أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ادهم ميران - الكاريكاتير السيئ وردود الفعل الأسوأ














المزيد.....


الكاريكاتير السيئ وردود الفعل الأسوأ


ادهم ميران

الحوار المتمدن-العدد: 1470 - 2006 / 2 / 23 - 04:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بات صراع الحضارات يأخذ اشكالا ومناحي مختلفة تختلف باختلاف الحقبة الزمنية والوضع السياسي القائم لتلك الحقبة، خاضعا اولا واخيرا للمتحول والثابت في ثقافة المجتمعات، وبالتالي من الصعب ادراجه في اطار مفهوم محدد، ولعل الأمر الذي حدا بهذا المفهوم الى هذه الضبابية والاحاطة المتذبذبة به او تحديد مفهومه كحالة ثابتة وواقعية يتفاعل بها الفرد من خلال مجتمعه وثقافته على هذه البسيطة، هو ان اثارة موضوع صراع الحضارات في وسائل الاعلام متذبذبة هي الأخرى وتتراوح بين الاسهاب والاشباع لها حينا، وتجاهلها والتغاضي عنها حينا آخر.
ما يهمنا هنا هو ليس مفهوم صراع الحضارات بقدر ما يهمنا المسرح السياسي والاجتماعي التي توحي اشاراته واحداثه الى هذا النوع من الصراع، فالضجة الأخيرة التي أحدثتها رسوم الكاريكتور لشخص النبي محمد (ص) المنشورة في أحدى الصحف الدانماركية وتلتها في النشر عدة صحف فرنسية واوربية أخرى أثارت مشاعر الغضب والامتعاض والاستنكار لدى المسلمين في كل بقاع الأرض، في البلدان الاسلامية الآسيوية والعربية وكذلك الجاليات الاسلامية في دول اوربا نفسها وامريكا. ان استفزاز المسلمين بقصد او بغير قصد على هذا النحو لاشك سيعمل على الحؤول دون تطوير الحوار الحضاري الذي طالما سعت اليه المؤسسات الدينية في الشرق والغرب، وخاصة الدينين المسيحي والاسلامي، ما يفرز شكوكا جديدة الى حيز الوجود في عدم احترام احدى الطائفتين (الاسلامي والمسيحي) لمقدسات الطائفة الأخرى.
الملاحظ أن تداعيات هذه الرسوم خلقت ردود فعل مختلفة للمجتمعات الاسلامية ودفعتها بعمق باتجاه سلبي لم يكن بأقل من فحوى الرسوم السلبية والسيئة نفسها، فتعرض المواطنين الأبرياء من المسيحيين في بقاع مختلفة الى اعتداء مادي ومعنوي في آن واحد، بل واحراق الكنائس وقتل عدد غير قليل منهم في هذه الآونة، كما حصل في نيجيريا كان نتيجة قد توصف بالطبيعية نسبيا، ولكنها قاسية ولا تدخل ضمن الأعراف الانسانية في نفس الوقت، ما أثار حفيظة المجتمع المسيحي في اوربا والعالم ككل، الذي لم يكن يعبأ للأمر بادئ ذي بدء ولكن أحداث القتل وحرق الكنائس والسفارات في بعض البلدان العربية الاسلامية خلق قلقا لديهم، وبالتالي فجوة عميقة بين المجتمعين يصعب ردمها.
ان ظاهرة الإساءة والانتقاص من المقدسات والرموز الدينية ليست جديدة، وانما هي امتداد للعصور الماضية، حيث ان المسيء للمقدسات لدى بعض الأديان يعتبر كافرا وبالتالي عقوبته القتل.
الحقيقة، ان على المجتمعات الانسانية كافة، ان تنظر الى المقدسات في عالم الانسان المتمدن من منظار نسبي، فما هو مقدس للبوذي ليس شرطا ان يكون مقدسا للمسلم والعكس صحيح، وهكذا دواليك بالنسبة للمعتقد والمريد من جميع الطوائف، مع الأخذ باحترام عادات وتقاليد ورموز كل معتقد بالنسبة للمعتقد الآخر.
فحين قامت سلطة طاليبان بتفجير تمثال بوذا الأثري في افغانستان كانت تعتقد فيه انه وثن من الأوثان، وانه يمثل عبادة نهى عنها الاسلام، لذا كان يتوجب عليهم حسب وجهة نظرهم تحطيمه وتخليص العالم من الشرك بالله، دون الالتفات الى مدى أهمية وتاريخ ذلك التمثال الذي يعود الى القرون الميلادية المبكرة، وكونه يمثل احد المقدسات لدى الطائفة البوذية باعتباره يمثل أحد أوائل المتنورين الذي ظهر في بني البشر قبل ميلاد السيد المسيح، وضع تعاليما نبيلة ليصل بالانسان الى التنور والخلاص من الماديات والوصول الى معرفة كنه الذات التي هي جزء من الكون، وأن الكون كل لا يتجزأ.
نلاحظ ان ردة فعل هذه الطائفة كانت سلمية بالمرة، اذ لم يقم أحد من أتباع الطائفة البوذية بقتل اي مسلم يتواجد في البلدان التي يدين غالبيتها بالبوذية، ولم نسمع ان أتباع هذه الطائفة حرقت مسجدا او جامعا، او نظمت مظاهرات ترفع فيها شعارات تهدد المسلمين بالثأر او القتل.
وهذه أيضا رؤية مهمة نابعة من ثقافة ذلك المجتمع ووصايا كهنتهم، ما تستدعي منا وقفة متأنية، وعقد مقارنة بين الدين الاسلامي الذي يدعو في تعاليمه السمحاء الى عدم ظلم الانسان لأخيه الانسان، ثم انه خيّر البشر في اختيار دينهم وهذا من ضمن الدعوة الى حرية الفكر. حيث جاء في القرآن الكريم "قل يا أيها الكافرون لا اعبد ما تعبدون، ولا انتم عابدون ما اعبد، ولا انا عابد ما عبدتم، ولا انتم عابدون ما اعبد، لكم دينكم ولي دين".
أقول لو ان كل طائفة دينية أهين معتقدها او استهزئ برمز من رموزها قام أتباع تلك الطائفة بقتل الفاعل والاعتداء على بني جنسه ومحاسبتهم وتحميلهم وزر عمله، لمات نصف البشر في العالم.
ولا أصدق من قوله تبارك وتعالى في القرآن الكريم (وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) .سورة الانعام (164)،
(وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) .
(الزمر: آية 37)



#ادهم_ميران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الرئاسة المصرية تكشف تفاصيل لقاء السيسي ورئيس الكونغرس اليهو ...
- السيسي يؤكد لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي على عدم تهجير غزة ...
- السيسي لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي: مصر تعد -خطة متكاملة- ...
- الإفتاء الأردني: لا يجوز هجرة الفلسطينيين وإخلاء الأرض المقد ...
- تونس.. معرض -القرآن في عيون الآخرين- يستكشف التبادل الثقافي ...
- باولا وايت -الأم الروحية- لترامب
- -أشهر من الإذلال والتعذيب-.. فلسطيني مفرج عنه يروي لـCNN ما ...
- كيف الخلاص من ثنائية العلمانية والإسلام السياسي؟
- مصر.. العثور على جمجمة بشرية في أحد المساجد
- “خلي ولادك يبسطوا” شغّل المحتوي الخاص بالأطفال علي تردد قناة ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ادهم ميران - الكاريكاتير السيئ وردود الفعل الأسوأ