أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باقر العراقي - ما هو الحج الأعظم في العالم؟














المزيد.....

ما هو الحج الأعظم في العالم؟


باقر العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 5696 - 2017 / 11 / 12 - 10:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما هو الحج الأعظم في العالم؟
باقر العراقي
الحج لغوياً يعني القصد، وحج المكان قصده، وعادةً يكون القصد للاماكن المقدسة في جميع الديانات، فقد سجل التاريخ تجمعات بشرية، إجتمعَ فيها ملايين الناس، أغلبها لأغراض دينية واحتفالات وطنية، وبعضها لتشييع جنازة أحد القادة الكبار، فمن هو أعظم حج في التاريخ؟
يشهد نهر "الغانج" كل اثني عشر عاما ممارسة دينية تسمى "كومبه ميلا" يتجمع فيها الملايين من الناس وقد وصل العدد في عام 2001 الى 25 مليون إنسان، حضروا طوال شهرين من الاحتفالات لممارسة طقوس عبادية تقليدية، ويعد أكبر تجمع بشري سجل في التاريخ.
هناك تجمعات بشرية فاقت العشر ملايين إنسان، منها تشييع جنارة السياسي المغمور "سي إن أنادوراي" في ولاية "تامل نادو" الهندية، والذي مات نتيجة إصابته بمرض السرطان عام 1969، إذ وصلت أعداد المشيعين إلى أكثر من 15 مليون، كذلك شهدت جنازة الإمام الخميني حوالي 12 مليون مشيع، حسب أرقام جينيتس.
العراق يشهد تجمعاً سنوياً بمناسبة أربعينية الإمام الحسين، وهي مناسبة دينية مقدسة عند المسلمين، جاءت نتيجة مقتل الإمام الحسين سبط الرسول الأكرم وسبي عيالهِ من قبل حكام بني أمية، وهي ممارسة خاصة بالمسلمين من كل العالم، لكن هذه السنوات الأخيرة شهدت إقبالاً متزايداً من قبل كل الطوائف "سنة وشيعة ومسيحيون وصابئة وإيزيديين"، واللافت للاهتمام أن زيارة هذا العام إقترنت بوصول جنازة المستشرقة الفرنسية "ماري بيير فالكون"، لتدفن في طريق الزوار بناءاً على وصيتها.
مخاطر هذه الزيارة ليست هينة، فالتفجيرات والقتل المستمر مرافق للزيادة في كل عام، وحصد عشرات الآلاف منهم، لكن ذلك لم يثني هؤلاء الحجاج الى مقصدهم المقدس، فأعداد الزائرين والسائرين على الأقدام خلال أسبوعين، وصلت إلى عشرات الملايين من الناس، وتخطت العشرين مليون زائر عام 2014، وفي هذا العام وصل العدد الى حوالي 14 مليون زائر، ولما ينتهِ وقت الزيارة بعد.
تنظيم هذه الكتلة البشرية العظيمة، ليس طبيعيا أبدا، إذ لم نشهد أي حادث تدافع أدى إلى الوفاة، أو مشاكل ملموسة بين هؤلاء الزائرين وخُدامهم، بينما نجد أن حوادث التدافع حصدت ألاف الأرواح في مكة المكرمة وحدها، ولا يتجاوز حجاجها المليوني حاج، وحوادث المعابد كمعبد "ساباريمالا" ومعبد "شاموندا ديفي" إذ سُحق الضعفاء وقُتل الآلاف من الأطفال والنساء والرجال، بسبب عدم التنظيم والفوضى التي رافقتهم.
زائرو الإمام الحسين الآمنون "الا من إرهاب التكفير" ومن كل دول العالم، يأكلون ألذ أنواع الطعام مجاناً، ويستخدمون أفضل ما موجود من مرافق خدمية في طريقهم، وتفتح لهم جميع أبواب المنازل بلا إستثناء، وبدون تمييز مذهبي أو قومي، وخُدامهم في ازدياد وتنوع من حيث تقديم الخدمات المجانية من مسكن ومأكل ووسائل راحة تتخطى كل التوقعات والتقاليد الاجتماعية العالمية.
كل طبقات المجتمع شاركت في الزيارة، بين خادم ومخدوم، بينها المعلم -المهندس -الطبيب -الأستاذ الجامعي –الوجيه- رجل الدين- وشيخ العشيرة، فأين ذهب كبرياء هؤلاء؟ وكيف ذابت شخصياتهم بين جموع الزُوار؟
الأدهى من ذلك أن الفقراء هم من يقوم بالخدمة قبل الأغنياء، وأن اشتياقهم لموعد الزيارة هو الأكبر، فما هو سر هذا العطاء الجزيل مع شح المال وفاقة الحال؟ وما هو سبب هذه الخدمة وبشكل لا مثيل له في تاريخ الإنسانية؟
على سبيل المثال، هناك موكباً لخدمة الزوار، ينادي صاحبه بالزائرين: "تغدى يا زائر وخذ مائة دولار"، فأي خبل هذا وأي جنون؟ أين العولمة من هؤلاء المبذرين؟ وأين الرأسمالية العالمية من هذا الإنفاق المجاني؟
كل تلك الحقائق والأرقام تجعل هذه الزيارة ليست لفئة ولا لطائفة ولا لوطن أسمه العراق، حتى وإن كانت أعلامه المرفوعة أثناء الزيارة هي الأكثر، وزواره وخُدامه هم الأكثر، والسبب لأنها أصبحت عالمية، وكما وصفتها صحيفة "الاندبندنت" اللندنية وقالت "بأن العراقيين من خلال هذا التجمع المليوني اثبتوا تعلقهم بوطنهم ، وأن زيارة الأربعين مكرسة للسلام، وهي الحج الأعظم في العالم.



#باقر_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عملية كركوك صولة الأسد، وزرع الورود على حدود الدم.
- المناهج الدراسية طبعات متجددة واخطاء مستمرة
- السقوط القادم لدول الخليج...!
- بين بؤس الطائفية وصراع المحاور، أين مشروع الوطن؟
- الحكمة بين إرث الماضي وأهداف الغد
- كيف نتخلص من مفخخات بغداد؟
- ما لم يتبناه حوار بغداد
- من يعارض التسوية، ولماذا كل هذا الاهتمام بها؟
- خبر عن ترامب..!
- ماذا تريد تركيا من بغداد؟
- التسوية الوطنية شعار انتخابي..!
- السعادة في التطوع/ قصة
- جوهرة من ملحمة القصب.
- الأكراد وصبر أم الولد..!
- غزة وصنعاء بين أخوة السعودية وعداوة اسرئيل...!
- كاريزما بأربعة أبعاد، ونظرة إستراتيجية ثاقبة..!
- وزارة الشباب والرياضة، للشباب أولا.
- قصة الانبار من الاستقبال الى النزوح.
- ذُبابة هَزت مبادئي.....!/ قصة فصيرة
- التحالف الوطني، وتسعيرة الكهرباء الجديدة....!


المزيد.....




- إصابة العشرات بعد إطلاق صواريخ من لبنان على الجولان.. وبيان ...
- السعودية: وزارة الداخلية تعدم الأكلبي قصاصا.. وتكشف كيف قتل ...
- -كتائب القسام- تتصدى لجنود وآليات الجيش الإسرائيلي في محور ا ...
- سترانا: إحراق مركبة عسكرية أخرى في كييف
- -لقد ضربوا حلفاءهم-.. سيناتور أمريكي سابق يتحدث عن تفجير -ال ...
- أولمبياد باريس 2024: خطأ فادح يخلط بين كوريا الجنوبية والشما ...
- -سرايا القدس- تعرض مشاهد من استهداف جنود وآليات إسرائيلية شر ...
- مصر تضغط.. نحو صفقة لإسرائيل مع حماس
- مجموعة مستوطنين تعتدي على قرية برقا الفلسطينية بالضفة الغربي ...
- ليتوانيا تعلن تسلمها أسلحة ثقيلة بقيمة 3 ملايين يورو قبل نها ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باقر العراقي - ما هو الحج الأعظم في العالم؟