|
آية الحمير (1)
سامي الذيب
(Sami Aldeeb)
الحوار المتمدن-العدد: 5692 - 2017 / 11 / 8 - 13:19
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كم اود لو أن عالمنا العربي والإسلامي رجع إلى الروحانيات الصامتة، المتأملة، المتمعنة، المتدبرة روحانيات الراهب في صومعته روحانيات العالم في مختبره روحانيات العامل في عمله روحانيات الفيلسوف في تأمله . ارجع لمقولة الفيلسوف زكي نجيب محمود دخلت مكتبا في ديوان حكومي لأقضي بعض شأني فوجدته يموج بالزائرين الصائحين الصاخبين، فقلت يستحيل أن ينتج هذا المكان شيئا... ومشيت في الشارع فسمعت عجيجا وضجيجا وجلبة وصياحا، فقلت: يستحيل ان يكون هذا مكانا من بلد يعرف أهله العمل والإنتاج. انظر النص كاملا في مقالي: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=577120 . كم كان محقا السيد المسيح عندما قال: وإذا صليتم، فلا تكونوا كالمرائين، فإنهم يحبون الصلاة قائمين في المجامع وملتقى الشوارع، ليراهم الناس. الحق أقول لكم إنهم أخذوا أجرهم. أما أنت، فإذا صليت فادخل حجرتك وأغلق عليك بابها وصل إلى أبيك الذي في الخفية، وأبوك الذي يرى في الخفية يجازيك. وإذا صليتم فلا تكرروا الكلام عبثا مثل الوثنيين، فهم يظنون أنهم إذا أكثروا الكلام يستجاب لهم. فلا تتشبهوا بهم، لأن أباكم يعلم ما تحتاجون إليه قبل أن تسألوه (انجيل متى 6:5-8) . يفتخر المسلمون بأنهم حملة القرآن وأن كثيرًا منهم من حفظة القرآن ويطالبون بتطبيق القرآن في حياتهم وتحكيم شرع الله ولكن كم منهم ملتزم بمبادئ القرآن الأخلاقية؟ ألا يصدق عليهم كلام القرآن: مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (سورة الجمعة 5)؟ . اتريدون برهانا على ما اقول؟ يكفيني ان اطرح عليكم السؤال التالي: كم من مسلم يعرف آية الحمير ويلتزم بها؟ يا بني اقم الصلاة ... واغضض من صوتك ان انكر الاصوات لصوت الحمير (سورة لقمان 17 و 19) . الهدف الأول للآذان اليوم هو فقط ازعاج الغير، خاصة غير المسلمين، وفرض التدين على المجتمع بالنهيق من أعلى المآذن، دون أي احترام للآخرين ودون ذوق ودون أدب الآذان هو اكبر دليل على ان مجتمعنا عديم الأخلاق هو اكبر دليل ان تربيتنا تربية وسخة هو اكبر دليل على اننا غير مربيين، أولاد وسخة. . آية الحمير في القرآن هي في رأيي من أهم آيات القرآن واكثر الآيات التي يحتاجها مجتمعنا ان اراد الرجوع إلى العقل والأخلاق الحميدة . ولذلك قررت ان أبدأ معكم سلسلة مقالات عن آية الحمير وأخواتها في القرآن لعل وعسى ان يفيق العالم العربي والإسلامي من جنونه الغوغائي وقلة ادبه ودعوني أولا اذكر آية الحمير في سياقها الكامل. . جاءت آية الحمير في سورة لقمان. تقول هذه السورة في الآيات 12-19: وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ . وسوف احكي لكم في المقال القادم قصة لقمان... حكيم الشرق، للتعرف على حياته. . النبي د. سامي الذيب مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com طبعتي العربية وترجمتي الفرنسية والإنكليزية للقرآن بالتسلسل التاريخي: https://goo.gl/72ya61 كتبي الاخرى بعدة لغات في http://goo.gl/cE1LSC يمكنكم التبرع لدعم ابحاثي https://www.paypal.me/aldeeb
#سامي_الذيب (هاشتاغ)
Sami_Aldeeb#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بلاغة القرآن المزعومة (2) رأي معروف الرصافي
-
بلاغة القرآن المزعومة (1)
-
ملك الحمير حمار
-
الأزهر وكتابي حول أخطاء القرآن
-
لماذا لا يقرأ العربي؟
-
الآذان وخراب البلدان 6
-
الآذان وخراب البلدان 5
-
الآذان وخراب البلدان 4
-
الآذان وخراب البلدان 3
-
الآذان وخراب البلدان 2
-
الآذان وخراب البلدان 1
-
نصيحتي لولي العهد السعودي
-
على العرب والمسلمين السلام ما دام دين الدولة الإسلام
-
من وحي التوراة: الخمر والميسر في القرآن
-
من وحي التوراة: البحر واليم في القرآن
-
على ابواب ميلاد دين جديد
-
تحفيظ القرآن والعصا لمن عصى
-
عنصرية اسرائيل والدول العربية والإسلامية
-
مترجم القرآن وعروسك قمر
-
القرآن يخالف حقوق الإنسان
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|