منار مهدي
كاتب فلسطيني
(Manar Mahdy)
الحوار المتمدن-العدد: 5699 - 2017 / 11 / 15 - 22:17
المحور:
القضية الفلسطينية
في ظني أن التحولات السياسية وتناقضاتها في الساحة الفلسطينية باتت هي الأكثر تعبيراً عن أزمات هذه المرحلة، وخاصة بعد التوقيق على اِتفاق القاهرة بين حركتي فتح وحماس، سنجد في تصريحات قادة فتح أنها غير مُتناغمة مع تصريحات قادة حماس التي تُؤكد على حرق جُسُور العودة للخلف، وعلى أنه لا بديل عن المُصالحة إلا بالمُصالحة مع الرئيس محمود عباس وحركة فتح، لاِستنهاض وحشد المواقف والطاقات الفلسطينية الداعمة لمشروع التحرر والاِستقلال الوطني.
إذن نحن أمام تطورات دراماتيكية في المشهد، ولا سيما من قائد حماس في قطاع غزة يحيى السنوار، الذي وعد بإتخاذ قرارات وخطوات حاسمة لحماية وحدة الجبهة الداخلية الفلسطينية، والتي من عبرها قد يصل بالجميع إلى بر الأمان، لطالما أن الرئيس محمود عباس طرفاً مُلتزماً بتنفيذ المُصالحة الوطنية مع حماس من جهة، ومن جهة أخرى مع الدور المصري الكبير في تحمل المسؤولية تجاه مُراقبة عملية تطبيق اِتفاق القاهرة، وصولاً إلى تمكين السلطة وحكومة الدكتور رامي الحمد الله من مُمارسة دورها في قطاع غزة.
في ضوء ذلك لا بد من وصف قرارات وخطوات حركة حماس الأخيرة بأنها تأتي ضمن باكُورة خطوات تصاعدية بالاِلتزام الحريص على إنهاء مرحلة سوداوية كانت وما زالت إفرازاتها السياسية والوطنية قاسية على مُستقبل الفلسطينيين.
بما لا شك أن هذه الخطوات تُؤكد بشكل جازم أن الرجوع عن المُصالحة مع حركة فتح بات مسلكًا مُحالاً فيه العودة للوراء، وخاصة بعد إجراء المُراجعات الاِستراتيجية من حماس الراغبة بالحُصول على التغيير بالأداء السياسي الساعي إلى تحسين الصورة وموقع الدور الوطني.
إذ نجد هنا أننا أمام حسابات إعادة التمُوضع من حركة حماس بعد مُغادرة تجربة الحكم "الثيوقراطي"، الحاكم باسم الله في غزة، والتي في قناعاتي باتت على مسافة صغيرة من إعادة تصويب المسار وفقاً لرؤية الضرورة الإلحاحية لتحديد الأولويات المُتزامنة مع المُتغيرات المحلية والإقليمية المُتعايشة مع المواقف الدولية بالشأن الفلسطيني.
لذلك في تقديري ستبقى فرص نجاح وصمود المُصالحة الفلسطينية المُهددة بالسقوط اليوم، أكبر من فرص الحرب التي لا يتمناها أحد، ولكن إذا فرض الاِحتلال الصهيوني الحرب على الشعب الفلسطيني، بكل تأكيد ستكون هذه الجولة فيها النتائج مُختلفة تماماً عن ما قبلها.
بقلم: أ. منار مهدي
فلسطين/ قطاع غزة
#منار_مهدي (هاشتاغ)
Manar_Mahdy#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟