خالد الكيلاني
الحوار المتمدن-العدد: 5697 - 2017 / 11 / 13 - 05:50
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بالأمس كنت أقوم بواجب العزاء في وفاة الصديق الكبير المرحوم عبدالله خليل في قاعة مناسبات مسجد عمر مكرم ، وبالصدفة كنت جالساً قريباً من باب القاعة ، دخل المحامي خالد علي - بمفرده - قاعة العزاء ، وبعد أن صافح أبناء المرحوم إتجه إلى الداخل فلمحني ، وجاء لمصافحتي بفتور ، كان يجلس بجانبي صديق محترم ومناضل كبير أبلي بلاءً حسناً في مواجهة عصابة الإخوان الإرهابية ، وكان له وما زال دور كبير في كشف مخططاتهم ، وتعرض في سبيل ذلك - كما تعرضت أنا - لمخاطر كبيرة على حياته .
ولأن صديقي - الذي لم أستأذنه في ذكر إسمه - هو واحد من أهم الداعمين للدولة ، فهو محسوب مثلي على من يُطلِق عليهم الإخوة النشطاء " السيساوية " ، فكان من الطبيعي وسط كل هذا الكم من النشطاء و " النُخب " المتواجدين في العزاء أن نجلس ونتحدث بمفردنا .
بعد أداء واجب العزاء ، إقترح عليَّ صديقي الذي لم ألتق به منذ فترة طويلة ، أن نجلس سوياً لفترة معاً ، فذهبنا مشياً على الأقدام لأحد المقاهي الشعبية في شارع شامبليون ، وفي الطريق كنا نتحدث عن " السنة السودة " التي حكم فيها الإخوان ، وما تعرضنا له - هو وأنا - من تهديدات تمس حياتنا وبيوتنا ، وحكى لي كيف أُضطر لتغيير مسكنه عدة مرات ، بعد أن رفض نصائح أجهزة الأمن بتعيين حراسة مسلحة دائمة معه ، وقال لي ضاحكاً " الحراسة كانت كأنها هتشاورلهم عليا " .
وأخذنا نتحدث كيف أن نعمة الأمن التي نعيشها بفضل وجود جيش قوي في مصر ، هي التي جعلتنا نستطيع أن نسير في أمان في الشوارع ونجلس وسط الناس على المقاهي الشعبية ، وتطرق الحديث بيننا إلى هؤلاء الناشطين " المُغَيبين " من اليسار الذين وضعوا أيديهم في أيدي جماعة الإخوان ، وكيف أنهم كانوا أول من سيقتلهم الإخوان والسلفيين لو كان قد استتب لهم الأمر في مصر ، وكيف أنه لولا عناية الله ثم 30 يونيو ونعمة الجيش المصري ، لكنا الآن قتلى على أيدي هؤلاء الإرهابيين ، وأنهم كانوا سوف يبدأون بقتل هؤلاء الناشطين من اليسار والليبراليين الذين يدافعون عنهم الآن .
فجأة ونحن نتحدث ونحتسي قهوتنا ، شاهدنا " المرشح الرئاسي " خالد علي يعبر شارع شامليون أمامنا بمفرده ، دون حراسة ، ودون خوف على حياته .
نظرنا لبعضنا - صديقي وأنا - وابتسمنا ، ولسان حالنا يقول " هل يعلم خالد علي الذي يسير بمفرده في شارع شامبليون آمناً مطمئناً ، أن الجيش والرئيس الذين يهاجمهما ، هما اللذان جعلاه يسير هكذا آمناً مطمئناً ؟!!! "
#خالد_الكيلاني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟