أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسام جاسم - عملية الالهاء الشعبي و إلغاء الالهام















المزيد.....

عملية الالهاء الشعبي و إلغاء الالهام


حسام جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 5695 - 2017 / 11 / 11 - 09:17
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مع بداية كل منشور جديد مبدع أو مظاهرة حرة مستقله أو مقاله استباقيه لا تنتمي لجهة صاحب الإصدار و رقابه القرار
تظهر ضدها مباشرة العواصف المضاده التي تشغل الرأي العام عنها كي يخفت صداها أو تقلل قيمتها و تسمح بعبور الاشتات الأدبية الأخرى المسيسة للواجهة
لتتربع على قمه الأدب في المقاله و القصه و الرقص و النفخ و الشد الجسدي إلى الملابس الرصينه التي تنطق بالحكم قبل العقل و الكلام
و يتغاضى الشارع عنها لأنه لا يقرأ و لا يسمع إلا ما يريدونه أن يرى و يسمع فنرى الإبداع مسجون في الرف العتيق و واجهات الإعلانات تنتشر في المدن الكبرى لدعم تفاهه أنصاف المثقفين و دعاه الحروب و فناني المؤخرة الكبيرة و اللحية الكثيفه التي أصبحت أسلوب للواجهة قبل العقل و الكلام أيضا
و مع انفجار هنا و انفجار هناك تقطع الطرق للثورة بمسرحيات (شدو رؤسكم يا كرعان )
و بقرب مكان الانفجار تظهر الإعلانات التجارية للمكياج و ملابس العري و محلات الحجاب الشرعي
يترافق معها النقاب كموضه خاصه لمن نسبها ينتمي لأحد القدماء من تاريخ الإسلام بعد انتحار عشتار و ايزيس و ماعت جزعا
ليصبح هو رمز المرأة العربية و تراث وحضارة العرب
و هل كانت عشتار منقبه و هي تحارب دفاعا عن أرض الرافدين ؟؟؟!!
أم ماعت عندما سنت قوانين العدل اخفت وجهها بالظلام في وادي النيل !؟؟؟
أم تضحيات ايزيس نسيت لأن من يكتب عن الحضارة أغلبهم رجال و نظرتهم ذكورية بما يناسب واقع الحياة هنا و ليس كما كانت هناك !!!؟؟؟؟
و كيف اصبح التراث الحضاري يسيج بالتغطية و التعرية ؟!!!

مع أول مقاله منعت لي أدركت قيمتي كمؤشر على التمرد
و مع أول معارضه ضد قوانين الأسرة والمدرسة أدركت أن إثارة الجدل مهمه للابداع
لايمكن أن نبدع دون أن نثير الجدل و نتساءل
لماذا و كيف و متى !!؟؟؟
أسئلة الأطفال مهمه يجب أن نستمع لها لا أن تغلق و تترك دون اجابه
كانت عائلتي تتسائل و تأخذ رأيي الشخصي منذ الطفوله في ألفن و الدراسة و السياسه لذلك لم أعتد على الطاعة
أمي قالت لي : لا تطيع و انت بإمكانك السؤال و الرد
أسهل و اعظم حاجه أعطاها الله للإنسان هو التساؤل باللسان و الاعتراض بالرد و المنطق .
لذلك عندما إذهب للمدرسة يتم معاقبتي كثيرا لاني اسئل و اعترض و لا أصدق الكتب المدرسية و مناهج التربية و التعليم
و أتمسك بالمصادر الخارجية الحرة في مكتبة ابي الكبيرة ذات المصادر المفتوحة دون قيود و حجاب وزير التعليم !!!!
تمت مصادرة آرائي في المدرسة و منعت من السؤال في الربط بين الخارج و الداخل في التدريس و الاسرة و معلومات الكذب التي تحشو عقول الأطفال !!!
سحبت مني جائزة قدوة الصف لأنني اعترضت على طريقه أستاذ ما في تعليم الكذب و غلق النقاش والحوار و كتب تحت مادة الأخلاقيه ( التي كانت مادة وهميه ليس لها كتاب أو منهج فقط لحشد المواد لترقيع فشل وزارة التربية ) يسحب منه لقب قدوة الصف ليعطى إلى صاحب المركز الثاني و يمنع من مناقشه المديرة و دخول الإدارة
حينها استدعتني المديرة لتقول لي لسانك طويل و نحن الآن ليس كما كنا الآن أصحاب الشأن هم من يقرروا الأوضاع و ليست آرائك الشاذة بمادة الإنشاء أو التراشق مع معلمات الصف
أخذ شهادتك المختومه و أخرج من الادراة
أثناء خروجي وجدت صاحب المركز الثاني يبتسم فرحا و يشدو مع أمه بالحلويات التي تم القاءها على وجه المديرة الفاضله لرفعه العلم و اللطم في آن واحد !!!!!
منذ تلك اللحظه أدركت قيمة الجدل و إيجاد الثغرة لكشف الزيف و ليس ستره و ترقيعه
و مع بداية نشر مقالاتي منعت كثيرا من الوصول إلى جريدة أو حتى مجلة عادية في بغداد
الكل يرفض نشرها لانها تتعارض مع الرموز الدينية أو الوطنية !!!
و أصبحت الرموز محاطة باقواس النصر لا يجوز المساس أو الهمس بالقرب منها فكيف إذن بنقدها و كشف حجابها العقلي ؟!!!
لم يؤمن أحد حينها بالنشر الحر المستقل بل يجب أن تنتمي للتسويق العام و أصحاب الشأن مرة أخرى
وجدت نفسي محاطة بالطاعة في الخارج المجتمعي أقوى من داخل الأسرة
أسرتي لم تعلمني الخضوع و الصمت فكيف اصمت حينما أخرج في المجتمع بالمدرسة و الشارع و هل ينفصل كيان الأسرة عن كيان المدرسة و الحكومه و الدين ؟؟؟؟ !!!!!!
من هو الذي فرض سلطه الفصل هذة أم أنها موجه و ستمر
كنت صغيرا لادرك أنني لست احلم أو أنها حالة مؤقته بل إدركت أن أسرتي و نظامها حالة شاذة و طفرة وراثيه ضمن المجتمع العام و رؤية الحياة بصورة غير النمطية التي اعتاد الناس عليها
و بدأ الصراع بين عقلي و لساني
بين الداخل و الخارج
بين الأسرة و المدرسة
بين الله و قادة الله على الأرض
و أحسست بشعور الانفصال و التمزيق المزيف الكاذب لإرضاء عقلي و رؤية المجتمع
فقررت أن أكتب

فحرية اللسان بالنطق وضع لها حدود إذن لماذا لا تكون حريتي بحدود ورقتي و اكتب دون نطق آرائي و رؤيتي المستقله الحرة
و لم أخرج من أوضاعي النفسيه الصعبه إلا بالكتابة
تحول النطق إلى حروف مكتوبه و استطعت أن أفرغ حمولتي و سخطي من الكذب و النفاق الخارجي على الورقه
و استمر الإرهاق عندما إذهب إلى المدرسة أو عند السير في الطرقات
لذلك قللت من الخروج من البيت إلا لحاجات هامه
و جلست انقب بين الكتب الكثيرة عن مصدر الفصل الأول
و متى بدأ !!؟؟ و كيف نتحرر منه!؟؟ فلم أجد مصدر يتناسب مع رؤيتي الخاصه كلها تعتبر الصفات المجتمعية أنها نمط الحياة الطبيعيه
راودني الشك لكنني لم أعطيه نفسي و أصابني الإصرار على ما بدأت فاكتشفت أدباء جدد و وجهات نظر تبدو قليلا متشابهه مع رؤيتي فكان ذلك بصيص أمل بالنسبة لي على الرغم من أنها لم تقدم جوابا كاملا أو حلا للانفصال لكنني اكتشفت بأنني لست الوحيد الشاذ في هذا المجتمع و أن هناك كثيرا من الشواذ الذين غيروا حال المجتمع إلى احسن حال و أصبح الشاذ في البداية هو أصل الطبيعه و الطبيعه القديمه التابعه للسياسة أصبحت شاذه فيما بعد
و مع حرية التعبير الجديدة عن طريق النشر الإلكتروني وجدت ضالتي للكتابة
و مع نقطه حبر واحده حره تغزو الورقه يتراجع النظام الطبقي خوفا منها و من أصوات الأحرار في جميع أصقاع العالم و خصوصا هنا في البلاد العربية الأحرار أكثر شجاعه من الغرب لأنهم يدفعون الثمن أكثر و أكثر في بلاد تحكمها الأنظمة الأبوية الغير متساويه في منطق النقاش ليتلقفوا رصاصه في الرأس
رغم ذلك فالعقل نطق قبل الرصاصه و قال أسرع منها
فكروا قبل الطاعة و اعترضوا عليها و تمردوا قبل أن تتسابق القطعان نحو الهاوية في الاستعمار الجديد .



#حسام_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإبداع بين تشوية السمعه و الدعوات الأصولية /2
- الإبداع بين تشوية السمعه و الدعوات الأصولية /1
- عشتار تشاطر ام محمد النواح
- قبل بلوغ سن الهلوسه
- احذرك و ارجوك
- المساواة بين الجنسين في ظل الصراع الطبقي
- الحب وجهة نظر طفولية
- ثقافة الانفصام
- مرض (الخوف من الابداع )
- الراقصه و المطبخ
- عين الله
- آخرة جديده
- اخلاء سبيل للهواء
- اسطورة اجدادي ينتظرها احفادي ( ولم يتعظ )
- الصداقة الفكرية
- سبات المراقبة
- النوم فوق سلالم المنتصف
- صلاة خائفه
- حقائب حياة
- عجوز الشارع القديم


المزيد.....




- الأكثر ازدحاما..ماذا يعرقل حركة الطيران خلال عطلة عيد الشكر ...
- لن تصدق ما حدث للسائق.. شاهد شجرة عملاقة تسقط على سيارة وتسح ...
- مسؤول إسرائيلي يكشف عن آخر تطورات محادثات وقف إطلاق النار مع ...
- -حامل- منذ 15 شهراً، ما هي تفاصيل عمليات احتيال -معجزة- للحم ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية مسؤولين في -حماس- شاركا في هجوم ...
- هل سمحت مصر لشركة مراهنات كبرى بالعمل في البلاد؟
- فيضانات تضرب جزيرة سومطرة الإندونيسية ورجال الإنقاذ ينتشلون ...
- ليتوانيا تبحث في فرضية -العمل الإرهابي- بعد تحطم طائرة الشحن ...
- محللة استخبارات عسكرية أمريكية: نحن على سلم التصعيد نحو حرب ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسام جاسم - عملية الالهاء الشعبي و إلغاء الالهام