هيام محمود
الحوار المتمدن-العدد: 5693 - 2017 / 11 / 9 - 00:47
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
فكّروا في هذا المثال جيّدا إذا أردتم الخروج من كل "الصناديق" ومُغادرة "كلّ" السّجون , سيكون مقدمة لـ "حملة" شاملة في المستقبل : "الكبار" , كبارُ السنّ تُأخذ عنهم معارفهم بعد غربلتها من "ثقافتهم" التي لا تختلف كثيرا عن "ثقافة" العوام : فقط . وأنا هنا أتكلّم عن المُلحدين بالطبع وإلّا فأيّ "ثقافة" هذه التي سنأخذ عمّن أمضى عمره مُصدّقا لخزعبلات الآلهة والدين وما ينتج عنها من "ثقافة" البُؤس والعنصريّة والمهانة لحياةٍ واحدة لن تُعاد مرتين ؟ .. من حق هؤلاء أن يعيشوا "ثقافاتهم" ومن حقنا أن نقول لهم : شكرا "عمّو" , "ثقافتك" لا تلزمني .. أسأل سؤال بسيط : رجل (أو إمرأة) عمره 65 سنة مثلا , ملحد منذ سنوات و "علماني" كما يزعم , هل سيستطيع تجاوز "ثقافته" العربية الإسلامية ؟ الجواب : مستحيل ( إلّا ) من شذّ , قولوا لي هل تظنّوا أن هذا الذي أمضى 50 أو 55 سنة من عمره مُحتقِرا للمرأة مثلا سيتبدّل طبعه ؟ أكيد سيتغيّر في أشياء لكنّه لن يتغيّر بالكلية لذلك نستطيع تجاوز ما يُروّج له من بقايا بداوة لا ولن يستطيع التخلّص منها .. هل هذا يعني عدم "إحترام" "الكبار" ؟ .. السؤال "بدويٌّ" ويعكس ثقافة أُحادية مُنحطّة آن الأوان لنئدها إلى الأبد ودون أيّ شفقة أو ندم , السؤال لمن تمعّنه جيدا "ينسف" حرية التعبير من أساسها وينفي حق تواجد الرأي المخالف وإلا لماذا يُطرح السؤال أصلا ؟ وهو سؤال من نفس "فصيلة" إنتقاد المسيحية = تحريض على المسيحيين أو فضح الإسلام = كره للمسلمين .. قلتُ "نئدها" , بالجمع , "نحن" , ومن "نحن" ؟ .. أكيد نحن ملحدات وملحدون , أكيد أيضا أننا لم نمضي 40 أو 50 سنة من أعمارنا مسيحيين ويهود ومسيحيين والمؤكد أيضا أن الـ 40 أو الـ 50 سنة المتبقية من أعمارنا أبدا لن نعيشها بـ "ثقافة" الموت والقبح ؛ "ثقافة" العرب المسلمين اليهود المسيحيين . أزعم أن "ثقافة" العالم الذي نعيش فيه برمّته مبنيّة على بداوة الخرافة العبرية (يهودية , مسيحية وإسلام ) ؛ البداوة موت , الإيديولوجيا العبرية موت .. هذه دعوة للحياة التي نستحق والتي علينا نحن تحديد أطرها , فقط ( نحن ) , وليس "ديناصورات" عاشت أعمارها وتريد أن تعيش أعمارنا نحن , هذه دعوة لنزع أيّ قداسة عن كل فكر وعن كل بشر كائنا من يكون وإن ملك الأرض وحصل على 50 نوبل , الشيء الوحيد الذي "لا يُناقش" هو العلم المُحقق فقط وما عداه فلا , "لا يُناقش" إلى أن يأتي ما يُفنّده .. هذه دعوة للقطع جملة وتفصيلا مع "ثقافة" البدو العبريين , نعم "جملة وتفصيلا" وليس "وهما" أو "يوتوبيا" , سيكون الحال كذلك إذا أملنا ذلك مع مجتمعاتنا , خطابي ليس شأن "مجتمعات" بل "أفراد" , ما أكتبه في الحوار بحث عن "الفرد" وإعطاء كل المجد والحرمة والقيمة للـ "فرد" , وأنتَ سيدي الفرد تستطيع وأنتِ سيدتي تستطيعين , أنتما الإستثناء , أنتما الحياة وسط كل هذا البؤس والموت , أنتما من أحببتُ وأحبُّ وسأحبُّ إلى أن أُوارى , أنتَ "علاء" الذي أحبّ وأنتِ من ملكتْ عقلي وكل وجداني "تامارا" .. Hasta siempre mis amores ..
#هيام_محمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟