الشيعة ومأزق الإمامة والخلافة.!!

وفي نوري جعفر
كاتب
(Wafi Nori Jaafar)

الحوار المتمدن-العدد: 5692 - 2017 / 11 / 8 - 18:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

في البدء اود ان أوضح ان الموضوع هذا ليس القصد منه رفع منزلة اهل السنة وصحة مذهبهم او مذاهبهم المختلفة، فهم لا يختلفون عندي عن الشيعة بتصديقهم لأكاذيب محمد، بل إن اهل السنة سخروا من محمد أشد واكثر مما سخرَت منه الشيعة، وذلك بأحاديثهم البائسة والمضحكة والساقطة في صحاحهم وكتبهم، إذن فالطعن هنا يشمل كلا الطائفتين بل ويشمل دين محمد وقرآنهِ وإلههِ المزعوم بالكامل.!!

فاليوم الكل يعلم ان الاسلام منقسم الى مذهبين او طائفتين كبيرتين، هما طائفة السنة وطائفة الشيعة، والاختلاف الرئيسي والكبير فيما بين هاتين الطائفتين هو حول الخلافة، أي من يخلف محمد بعد موتهِ ويقود المسلمين ويحمل رسالة محمد من بعدهِ، وهي من الامور العظيمة التي يعتقد ويؤمن بها كل شيعي على أن الله أوصى وأمر بخلافة علي والائمة من ولده من بعد محمد، كما وإن الخلافة (الامامة) تعد اصل من أصول الدين الخمسة عند الشيعة، وهي (التوحيد، العدل، النبوة، الامامة والمعاد)، ومن لم يعتقد بخلافة وإمامة علي والائمة من ولده فلا يعدُ مؤمنا بنظر الشيعة.!!

ولو لم تكن الخلافة مهمة، أو كانت أمرا عادياً والاختلاف عليها بسيطاً، لما أحتجنا لذكرها او تسليط الضوء عليها، ولكنها بالحقيقة تعتبر قضية مهمة جداً ومفصلية بحيث إنها أدًت الى شقٍ عصى الإسلام والمسلمين على مدى 1400 عام ووقعت بسببها أحداث جسيمة من قتل وتشريد وسبي واغتصاب وتناحر وتكفير.!!

وما أريد تسليط الضوء عليه اليوم والتي يسميها الشيعة (شبهة) حينما يسألون عن هذا السؤال، وهو لماذا لم يذكر الله أسم علي وأبنائه من خلفاءِ محمد بنصٍ واضحٍ وصريحٍ بالإسم في القران كما ذكرت بالإسم باقي اصول الدين الاربعة؟ ولماذا اكتفى محمد بأحاديث فقط نصت على إمامة علي وهو يعلم إن أمتهِ ستختلفُ عليها من بعده؟ أو لماذا اكتفى هو والههِ بذكر آيات يقال انها نزلت بحق علي واولاده وأشارت ولمًحت الى خلافتهم وهو أي محمد وإلههِ يعلم ان امةِ محمد ستختلف في تفسير هذه الايات من بعده؟

وبما أن أمر الخلافة بغاية الاهمية وعليه يتوقف اتحاد المسلمين وعدم انشاققهم، فكان الأجدر بمحمد وإلههِ أن يذكروا اسماء الخلفاء في القرآن لأنه الدليل والكتاب الوحيد الذي لا يستطيع المسلمون على اقل التقادير إنكاره ونفيه او الاختلاف عليهِ، وبهذا يغلقون الباب على كل من يريد ان يشق عصى الاسلام والمسلمين.!! هذا إذا علمنا وعرفنا ان محمداً وإلههِ يريدون خيراً بالمؤمنينً، أما إذا كانوا يريدون شراَ بهم ويكذبون عليهم فهذا بحثٌ آخر.!!

دعوني اسلط الضوء على بعضٍ من ردود وتبريرات الشيعة حول عدم ذكر إسم علي في القرآن:

1- أنّ المصلحة الكبرى اقتضت عدم ذكر اسم علي في القرآن الكريم، ذلك لأنّ الانتهازيين والمتربصين ربما يتآمرون على قتل الإمام حتّى يخلو الجو لهم ليحققوا أغراضهم بعد رحيل النبي.!!

- جوابي: (على أساس إن الامام علي لم يقتل، وحتى لو قتلوا علياً فماذا عن باقي الخلفاء من أولاده هل سيقتلونهم أيضاً؟).!!

2- أن الله ذكر عليا عليه السلام بالصفة في آيات كثيرة تدل عليه، حسب قول التفاسير والاحاديث كقوله تعالى: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ). وكذا قوله: (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ)، وكذا قوله: (أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)، وغير ذلك من الآيات الكثيرة، وهذه كافية في الدلالة على فضل أمير المؤمنين، ولا حاجة لذكره بالاسم ما دامت الصفة وافية ببيان المراد.!!

- جوابي: (للأسف هذه الآيات الدالة كما تزعمون لم تكن كافية والنتيجة لم يصدقكم في تفسيرها جموع اهل السنة، وهي فقط مراوغة والتفاف منكم ومن محمد وإلههِ).!!

3- أن الله أراد أن يحفظ القرآن من كل تحريف وتبديل، وذكر اسم علي يستدعي تحريفه وتبديله، لأن أعداء أمير المؤمنين كثيرون، ومن تعاقب على حكم المسلمين لا يقر له قرار إلا بمحو اسم علي من القرآن، وبذلك يُحرَّف القرآن ولا تتحقق أي فائدة من ذكر اسم أمير المؤمنين فيه.!!

- جوابي: (وبهذا تكذبون الله بقوله "إنا نحن نزًلنا الذكر وإنا له لحافظون" ، فعلا العذر اقبح من الفعل).!!

4- أن من كان معاندا حاقدا على أمير المؤمنين لا ينفع معه ذكر اسم علي في القرآن، فإن كل آية في كتاب الله ورد فيها اسم علي فإنه سيؤولها ويحرف معناها، فيجعل الآية خالية من معناها المراد، فتنتفي الفائدة من ذكر اسم علي في كتاب الله.!!

- جوابي: (التفاف واضح وصريح وكذب لا داعي له).!!

5- أن القرآن قد تكفل بذكر العمومات وأما تفاصيل الشريعة فتكفلت ببيانها السنة النبوية، والسنة النبوية قد أوضحت خلافة أمير المؤمنين عليه السلام بجلاء لمن كان له قلب، أو ألقى السمع وهو شهيد، وكما أن كتاب الله حجة، فإن سنة النبي حجة كذلك، ومتى ما جاء حديث واحد فيه إشارة إلى فضل علي أو كان دالا على أنه هو الخليفة من بعد رسول الله كفى، ولا حاجة لطلب آية تدل على ذلك قد صرح فيها باسم علي.!!

- جوابي: (الجلاء والوضوح لم ينفع معكم ايها المسلمون سواء من القى السمع او كان شهيد، ودليل ذلك فان الاحاديث اختلفتم وتنازعتم على صحتها).!!

6- أن الحكمة الإلهية قد اقتضت عدم ذكر اسم الإمام علي بن أبي طالب وغيره من أئمة أهل البيت في القرآن الكريم، ونحن لا نعلم وجه الحكمة في كثير من الأمور، وهذا واحد منها، كما أن الحكمة الإلهية قد اقتضت عدم بيان تفاصيل كثيرة من أمور الشريعة في القرآن الكريم، كأحكام الصلاة والزكاة والصوم والحج وغيرها، ولم يقدح ذلك في وجوب تلك التفاصيل.!!

- جوابي: (هذا هو مربط الفرس، هنا يتم تقزيم العقول وتجميدها .. فالحكمة الالهية اقتضت ونحن لا نعلم وجه هذه الحكمة).!!

طبعاً لمن أراد المزيد من التأويلات والتبريرات والترقيعات الضعيفة والتافهة فليبحث عنها فهي كثيرة بكثرة عدد أيام سنين الاقتتال والاحتراب بين الشيعة والمذاهب الاخرى المختلفة معهم أو الرافضة لمبدأ الخلافة والإمامة.!!

إذن وبإختصار فإن كل الردود والتأويلات على هذه القضية المهمة ولمن اراد ان يعرف حقيقة أمر الخلافة (وليست شبهة) فبالتأكيد انها لا تحتاج الى تعقيد أو التفاف أو تأويل أو أو ترقيع وفلسفة زائدة لا طائل منها من قبل رجال الشيعة، فمهما كان تأويلهم ومهما كان تبريرهم فهو بالتأكيد سيكون تبرير وتأويل زائف مجافي للحقيقة وخارج عن المنطق والعقلانية المجردة.!!

إنتظروني في الحلقة القادمة لأحكي لكم عن كذبة وخرافة جديدة لمحمد وتصديق الشيعة والسنة له وهي خرافة (المهدي المنتظر).!!

******************************************

ملاحظة: كل الاديان على الارض هي من صنع البشر.!!

#وفي_نوري_جعفر (هاشتاغ)       Wafi_Nori_Jaafar#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين