أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بثينة تروس - أمين حسن عمر! اما آن لك ان تتأدب في حضرة العارفين!















المزيد.....


أمين حسن عمر! اما آن لك ان تتأدب في حضرة العارفين!


بثينة تروس
(Buthina Terwis)


الحوار المتمدن-العدد: 5693 - 2017 / 11 / 9 - 12:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    




العاطلين فكرياً علي الدوام هم الأكثر جلبة، كما البراميل الفارغة يحدثون ضجيجاً، يؤذي الحس السليم، والذوق الإنساني الرفيع، وهكذا د أمين حسن عمر، يكتب او يتحدث! فلاتجد منه غير معرفة عقيمة مبتوتة الأصل، ولاتنفع السامعين!! لكنها تكشف عن خواء الاخوان المسلمين!
وما انطوت عليه دخيلتهم من سؤ ظن، وجهل بالمعرفة الدينية، وعدم احترام لعقل المستمع او القارئ.
ومن سخرية الاقدار لقد فشل السيد أمين وإخوته، في أكبر مشروع في حياتهم بأجمعها، كسبوا به الحياة الدنيا، وخسروا به الدار الآخرة! الا وهو المشروع الاسلامي، وتطبيق الشريعة الاسلامية في السودان.
لكن قلة الحياء ، حالت دون ان يتوارى الإسلاميين من سؤ ما بشروا به ، وان يتواضعوا ويعتذروا لهذا الشعب ، بل تجدهم يتصدرون المجالس بجهالة! ليكلمونا عن العارفين!! ويدعون الغيرة علي الاسلام ! والحفاظ عليه!
فلقد أطل علينا من برنامج ( صالون سودانية 24 / حال البلد) مقدمه الطاهر حسن التوم ، قبل يومين، ليحدثنا عن الشيخ محي الدين ابن عربي، والاستاذ محمود محمد طه، والشيخ عبدالقادر الجيلاني، حديث مشوش، وخواطر عليلة، ، ولولا الإيمان بان الشعب السوداني، شعب اصيل، وحقيق بالإكرام، ولا ترضي له بنقص المعلومة ، لما كان الاصطبار علي هذا الخواء الداوي!! لقرابة الأربعين دقيقة!
أمين حسن عمر يحدثنا بإرث صوفي، ورثه عن ابيه، وعن ان شيخه د حسن الترابي لايحتفي بالتصوف! معتداً بثقافته الغربية، ولغاته المتعددة!
ويسترسل متباهياً بمجاراة شعراء المتصوفة وعلي رأسهم ( النابلسي) قدس الله سره! متناسياً ! حين دانت دولتهم في السودان ، منذ ثمانية وعشرين عاماً ، سرقوا البلد من تحت عباءة التصوف! ولم يجازوا مشايخ التصوف بغير العقوق! ومحاباة ( الوهابية)!! وقطعوا ذلك الرحم الذي أنجب دين جميع السودانيين، ذاك الدين السمح، الذي آخي بين ابناء هذا الوطن علي اختلاف اثنياتهم، وأعراقهم، وثقافاتهم وأديانهم، دون تعصب او هوس ، سالكين في طريق النبي صلي الله عليه وسلم، صاحب الخلق العظيم، يمدحونه في النهار وفِي ثلث الليل، ( انك لعلي خلق عظيم) ..
فحفظ التصوف هذا البلد، فعُرف السودانيين بأصائل الطباع ، وارتبطوا بالمكارم، و كل من عاشرهم شهد لهم بالتميز ! ثم انهارت جميع تلك القيم في دولة المشروع الحضاري، اذ حكموا فظلموا، وطغوا، وتجبروا، فسادت القبلية، والتفرقة العنصرية، وعم الفساد، وفرقت الحروب امان الناس وسلامها ، أيدي سبأ.. ( ان الله لايهدي كيد الخائنين)

ثم تمهل د أمين في الحديث، ليكلمنا عن الشيخ محي الدين ابن عربي، بإعجاب ، متحاشياً اتهامه بتهمة مشايخه من رجال الدين، الذين وصموا ابن عربي ( بالزندقة) و ( الهرطقة)، فوصفه ( بان له أخيلة رفيعة ونادرة) .. وان ( كل ما كتبه ابن عربي كتبه بلغة شعرية ، شعرية، لذلك اذا قراءه الانسان دون دليل، او ودون مذكرات تفسيرية، سيصدر احكام قاسية ، لكن اذا قراءه في إطار هذه الإشارات والمعاني والتفاسير سيظل الي.. ) ثم قطع حديثه!
تحدث د أمين عن ابن عربي، كأنه يترجي السامعين، ويتوسط لابن عربي عندهم، بان يتعاملوا معه، (كشاعر ذو اخيلة شعرية، رفيعة ونادرة ) ! حتي يدرأ عن ابن عربي، تهمة الفقهاء بالخروج عن الملة، والكفر، لمفارقته الجماعة!! لقوله بوحدة الوجود !! دون ان يتعرض الي معرفة الرجل، كتبه وما طرحه من أفكار دينية ، او حتي يكلمنا عن صحة او خطل معرفة ابن عربي!!

ثم تقافز ليحدثنا عن ان تصوف الاستاذ محمود محمد طه، هو باطني التصوف، وانه له إنجازات! وإخفاقات ! وحدثنا عن رأيه الخاص!! اذ يعتقد ان إخفاقاته أخرجته عن الاسلام الوسطي! وبالطبع لم يحدثنا أمين! عن مامفهومه للإسلام الوسطي! هل هو اسلام الاخوان المسلمين! السلفيين! الوهابيه! ام المتصوفة ؟ ام خلافهم ؟
علي اي حال نجد ان الدكتور ، يجاهد في ان يظهر بمظهر الاسلامي المفكر ذاك ( الحوار الغلب شيخه) ! لكنه لم يخرج بإعجابه بابن عربي، ومعارضته لمحمود محمد طه، بأبعد من الفقهاء، فلقد تساوت معرفته وعلمهم!! لكنهم كانوا اشجع واصدق منه حديثاً!!
دعنا نحدثك عن ماذا قال الاستاذ محمود في احدي محاضراته، حين سئل عن ابن عربي، الذي تتشدق بمعرفته، ولاتقوي علي الدفاع عنه بي علم!
لقد ذكر حين سئل ان كان قد تاثر بابن عربي؟ فرد ( ابن عربي من كبار العارفين ، وانا أحب ان اقولكم حاجة ، انو ابن عربي لو كان اليوم موجود كان يبقي معانا، ابن عربي عظمة معرفته كان بيحلم باليوم دا ، كان هو في القرن السادس، كان بيحلُم باليوم دا، وبيحلُم بالدولة الجاية.. ( لنا دولة في آخر الدهر تظهر ..... تظهر مثل الشمس لا تتستر..) . وأجاب لكنني قد ( تأثرت بالغزالي والنبي) انتهي.

وبدل التخليط يا دكتور في العلاقة بين الفكرة الجمهورية، والتصوف، وتقافزكم البهلواني في الحديث، مثيراً للفتنة، في غير موجب! عن اخوان الصفاء، ثم تداخلات عن الشيعة، والإسماعيلية، ومحاولات ساذجة لربط جميع ذلك بالفكرة الجمهورية! من غير تأصيل او توثيق لتلك ( الونسة)، من كتب او محاضرات الفكرة الجمهورية، فلتقراء اذن بعضاً من ما ورد في كتاب (طريق محمد)
( إن التصوف الإسلامي، في حقيقته، هو تقليد السيرة النبوية..فالنبي، في خاصة عمله، قبل البعث، وبعد البعث، هو عمدة الصوفية، وإن كان اسم الصوفية لم يظهر إلا مؤخرا. فالصوفية، في حقيقة نشأتهم هم أنصار السنة المحمدية....) انتهي
ولم ينسي أمين حسن عمر ان يعلن للمشاهد السيل المعرفي! الذي يعلمه عن المتصوفة، ويكلمهم عن ( ان لو قرأت للجيلاني تحس بالانكماش).. انتهي
وهنا لايسعنا الا ان نصدقكم الحديث! فأمثال أمين حسن عمر ، تنكمش جلودهم من سيرة العارف بالله عبد القادر الجيلاني ! حفيد السيد الحسن بن العترة النبوية من جده العاشر ، فهو شيخ الزاهدين، قال عن مجاهدته لكسر نفسه
( أقمت في صحراء العراق، وخرائبها خمسة وعشرون سنة سائحاً، لا اعرف الخلق ولا يعرفوني، يا تيني طوائف من رجال الغيب والجان ، أعلمهم الطريق الي الله عز وجل، ومكثت سنة في في خرائب المدائن ، أخذ النفس بطريق المجاهدات، فآكل المنبوذة ولا اشرب الماء، فمكثت فيها سنة اشرب الماء، ولا اكل المنبوذة، وسنة لا اكل ولا اشرب، ولا انام) ...
وقيل انه سئل مره ما لنا لانري الذباب يقع علي ثيابك ؟ فقال اي شي يعمل الذباب عندي؟ وانا ماعندي شئ من دنس الدنيا ، ولا عسل الاخره).. وهو الذي دخل علي الله من باب الذل والافتقار!
ولذلك سيرة عبد القادر الجيلاني تقشعر منها جلود المتأسلمين !! وبحسبنا ان جماعة أمين ومشايخهم ، رزقهم من الفساد، واموال ( فقه التحلل)!!
ثم يتخبط تلميذ الترابي، في الحديث متقمصاً شخصية شيخه ، ضاحكاً مره، وساخراً تارة ، ومحركاً جسمه بلغة تتنافر ولغة قوله! ويقودنا كلاعب سيرك بهلواني!! كلّف بالإثارة ، والإعجاب، ليكلمنا عن ان محمود محمد طه قد قال ان الجهاد ليس اصلاً في الاسلام!! والزكاة ليس اصلاً في الاسلام، وصلاة الاصالة ، ونادي بالصلح مع اسرائيل ووو
نعم لقد ذٌكر في الفكرة الجمهورية ان الأصل في الاسلام، ان الانسان حر ، ومقابل حريته مسئولية يحميها القانون الدستوري، الذي يوفق بين حاجة الفرد إلى الحرية الفردية المطلقة ، وحاجة الجماعة إلى العدالة الاجتماعية الشاملة ..
وان الجهاد بالسيف اليوم ليس اصلاً في الاسلام! وانما الأصل الجهاد الأكبر، جهاد النفس (( ادع الى سبيل ربك بالحكمة ، والموعظة الحسنة ، وجادلهم بالتي هي أحسن ، إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله ، وهو أعلم بالمهتدين )) .
وحين نادي الاستاذ محمود محمد طه بالصلح مع اسرائيل، والاعتراف بإسرائيل ، وتحدث عن قلة حنكة زعماء العرب الدبلوماسية، وذكر ان أسرائيل هي كرباج العرب لله!!
و ذكر (ان العرب هم يحاربون بالعنصرية العربية، العنصرية الاسرائيلية "الصهيونية".. يهود يحاربون يهود)..
هب الاخوان المسلمين، ورجال الدين، والسلفيين، والأزهر والسعودية، وقامت الدنيا ضحيجيا من جميع اطرافها، وكتبت جميع صحف العالم الاسلامي، محمود محمد طه خائن، وكافر، ومأجور !! وحرضت عليه السفهاء والغوغاء، ثم استدار الزمان، وتسارع العرب سراً، وعلانية، لرفع اعلامهم بالتبادل في عقر دار اليهود! ولا عادت فلسطين السليبة! ولاشفع تباكي رجال الدين كل جمعة ، من اعلي منابر المساجد بان يدمر الله اليهود! وينصر فلسطين! ولا سلمت دول الجوار الاسلامي من الصلف الغربي! بل حاقت بالمتأسلمين النذارة النبوية ( لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر، وذراعا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب خرب لدخلتموه! قالوا أأليهود والنصارى؟ قال فمن؟ )... حتي دفعوا اليوم المسلمين اموالهم ! لدونالد ترامب عن يد وهم صاغرون!
لقد اعدم محمود محمد طه ! ومازال التحدي يواجه العرب والمسلمين!!

لقد اعتمد الاخوان المسلمين، والسلفيين، في حربهم علي الفكرة الجمهورية علي اثارة الفتنة، وتجييش المهووسين ، واستخدام العاطفة الدينية! وليس مقارعة الحجة والفكر، ولقد نجحت تلك الوسائل في السابق!
لكن لان الله عدل، يمهل ولايهمل، مكن ! في بلد الطيبين حكومة الإسلاميين، أصحاب ( الايدي المتوضيئة) ليحدثوا الشعب السوداني عن أنفسهم، وعن دينهم، وأخلاقهم، ومعرفتهم بالقرآن والسنة، بابلغ من حديث اي متحدث! فكذبوا بالدين، فشهد الناس اخبارهم، واسقط الله عنهم ستره، وشهد عليهم القاصي والداني!!
وللاسف لا يزال عمي السلطة! يغبش الرؤيا عند تلاميذ الترابي ، ولا يزالوا يحلمون بدورة جديدة تحت اسم المصلحون ! (وَإِن يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِن قَبْلُ، فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ ۗ ، وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ !) صدق الله العظيم

لذلك فلتحدثونا انتم! يا دكتور! بمعرفتكم الدينية للجهاد الاسلامي، وساحات الفداء في الجنوب، وأعراس الشهيد! والاحزمة الناسفة، وعبوات التفجير ، وكيف تحول موتي الجهاد الاسلامي في أحراش الجنوب، من شهداء الي ( فطايس) بحسب اتقاكم، ومرشدكم الترابي!!
وماذا عن التطرف! الذي تفضلتم بذكر انك كتبت فيه ثمانية مقالات مبوّبة!! وكيف ان العنف هو أصل في فكر الاخوان المسلمين!! وماذا عن قتل الأبرياء، وماذا قدمتم للبشرية من معرفة!! غير ان ادخلتم الانسانية جمعاء في نفق الرجعية وعصور الظلام!!
ولماذا لم تجاهدوا والجهاد عندكم من أصل الدين!! امريكا، واليهود، والمشركين بالدين الاسلامي، من الذين لا يعتقدون في النبي صلي الله عليه وسلم ؟ ولماذا عجزتم من ان تدخلوهم الاسلام ؟
ثم خالفتم الامر الالهي بالجهاد ( فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ۚ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)..
لماذا كان ( الانبطاح) !! حين ركع أميركم البشير لامريكا والصهيونية وباركتم ذلك المسعي!! ام من اجل حفنة دولارات!! تبيعون الله ورسوله والمسلمين ؟!

وماذا عن الزكاة ! فقبل ان تحاجونا في معرفة انها هي أصل في الاسلام ام فرع! فلتحدثوننا لماذا زاحمتم فيها الفقراء ! والمعدمين بالمناكب! و هلا حدثتمونا كيف استبحتم اموالها بينكم ، دونهم ، اولم يشهد ديوان الزكاة الفساد المالي المعلن علي اياديكم !
وماذا عن اموال الحج والاحتيال وسرقة مساكين حجاج بيت الله الحرام! ما بين أمراء واميرات الحج من اخوات نسيبة؟؟ ومابين حج للفقراء ، وقرعة حكومة، وتزوير، ووساطات، وحج فاخر للاغنياء!
في حين ان سيد الخلق صلي الله عليه وسلم، لا مال لديه فيحول عليه الحول ، اذ كان إنفاقه كل ما زاد عن حاجته، العفو، وهذا هو الأصل وليس الزكاة!
(قيل عندما تقدم يؤم أصحابه، كان، رافع أيديه للتكبيرة ثم أهوي، وهرول للحجرة، ورجع – رأي بعض الاستغراب في أعين أصحابه، فقال ((لعلكم راعكم ما فعلت قالوا:- نعم يا رسول الله. قال: فإني تذكرت أن في بيت آل محمد درهما، فخشيت أن ألقي الله وأنا كانز))

ان عداوة السلفيين، ورجال الدين، والهوس الديني، للاستاذ محمود محمد طه ، ترجع لسحبه البساط من تحت ارجلهم ومواجهتهم بمتاجرتهم بالدين في عهد مبكّر !! وليس غيرة علي الاسلام كما يدعون!! ولقد صدق محدثنا أمين حسن عمر ان موضوع تقسيم القرآن لأصول وفروع! يغض مضاجعهم!
وبزيادة أمثلة من الفكرة الجمهورية ان ( الرّق ليس اصلاً في الاسلام) ! وان الأصل في الاسلام الحرية ! وان الرأسمالية ليس اصلاً في الاسلام ، بل الاشتراكية هي الأصل !
وبالطبع هذا لايصادف هوي الإسلاميين فهم تجار ومستثمرين ، الرأسمالية هي عظم نخاع دينهم!
اما مأزق الرّق فلقد عجزوا ان يجدوا نصوصاً من الاسلام لكي تردع ( داعش) ! دولة الخلافة الاسلامية في بغداد، من سبي نساء الازيديين شمال العراق، واسترقاقهن وأطفالهن ، وتقسيمهن كغنائم ، وبيعهن في أسواق النخاسة والرقيق، وبيع الغلمان، امام ناظري جميع العالم!! مستندين علي مسوغات إسلامية، مرجعيتها تحكيم الشريعة الاسلامية وان الرق ( أصل في الاسلام)!
اعدمتم محمود محمد طه ! هل فتح الله عليكم بحل التعارض بين آيات القتال ، الرق، والحرية والاسماح !!!

وفِي استعراض عضلات معلوماتي! وتوصيف عالي الدراماتيكية، يحدثنا السيد أمين ، مادحاً عظمة، ومناقب الاستاذ محمود محمد طه، والذي عرف ( بالاتساق) التام في اقواله وافعاله!
وحدثنا عن اعجابه بلغة الاستاذ محمود واهتمامه بالفنون ، في وقت كان قليل جدا من المتدينين يهتمون بها، وكيف انه كان متقشفاً سكن بيت متقشف.. (جالوص) !! وهو المهندس منذ الأربعينات، و خريج غردون، الذي عمل بالسكة حديد ، وايضاً كمهندس خاص..
نعم يا أمين حسن عمر لقد نجح محمود محمد طه ، فيما فشل فيه الاخوان المسلمين، مؤتمر وطني وشعبي! الاخلاق، لان الميزان هو معيشة الدين، وليس التنطع به في التلفاز، وعبر خطب علماء السلطان ، ورجال الدين المأجورين!!
لقد اختار الرجل الحق، وان لم يصادف هواكم! جعل الاسلام السودان، واهله الطيبين ،غايتان لديه لايحيد عنهما، ولايمارئ في أمرهما، سكن بينهم، في أحيائهم البسيطة، واكل كسرتهم البايته، وخبزهم الجاف، صام عن اللحم الذي يشتهيه الفقراء ولايقدرون علي توفيره لابنائهم، وكان منهم ابنهم البار ، دراج عاطلهم، وقاضي حوائجهم..
جل همه (حال البلد) !! فكان اول سجين سياسي في تاريخ الحركة الوطنية ، كتب لهم الكتب، وأقام وتلاميذة المحاضرات، والندوات ، والمناظرات الفكرية، وحملات الكتاب ، لم يخفي معرفة للخاصة! واخري للعامة ! لانه شغل بوعيهم وتعليمهم ،فأوفد تلاميذه وتلميذاته ، يعرضون فكرته، حتي يسمعها الناس منه وليس عنه!
جابوا ارض السودان بجميع أقاليمه، من الشمال حتي الجنوب، ومن الشرق الي أقاصي الغرب البعيد! يقيمون اركان النقاش ، والمنابر الحره ، وصبروا علي جهالاتكم بالإسلام، وعنفكم ، وتشويهكم المغرض للفكرة الجمهورية، ومضوا يحذرون الناس من زيفكم ، وتطرفكم، وناهضوا دعوتكم للدستور الاسلامي المزيف! (الاخوان المسلمين يفوقون سؤ الظن العريض)

وبشجاعة يواصل ضيف حلقة سودانية 24 ، عن إشادته بمناصرة الاستاذ محمود محمد طه للمرأة ! واعطائها حقها كاملاً، ودعمه للمرأة في وقت باكر وسابق!!
نعم لقد اخرج الرجل تلميذاته كطلائع لأول عمل جماعي منظم ، في مجال الدعوة للدين، وخرجن يناقشن في الاسواق، والميادين العامة، يدحضن قول الفقهاء ( بان صوت المراة عورة)!!
خرجن كبقية السودانيات الصينات، بالثوب السوداني الابيض ، بالطبع هذا قبل ان تشتغلوا بتجارة استيراد العباءات والحجابات والنقاب، وترفعوا أسعار الثياب السودانية! وتغيروا ملامح الشعب السوداني!!
خرجن تلميذات محمود محمد طه ، مذكرات لشقائقهن من الرجال ( ان عفو تعف نسائكم)!! يقمن المنابر الحرة ويكلمن الرجال والنساء بحقوقهن، مطالبات (بتطوير شريعة الأحوال الشخصية) ، ومحتفيات بالمساواة من داخل الدين لانها ( أصل في الدين)!
وحين طرح الاستاذ محمود للشعب السوداني في السبعينات (مشروع الزواج بخطوة نحو الزواج في الاسلام) تزوجن بجنيه سوداني واحد، علي كتاب الله وسنة نبيه ، وكانت عصمة الزواج في أيديهن شراكة مع أزواجهن ، ورفضن تعدد الزوجات عليهن، ايضاً بفهم ان الأصل! في الزواج المراة الواحدة للرجل الواحد ( وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ)..

فهل يستطيع الاخوان المسلمين ورجال الدين ، من الذين يوزعون تهم الكفر ، والالحاد، يميناً ويساراً، عن كيف هي اوضاع النساء! وحال المرأة السودانية في عهد الحركة الاسلامية ؟؟؟

ولم تفوت السانحة علي د أمين حسن عمر، ليذكرنا بضعف الدين الذي اجتمعوا عليه! قال ان شيخهم الترابي كان عنده رأي في إعدام محمود محمد طه، ولكن هو وآخرون كانوا لايمانعون في السابق! اما الان ( متضاحكاً) ! فهو يري ان ذاك أمراً فادحاً لان الإعدام كان لأسباب سياسية!
وهذا التناقض يدلل بجلاء علي عدم أدب الاخوان المسلمين، فهم لايعرفون كيف يتأدبون حتي مع شيخهم د الترابي ، الذي لم يخالفونه الرأي فقط، بل بعد ان مكن لهم دولة إسلامية! كانوا يحلمون بها، جازوه بالعقوق ، والسجن بل ويتهمة الردة عند بعضهم!! لذلك عدم الأدب مع العارفين ، طرف من ذلك السلوك!
وحكم الإعدام الذي فيه يختلفون! كان بسبب منشور ( هذا او الطوفان) ورد فيه:
1- نطالب بإلغاء قوانين سبتمبر 1983 ، لتشويهها الإسلام ، ولإذلالها الشعب ، ولتهديدها الوحدة الوطنية..
2- نطالب بحقن الدماء في الجنوب ، واللجوء إلى الحل السياسي والسلمي ، بدل الحل العسكري. ذلك واجب وطني يتوجب على السلطة ، كما يتوجب على الجنوبيين من حاملي السلاح. فلا بد من الاعتراف الشجاع بأن للجنوب مشكلة ، ثم لا بد من السعي الجاد لحلها ..
3- نطالب بإتاحة كل فرص التوعية ، والتربية ، لهذا الشعب ، حتى ينبعث فيه الإسلام في مستوى السنة (أصول القرآن) فإن الوقت هو وقت السنة ، لا الشريعة (فروع القرآن) ..انتهي
هأنتم اعدمتم محمود محمد طه! فهل قدم الإسلاميين، حلولا ناجعة من الاسلام لحل مشكلة السودان!!



#بثينة_تروس (هاشتاغ)       Buthina_Terwis#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيتها المستشارة! حين اشتكي الشعب الفقر.. قطعتم أيديهم من خلا ...
- يا حكومة .. أيهما !علماء الاسلام ! الأمن السياسي! أم ترامب ؟ ...
- بل الأوجب ! إسقاط الرئيس .. والبرلمان!!
- العقوبات الاقتصادية ! الركوع .. والرفع منه !!
- (وسوقيها يا البنيه)..وكلمي علماء الوهابية!
- ما هكذا تستغفرون .. يا د علي الحاج !!
- لاخير في الأخوان المسلمين .. ولاخير في حكمهم!!
- رحلة فاطمة السمحة ! ومازال في وطننا ( الغول) !!
- مين الحرامي السرق ( الروب) ؟؟
- 30 يونيو .. العيب فينا !!
- كوليرا.. وموت.. و ( رمضانا سوداني) !
- عفواً أيها ( البارون) الحريات .. لتحصين (علي الحاج) وصحبه !
- ( طاعون) الرقص.. في دولة المشروع الإسلامي!!
- الحريات! في أسواق نخاسة (البدريين ) الشعبي والوطني!
- يبكي نافع ! ويبارك المهدي! وينكئ الشعب الجُرح المتقيح !
- فتاوي الفقهاء.. ( التحلل) للمتأسلمين ! والموت للمعسرين!
- بجهل الفقهاء ! يفر النساء من (الله) الي (سيداو) !
- (الداعشيون) ! ورجال الدين .. حَيّ علي الجهاد!!
- ست رقية شهيدة ! و(أم افريقيا) تمدد لي سيدها!
- ( إسرائيل) حكومتكم يا علماء السودان ! وكنائس الرب تشهد!!


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بثينة تروس - أمين حسن عمر! اما آن لك ان تتأدب في حضرة العارفين!