|
دفاعاً عن الدكتور خالد منتصر
راغب الركابي
الحوار المتمدن-العدد: 5694 - 2017 / 11 / 10 - 05:39
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
تعرفت على الدكتور خالد منتصر من خلال كتاباته ومقالاته ، وتعرفت على رجل يمتلك عقلاً مفتوحاً ورأياً محكماً بناءاً ، ولم أجد فيما يكتب وفيما ينشر شيئاً يخدش الحياء أو يريد له ذلك ، كما يدعي خالد الجندي ذلك الإنتهازي المعروف ، فهذا النوع من البشر معروفون لنا جيداً ، نعرفهم في لحن القول وفي تلونهم ونفاقهم ، ونذكر جيداً كم كان هذا الرجل من أشد الناس حماسة للرئيس السابق ، ومن ثم كان من أشدهم عليه .
خالد الجندي ليس بدعاً من مشايخ الفتنة والعهر والفساد والإنحراف ، هو من تلك الفئة التي تنعق مع كل ناعق ، وظلماً كبير أن يسمي نفسه شيخاً وهو لا يمتلك شيئاً من صفات و مزايا الشيوخ أية فضيلة ، فلا هو شيخ ولا هو أفندي ولا هو متحرر ولا هو ...
من يعرف الدكتور خالد منتصر ويعرف رصانته ورزانته وحرصه على الإسلام يشعر ، إن الجندي إنما يتجني عليه ويتعمد إثارة الفتنة في زمن تسعى فيه مصر لتجاوز آثار النكبة التي حدثت بعد ثورة يناير ، وتعرفون جيداً إننا قد وضعنا كل ثقتنا بالرئيس السيسي وهو يقوم بعملية تصحيح وإصلاح ، وتعديل للميزان كي تعود مصر قوية عزيزة ، وكان رهاننا على الرئيس في ان ينقلها من عصر الظلام إلى عهد الحرية والنور والتحرر والكرامة ، ولازلنا نرآهن عليه في حذف هذا النوع من المشايخ من ساحة مصر التي نحبها ، هذه الفئة من المشايخ تختلق الفتنة وتريد لها مكاناً في ظل الإنقسام .
خالد منتصر حين يعرض في صفحته الإفتراضية تمثالاً لنحات إيطالي عالمي ، هو يعلم إن شعب مصر ذو التاريخ والأرث الحضاري الموغل لا يكون ضحية إنحلال وعهر وفجور لمجرد رؤيته لهذا التمثال وهذه المنحوته ، ولا نتصور نحن حتى مع ما يُقال عن ظاهرة التحرش التي تأخذ أبعاداً كبيرة في مصر ، إنها أي الظاهرة قد غيرت في الذائقة المصرية العالية أو إنها قد حطت منها أبداً ، فمصر التي نعرفها هي أكبر من كل هذه المؤامرات ، وكل هذا العبث الذي يحاول تشويه صورتها أمام العالم والناس ، فظاهرة التحرش التي يُحكى عنها ، إنما هي بفعل فاعل معروف لدينا جميعاً ، ومعروفة أهدافها ومعروف من هم المروجين لها والباثين ، هي سياسة تتبعها جهات إسلاموية تهدف إلى تكسير أجنحة مصر ومحاصرة المرأة فيها لكي يخل التوازن ، وتنعدم القابلية على البناء والإعمار ، فجعل المرأة حبيسة في بيتها مؤامرة تقوم بها قوى الإسلام السياسي والهدف واضح في الإخلال بطبيعة التوازن في الحياة وفي صنع القرار ، وللأخوان المسلمين دورا بارزا في هذه اللعبة ، نجد ذلك في أدبياتهم وثقافتهم التنظيمية وما يبثونه وما يصدرونه ، إذن فحتى هذه المحكي عنها هي سياسة تآمرية ، ولهذا ندعوا رئيس البلاد والأجهزة المختصة لتكون بمستوى المسؤولية ولا ترضخ للتضخيم لأن في ذلك ضياع لمصر .
الفن العربي عرفناه من خلال مصر بهذا الكم وبهذه النوعية ، ولقد كانت فترة الخمسينات والستينات وحتى أواسط السبعينات من القرن الماضي فترة متقدمة نمى فيها الفن والفكر والثقافة وازدهرت في ظلها رؤية العالم تجاه مصر ، ولم نسمع عن هذا الذي يسمونه تحرشاً ، هذا التحرش الذي يُنبه إليه الجندي هو من تلك الفئة التي تشبه الجندي ، ومن مثله من أولئك الذين يحاولون تعكير صفو الحياة من خلال هذا الفكر الرجعي المنقبض ، ولا يعبر خالد الجندي في كلامه عن خوف أو خشية أو عن تقوى ، إنما هو رهان الجماعات الظلامية وأدواتها التي تريد خنق مصر من خلال تشويه صورتها ، فينغلق باب الحياة وتنعدم السياحة وتسد أبواب التلاقي مع العالم الحر ، إذ حينما يسمع الناس في هذا العالم عن ذلك الرأي الرقيع لخالد الجندي ، سينفر هؤلاء عن مصر خوفاً وخشية .
الدين يا خالد الجندي ليست شعارات ولكنه فعل سليم نافع وصالح ، وعلى رأي المتنبي كل أناء بالذي فيه ينضح ، وتاريخ الجندي هذا لا يؤهله أبداً الحديث عن الصواب والخطأ في الدين ، وحسبك هذا التفاوت في التاريخ والنزاهة بينك وبين الدكتور خالد منتصر ، وعلى رأي من قال - إن كنت ناسي أفكرك -
فلا تثير الفتنة ولا تجعل نفسك مطية للشيطان وأتق الله وأصلح نفسك قبل فوآت الأوآن ، وإني بموضع الناصح الأمين لك ولأمثالك من البشر أن لا يخلطوا الحابل بالنابل ، فثمة أشياء مسكوت عنها عنك تعرفها ويعرفها غيرك عنك .
إن الحرية شيء ثمين والإختلاف في وجهات النظر أمر محمود ، وتعرف جيداً إن من صفات المسلم النشط إحترام الرأي الآخر ، وحتى في حال عدم التوافق فإن الكلمة الطيبة تكون صدقة ، ولذلك قرأنا في الكتاب المجيد قوله : - فإذا الذين بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم - هكذا يجب أن تفكر وهكذا يجب أن تكون ، حتى ولو من باب الظاهر ، ولا تكون كقوم داعش يفعل المنكر ويحسبه معروفاً ، ولنا ولكم أسوة بعلي بن أبي طالب الذي تمنى أن يكون لكل واحد حلم وأناة قبل أن ينطق بحكم أويتقول على الغير بأقاويل ، وليس من ضير ان تعود إلى نفسك وتحاسبها عما بدر منها من تجني وهذيان ، فالحليم من أتعض بغيره ،
إن لخالد منتصر الدكتور في قلوب كل إنسان حر مكانة محترمة ، تزداد مع الأيام بحكم ما يكتب وما يقول فهو لم يُرآئي ولم يحنث ولم ينافق ، كلامه دائماً لا يلزم أحداً به ولا يريد من الأخرين أن يكونوا له أتباعاً أو مقلدين ، بل هو يمارس ثورة العقل التي هي ذلك الحبل السري الذي يسعى له كل منصف في هذا العالم ، ولهذا نحن معه وندعوا الرئيس والحكومة المصرية لتبني خطابه فهو الأقرب لتصحيح المسار وهو المحبب لجيل الشباب ، تلك هي الحقيقة ونحن من موقعنا الليبرالي الديمقراطي حريصين كل الحرص لتكون لمقالات خالد منتصر وقع وأهمية عند جُل أو معظم الشباب العربي ..
#راغب_الركابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الإستفتاء في كردستان
-
جدل في تونس حول حقوق المرأة
-
ما بعد الموصل
-
بمناسبة عيد الفطر
-
داعش في طهر ان
-
مشروعية الإغتيال السياسي
-
لسنة 2017
-
حثالات تُثير الفتن
-
قانون الحشد الشعبي
-
بدعة صيام عاشوراء
-
تصحيح الإعتقاد في معنى ثورة الإمام الحسين
-
لماذا لا ينجح العراقيون ببناء دولتهم ؟
-
تجذير مشروعية عمل الحشد الشعبي
-
غضب فاشل في تركيا
-
ما بعد العيد
-
بيان صادر عن الحزب الليبرالي الديمقراطي العراقي بمناسبة الإن
...
-
تحرير الفلوجة
-
قبح الله إسلامكم
-
رسالة مفتوحة للأخ رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي
-
أوهام المصطلحات
المزيد.....
-
العدد 590 من جريدة النهج الديمقراطي
-
اليمين المتطرف يحتفل برحيل أونروا من إسرائيل
-
الفصائل الفلسطينية تفرج عن دفعة جديدة من الأسرى بينهم أربيل
...
-
تسع خطوات عاجلة لـ 10 نقابات مهنية مصرية ضد تهجير ترامب للفل
...
-
انتهاء إضراب “النساجون الشرقيون”.. وهيكلة المرتبات خلال 15 ي
...
-
وقف إطلاق النار في غزة.. نصر فلسطيني جزئي بعد خسائر لا يمكن
...
-
خواطر واعتراض واحدة من “أطفال يناير” على ميراث الهزيمة
-
الانتخابات الألمانية القادمة والنضال ضد الفاشية
-
م.م.ن.ص// رقم إضافي لقائمة حرب الاستغلال البشع للطبقة العامل
...
-
الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي تدعو إلى التعبئة قصد التنزيل
...
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|