أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - غادا فؤاد السمان - روابط الأخوّة اللبنانية السورية المفككة














المزيد.....

روابط الأخوّة اللبنانية السورية المفككة


غادا فؤاد السمان

الحوار المتمدن-العدد: 1469 - 2006 / 2 / 22 - 09:56
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لا أعلم أيهما صار أكثر تشظّ في ما يؤول إليه المشهد الأخوي وهو يفتك فتكا همجيّا بروابط الدم، وروابط الحبر، وروابط الضاد؟! لغتنا الجميلة تزداد شراسة، وحروفها الأبجدية تعربد علنا بكل المعاني شكلا ومضمونا خارجةً عن قوانين التأويل كافّة.
تعددت أندية المُلاسنات بين البلدين الشقييّن، أقصد الشقيقين، والعضوية الفخرية من حصّة الأمضى قدّحا والأعتى مدحا تِبعا للمناسبة.
اتّسعت نطاقات الملاعب بحجم وطنين توأمين سياميين، استحدثا أولومبيادا للتراشق الإعلامي والمُهاترات والفصل والقطيعة. ومع رشاقة الحدث، وحيوية الموقف، وتصعيد الإيقاع، وتجسيد الوساوس، وتكريس الكيديّات، أجدني أكثر بلادة من أي وقت مضى، أزن إحباطي يوميا بالكيلوغرامات التي تتزايد طردا مع طبيعة الشؤم المتفاقم والغيظ المُستبدّ.
الشارع أكثر أمنا ويُسرا وبساطة، والناس أشدّ إخلاصا لعفويتهم، ولبنانهم، وشهدائهم، وقلقهم، وغَدِهِم.
ولكن ثمّة من يعمل على تأجيج الصورة، ومع تفاقم الخوف أنصرف إلى عزلتي وأكتفي بالتعاقد المستمر مع الفترات الإخبارية، نشرة هنا، ومنشار هناك، ومسننات القراءة اليومية المتتالية تزداد حدّة وضراوة.
أعلم أنني أقل التماسيح التي تذرف دمعا، أقصد أقل النساء، ولم أكن أدرك أنّ ما تأجّل من دمع على مدار الماضي كان ينتظرني لسنواتي الكبيسة هذه، وكأنّ دموعي الوافرة كانت على موعد مع اليباس، بثقل شديد مضى عام الحزن، أفتقد بإلحاح مع من يفتقدون تلك الكوكبة التي رحلت معه، ومع طفلي الصغير الذي لم يعرف النور إلا في بيروت، ولم يتقن سوى لهجتها، أهتف لعلم لبنان ولحريته وسيادته واستقلاله، بعد أن أتأكّد جيدا من إغلاق النوافذ والستائر وخلافهما. إذ أخشى ككل الذين يخشون من كَتَبَة التقارير. فالشُبهات حقّ جارٍ على الجميع، والإتّهامات العشوائيّة سمة الراهن، وليس أمامك سوى أن تكون مع أو ضدّ، وليس أمامك سوى أن تكون جلادا أو ضحيّة، أو فلتمت قهرا ببطء شديد. وأنت تواصل ما بلغَتْه الصحافة والحصافة من تقاذف أرعن في وجهات النظر بين الجبهتين الإعلاميتين اللبنانية والسورية، وبكل وسائل وأشكال التعبير المُتاحة، فقط حاول أن تسمع، أو أن تقرأ، أو أن ترى.
وقد غاب عن الجبهتين المتضادتين، وعن الشقيقين المتصارعين غبطة إسرائيل خلف الأسوار وزغاريدها التي تصل البيت الأبيض، بعد أن غطّاها شِجار الأحبّة بامتياز.
ولعل بيروت الساخطة على ما اعتراها ترفع الصوت أكثر مما ينبغي، وعذرها قائم ما دام حزنها مقيم، والحزن مرض وما على المريض من حرج، والحزن ضيق، والضيق يولّد الانفجار، وانفجر الموقف في بيروت، وانفجرت معه تراكيب الكلام، فخرج الكلام رديف الانفعال، والانفعال يسوق إلى الكفر أحيانا، فهل يردّ الكفر بالكفر؟!
لقد كان لإسرائيل سابقات بحق الكرامة والحُرمة والسيادة، حين تطاولت على أمن سورية بما هو أفدح من لفظ فظّ، ترك أثره المُشين في موقعٍ للجيش السوري في عاليه، وفي موقع مدني آمن عند مشارف التلّ، فما كان من السيد فاروق الشرع وقتها إلا أن ردّ بكامل اللباقة، تعرف سورية متى وكيف وأين ترد. واكتفت إسرائيل، بغيظ، بتوجيه الضربة اللائقة من عدم الإكتراث.
فلماذا تعدّ اليوم العدّة الصحافة السورية بكامل الاكتراث والمُبالاة لمقارعة الحرف بحرفين، وتسديد الخطاب بخطاب، وتكبيد المنفعل مع الشعب بافتعال في مجلس الشعب، ومواجهة الغضبة المبررة بغضبٍ مبهم؟!
طول اللسان في الإعلام اللبناني ليس جديدا، فهو مشروع ومشرّع على كافة الصعد، ولكنه مستحدث جدا في الصفحات السورية، فأين التعقّل والاستيعاب والترفّع واللفلفة المعهودة للأزمات الطارئة؟!
هل ينبغي على حزب الله اعتباره جمهورية ثالثة بين الجمهوريتين، فليكن.. أليس جديرا بقائدها السيد حسن نصرالله، وهو يملك هذه الآفاق الرحبة من سعة الصدر والفكر والمنطق والانحياز العلني لسورية أن يتلافى الانجرار إلى الإساءة بالإساءة؟ على الأقل إكراما لرجل يتحمل مغبّة الحفاظ على ماء وجه الشقيقة، ومغبّة الدعوة الملحّة لمبدأ الحوار.
فما الذي يعيق سورية عن حكمتها وعن استعادة منطقها ولباقتها وليونتها ومرونتها لطيّ صفحات النزاع المجاني مع لبنان، أم أنّ التصعيد سيظل مفتوحا حتى إعلان ما لا تُحمد عُقباه بين الضلعين؟!
هل يجدي أن أناشد ما تبقّى لنا من الأشقاء العرب لأخذ العلم والحيطة والحذر من هدر الأخوّة بين البلدين. وأعدُ أن أكفّ عن الحلم بالوحدة العربية اعتبارا من سورية ولبنان، لأكتفي بالاعتزاز والفخر بالاتحاد الأوروبي الذي تجاوز خلافاته وضغائنه، ليتفرّغ وحليفتيه أميركا وإسرائيل للنظر في مشاكل أمّة الضاد من محيط الصراع العربي إلى خليج الصراع العربي.


المصدر:

http://www.albaladonline.com/new/modules.php?op=modload&name=News&file=article&sid=96476&mode=thread&order=0&thold=0



#غادا_فؤاد_السمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس دفاعا عن صدّام حسين
- فساد المواطن في إصلاح التغيير
- تضامن مع مجلس إدارة منتدى جمال الأتاسي للحوار الديمقراطي
- قلم قاصر


المزيد.....




- الجيش الأوكراني يتهم روسيا بشن هجوم بصاروخ باليستي عابر للقا ...
- شاهد.. رجل يربط مئات العناكب والحشرات حول جسده لتهريبها
- استبعاد نجم منتخب فرنسا ستالوارت ألدرت من الاختبار أمام الأر ...
- لبنان يريد -دولة عربية-.. لماذا تشكّل -آلية المراقبة- عقبة أ ...
- ملك وملكة إسبانيا يعودان إلى تشيفا: من الغضب إلى الترحيب
- قصف إسرائيلي في شمال غزة يسفر عن عشرات القتلى بينهم نساء وأط ...
- رشوة بملايين الدولارات.. ماذا تكشف الاتهامات الأمريكية ضد مج ...
- -حزب الله- يعلن استهداف تجمعات للجيش الإسرائيلي
- قائد الجيش اللبناني: لا نزال منتشرين في الجنوب ولن نتركه
- استخبارات كييف وأجهزتها العسكرية تتدرب على جمع -أدلة الهجوم ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - غادا فؤاد السمان - روابط الأخوّة اللبنانية السورية المفككة