستغيب عنها الحلول لتعجز في بعض الأحيان عن سداد أجور موظفيها و يقتصر دورها التنموي في التنوير العمومي و جمالية المدن و في أقصى الحالات بعض الإستثمار في البنية التحتية . يمكننا أن نستخلص أن جمالية الإسم لا تلبي تطلعات الجماهير لتبقى تلك التطلعات رهينة وصول الجبهة الشعبية للحكم لما يحمله طرحها الإقتصادي و الإجتماعي من حلول للبطالة و التنمية
#أسامة_بن_مختار_العلوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رويترز: هوندا ونيسان تجريان محادثات لتأسيس شركة قابضة
-
بريطانيا تفرض عقوبات على 20 ناقلة نفط روسية
-
المركزي الإسباني يرفع توقعاته للنمو للعام 2024 رغم الفيضانات
...
-
صادرات اليابان ترتفع بوتيرة أسرع من المتوقع في نوفمبر
-
البنك الدولي: إسرائيل دمرت 93% من فروع البنوك في غزة
-
يقترب من الـ 51 .. سعر الدولار اليوم في البنك المركزي والبنو
...
-
كلنا هنلبس دهب براحتنا من تاني “تراجع سعر الذهب اليوم عيار
...
-
إحصاءات أوروبية: روسيا ثاني مورد غاز للاتحاد الأوروبي بعد ال
...
-
“27 لاعب في القائمة” تشكيلة العراق المتوقعة في كاس الخليج..
...
-
وفد إسباني يزور الجزائر لتعزيز العلاقات بعد رفع القيود على ا
...
المزيد.....
-
الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل
/ دجاسم الفارس
-
الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل
/ د. جاسم الفارس
-
الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل
/ دجاسم الفارس
-
الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق
/ مجدى عبد الهادى
-
الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت
...
/ مجدى عبد الهادى
-
ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري
/ مجدى عبد الهادى
-
تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر
...
/ محمد امين حسن عثمان
-
إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية
...
/ مجدى عبد الهادى
-
التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي
/ مجدى عبد الهادى
المزيد.....
|