حمزة الشمخي
الحوار المتمدن-العدد: 1470 - 2006 / 2 / 23 - 11:42
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
لا يمر يوم علينا إلا ونسمع الأخبار العراقية المؤلمة ، التي تهز كل الضمائر الحية ، لأن هذه الأخبار المأساوية تتحدث عن القتل الجماعي للناس الأبرياء في الشوارع والساحات العامة وأماكن عملهم وحتى في بيوتهم .
ويبقى السؤال المدوي يصرخ بوجه كل المسؤولين من قادة العراق ، الذين أصبحوا على ما يبدو عاجزين عن الأجابة ، لأنهم منشغلين هذه الأيام بالمناصب والمكاسب ... وتاركين أمن المواطن العراقي وإحتياجاته الحياتية اليومية في مهب الريح ، وكأن الأمر لا يعنيهم بشئ .
كيف يقتل العراقيون في كل مكان ويبقى القاتل مجهول الهوية لحد الآن ؟ ، علما أن هؤلاء القتلة يستخدمون في أغلب الأحيان مثل سيارات الشرطة وملابسهم وأجهزتهم الإخرى ، فهل هذا يعني أن هؤلاء القتلة الجهلة لهم خيوط سرية مع المؤسسات الأمنية العراقية ؟ ، أو أن هناك تواطئ من قبل بعض منتسبي الشرطة والجيش وقوات الأمن مع مثل هؤلاء القتلة ؟ .
ويبقى السؤال دون جواب ، والدم العراقي الطاهر ينزف في كل يوم يمر دون توقف ، والى متى يبقى الإستهداف اليومي لبنات وأبناء العراق من قبل زمر من المجرمين واللصوص الذين إمتهنوا الخطف والقتل والسرقة مهنة لهم مقابل حفنة من الدولارات والمغريات الإخرى ؟ .
ما قيمة وفائدة المناصب الحكومية والحزبية وغيرها للناس ، إذا كانت حياة المواطن العراقي وحريته معرضة للموت والإستلاب في أية لحظة ؟ ، ما فائدة الخطابات اليومية والتصريحات الإعلامية والوعود المؤجلة إذا كان كل هذا الخراب والموت والفساد يحدث في عراق اليوم ؟ .
ما فائدة كل هذا يا قادة العراق ؟ ، متى تديروا وجهكم للشعب من أجل تحقيق مصالحه وطموحاته وحلمه في الأمن والأمان والإستقرار والحياة الحرة الكريمة ؟ ، وأن تحقيق هذه وغيرها ليست بمعجزة ، وإنما هي من أبسط ما تقدمه الحكومات ومؤسساتها للشعوب من حقوق مشروعة وطبيعية ولا بد منها .
وسيستمر هذا القتل الجماعي للأبرياء ، إذا لم تتحرك كل القوى والأحزاب والمنظمات العراقية المخلصة للمطالبة بكشف الوجوه الملثمة للقتلة ، وكشف كل إرتباطاتهم وعلاقاتهم السرية والعلنية في داخل العراق وخارجه ، وفضح كل المؤسسات والأشخاص المتعاونين معهم لأسباب تصفات سياسية أو ثأرية .
لأن السكوت عن كل هذا جريمة لا تغتفر ، والمستهدف أولا وأخيرا هو الإنسان العراقي ، فمتى تتوقف دورة الموت الهمجية ، وتكشف وجوه كل المتورطين فيها مهما كانوا ومن أين أتوا ؟.
ويبقى السؤال اللغز ... من يقتل من في عراق اليوم ؟ .
#حمزة_الشمخي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟