أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين الداغستاني - التحديات الاستراتيجية في مرحلة ما بعد داعش














المزيد.....

التحديات الاستراتيجية في مرحلة ما بعد داعش


محمد حسين الداغستاني
صحفي وشاعر وناقد


الحوار المتمدن-العدد: 5696 - 2017 / 11 / 12 - 02:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يمكن لأي منصف أن يقلل من حجم الإنجازالمهم الذي حققته الحكومة في بغداد على يد قواتنا المسلحة العراقية والتشكيلات المسلحة المتحالفة معها على صعيد تصفية الكيان الداعشي على أكثر من ثلثي مساحة العراق ، وإستعادة العديد من مصادر الثروة النفطية في ارجاء مختلفة من البلاد من بين براثن هيمنته ، فضلاَ عن بسط نفوذها على مساحات جديدة من الأراضي وممارسة السيادة عليها .

ورغم أن هذه الحصيلة المميزة لم تكن نتيجة لجهد عراقي خالص وإنما هي أيضاً ثمرة دعم ومشاركة وإسناد لحكومات دولية وإقليمية وظفت قدراتها على هذا السبيل بالنظر لتداخل مصالحها في هذه المرحلة مع المصلحة الوطنية العراقية ، إلاّ أن ذلك لم ولن يحول دون تجيير النتائج لصالح المستقبل السياسي للقائمين على شؤون وتيسير دفة البلاد وتحسين صورهم لدى القاعدة الشعبية والإشادة بحكمتهم وصبرهم وقدرتهم على التكيف مع المستجدات في الميدان أولاً بأول .

ولاشك أن السؤال الكبير الذي يشغل أذهان الجميع هو : ماذا بعد مرحلة داعش ؟ وهل يمكن للعراق أن ينجح في مجابهة التحديات المستقبلية ، والسعي الحثيث نحو الإستقرار والتنمية وإعمار المدن المنكوبة ، وإحياء دوره السياسي والقومي على الساحة العربية والدولية ، أم سيعود (لا سمح الله) الى المربع الأول عندما شرع بخطواته العسيرة بعد العام 2003 بسبب التلكأ في توظيف نجاحاته وتفاقم أزماته الداخلية العميقة ؟

ولكن لنحدد إبتداءُ وفق منظورعام .. ماهي التحديات الإستراتيجية الأبرز التي على العراق أن ينجح في تجاوزها وإيجاد الحلول الناجعة لها ؟
من الضروري التأكيد هنا على معضلة سبل تغييروحسم المفاهيم السائدة في كيفية إرساء علاقة وطنية متينة ما بين الحكومة الإتحادية وحكومة إقليم كوردستان ، وقلع جذور الفساد والعنف اللذان يشكلان الغول الذي يبلع القدرات ويهدد الإقتصاد ويمزق النسيج الأهلي دون رحمة ، ومحاربة وحصر تأثير الأفكار المتطرفة بشتى أشكالها الدينية والعنصرية على مساحة واسعة من العقل المجتمعي وفي المقدمة منها على قناعات الجيل الناشيء التي تقع ضمن الأولويات الأكثر إلحاحاً في هذه الفترة بعد أن يتوقف أزيز الرصاص وهدير الدبابات والمدافع والطائرات وتبدء تباشير مرحلة جديدة .

فعلى صعيد العلاقة مع حكومة الإقليم فإن من الخطأ الجسيم إعتماد منطق المنتصر والمهزوم في التعامل المشترك ، كما أن النظر الى الأزمة القائمة بزاوية استعلائية والإحساس بالعظمة أوالإستقواء بالآخرين على ضوء التطورات في المنطقة لن تكون مجدية أو عقلانية مطلقاً ، لأن ستمخض عن هذا الأسلوب رد فعلٍ طبيعي بإتجاه الرفض والشعور بالقهر والإستلاب وهدر الكرامة ، وبالتالي فإن الحل الأكيد يكمن في توفير بيئة جدية وصارمة يتم في ظلها تحديد واجبات الحكومة الإتحادية وإلتزاماتها الدستورية تجاه الإقليم وكذلك الحال مع حكومة الإقليم التي عليها التفاعل مع المركز وإداء الواجبات الملقاة على عاتقها بعد أن تنال حقوقها المشروعة لإبعاد مخاطر الصراع الداخلي والتدخلات الخارجية المشبوهة ومنع جهود المتصيدين في الماء العكر وتسميم الأجواء المحتقنة أصلاً .

أما فيما يتعلق بإقرار حملة مُحكمة لمحاربة الفساد المستشري في مفاصل الدولة ومؤسساتها فإنها مرهونة بالتحلي بعزيمة صلبة وشجاعة إستثنائية من لدن الحكومة ، فالحرب على الفساد لا يقل بأساً ولا خطورة عن المعارك النوعية الفاصلة ، ذلك لأنه إستطاع خلال السنوات الماضية من خلق قاعدة قوية تأتمر بأمر عرابيه ، وصنع مافيا شريرة ترعب الآخرين بابشع الممارسات التي ترتقي أفعالها الإنتقامية حتى الى القتل بدم بارد وتجريد الشعب من جلَ موارده ، وخلق طبقة شرهة وقاسية وعنيدة من اللصوص والطارئين والمنتفعين ، حولت العراق من بلد غني كان من أقوى إقتصاديات المنطقة الى مجرد كيان ضعيف منهك تعصف به الأزمات وتسير بخطى وئيدة نحو الهاوية الحتمية .

لقد إستغل دهاقنة الفساد بذكاء مفرط التسهيلات الخارجية التي إتيحت له والهادفة الى تمزيق الوطن ونهب إقتصاده ، كما وإستطاع التغلغل الى المفاصل الحاكمة في المجتمع ، وإمتلك السلاح والرجال لحماية مكاسبه وممارسة نشاطاته الإجرامية في وضح النهار دون وازع أو خوف ، بل وفرض النظم والتعليمات والتوجيهات التي تتناسب مع طموحاته وأهدافه المدمرة .

أما على صعيد مكافحة الأفكار المتطرفة فإن على الدولة أيضاً أن تعيد النظر في التعامل مع المواطنين بحيادية وليس وفق سلم الدرجات المتباينة ، وإستلهام مواد وأحكام الدستور في كون المواطنين سواسية أمام القانون ، وإلغاء المناهج التعليمية المشوهة ، ووقف فعاليات المراكز والمؤسسات ووسائل الإعلام التي تروج للمارسات الطائفية والعنصرية والعقائد المتطرفة التي تتناقض مع سماحة وعدالة الفكر الإسلامي المعتدل ، ثم العمل على إشاعة روح التعاضد الوطني والإعتزاز بالهوية الوطنية العراقية .

إن مواجهة تداعيات هذه التحديات الحقيقية والإسراع بوضع الحلول للأزمات هي مسؤولية وطنية ملحة ، وواجب مقدس ، وضمان للتواصل مع تطلعات الشعب ، وفعل يؤدي الى إيقاد شعلة الأمل التي تنير درب السائرين نحو نهاية النفق المعتم .



#محمد_حسين_الداغستاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسؤولية الدولة والحركات السياسية في تعزيزالسلم الأهلي في الع ...
- 14 قصة قصيرة جداً في الحب لجليل القيسي
- جليل القيسي و قصصه القصيرة جداً و أنا !
- الرائد الراحل الشاعر إسماعيل سرت توركمن ومجلة صدى كركوك الري ...
- غرباً صوب جنينة الله الصغيرة
- الشيشان والداغستان والشركس في العراق م دراسة أولية
- الشيشان والداغستان والشركس في العراق دراسة أولية
- جدائل الوقت
- أيتها الآه
- سمات الخطاب الرومانسي النسوي في كركوك
- قراءة في مجموعة آيدان النقيب ( الباب الذي أطرقه جدار) ...
- أسار فيض المكان المحكم ... إملاءات الجغرافيا في البنية الإبد ...
- ما دمتِ تنبضين فهذا يكفيني !
- دلالات اللون في مجموعة الشاعرة منور ملا حسون (مرافئ ضبابية)
- رؤية جمالية عن أولى نصوص الشاعرة آمنة محمود (*) الد ...
- مجموعة الشاعر قحطان الهرمزي قصائد صافينازية ذات بس ...
- جذوة السفر المضني . قراءة في المجموعة الكاملة للشاعر الراحل ...
- قراءة نقدية في نصوص الشاعر الراحل رعد مطشر بإتجاه حا ...
- قراءة في الرؤيا الإبداعية للفنانة التشكيلية العراقية فاطمة ا ...
- تألقي برشة من ضوء !


المزيد.....




- معلقا على -عدم وجوب نفقة الرجل على علاج زوجته-.. وسيم يوسف: ...
- مشتبه به يشتم قاضيا مرارًا وسط ذهول الأخير وصدمة متهم آخر.. ...
- نائب رئيس الوزراء الصربي: لست -عميلا روسيا-
- -نيويورك تايمز-: التدريبات المشتركة بين روسيا والصين تثير قل ...
- بالضفة الغربية.. مقتل 5 فلسطينيين برصاص القوات الإسرائيلية ...
- -معاناتي لم تنته بخروجي من السجن، لكن فقط تغير شكلها- - أحد ...
- شاهد: الرضيعة ريم أبو الحية الناجية الوحيدة من عائلتها الـ11 ...
- صحيفة SZ: بولندا لم تقدم أي مساعدة في تحقيق تفجيرات -السيل ا ...
- بولندا والولايات المتحدة توقعان عقدا لشراء 96 مروحية -أباتشي ...
- -إسرائيل ترغب في احتلال سيناء من جديد-.. خبراء: لا سلام مع ت ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين الداغستاني - التحديات الاستراتيجية في مرحلة ما بعد داعش