|
ماذا فى بيان كهنوت ٱلمسلمين؟
سمير إبراهيم خليل حسن
الحوار المتمدن-العدد: 1469 - 2006 / 2 / 22 - 08:28
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أصدر رجال كهنوت ٱلمسلمين بيانًا أطلقوا عليه ٱسم "بيان دعاة المسلمين". وما طلبوه فيه ما هو إلا لتعزيز سلطة ٱلطاغوت فى بلادنا ومحاولة لمدّ يد ٱلطاغوت إلى بلاد ٱلغرب ٱلديمقراطى. لقد ورد فى ٱلفقرة 6 من ٱلبيان: "كما أننا ندعو منظمة المؤتمر الإسلامي ومن ورائها دولنا وحكوماتنا وكذلك المجتمع الدولي إلى العمل على استصدار قرار من هيئة الأمم المتحدة يجرّم الإساءة إلى نبي الله محمد، أو نبي الله عيسى، أو نبي الله موسى، بل إلى سائر أنبياء الله عليهم السلام". وفى هذه ٱلدعوة طلب لتشريع يعطى لهذا ٱلكهنوت ومن ورآئه سلطة ٱلطاغوت فى بلادنا حقّ تجريم مَن لا يؤمن بدينهم ٱلذى صنعوه وٱلذى يمارسون ٱلإكراه به ويوقعون على مَن لا يتبعهم ويخضع لمفهومهم عن ٱلدين أشدّ ٱلعقوبات ٱلتى تصل إلى مفهومهم ٱلوحشى "هدر ٱلدم". وهم فى طلبهم هذا ينكرون ما جآء فى كتاب ٱللَّه من أنه (لاۤ إكراه فى ٱلدين. لكم دينكم ولى دينِ. قل ٱلحقُّ من ربِّكم فمن شآء فليؤمن ومن شآء فليكفر. كلُّ نفسٍ بما كسبت رهينة. ولا تزر وازرة وزر أخرى. ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرّة. لست عليهم بمصيطر). وقد أكد ٱلموقعون بأن "نصرة نبينا لا تكون بمخالفة شرعه"! فهم لهم نبيّهم وقد جعلوا له شرعًا يناسب ٱستبدادهم وجنونهم. وهم لا يذكرون أنّ ٱلشرع هو شرع ٱللّه كما يبين بلاغه ٱلعربىّ: "لِكُلٍّ جَعَلنَا مِنكُم شِرعَةً ومِنهاجًا ولو شَآء ٱللَّه لَجعَلَكُم أُمَّةً وٰحِدةً ولكن لِيبلُوَكُم فى مآ ءَاتٰٰكُم فاستَبِقُوا ٱلخيراتِ إلى ٱللَّه مرجِعُكُم جَمِيعاً فَيُنبِئُكُم بِمَا كُنتُم فِيهِ تَختَلِفُون" 48 ٱلمائدة. وجآء عن هؤلآء فيما نقلته ٱلعربية نت من مصادر خاصة أن ٱلموقعين على هذا ٱلبيان هم فريق ٱلمعتدلين من ٱلكهنوت ٱلإسلامى وأنّ ٱلكاهن يوسف ٱلقرضاوى ٱلذى يزعم ٱلوسطية قد ٱمتنع عن تأييد بيانهم (ٱلمعتدل كما يزعمون) وهو يطالب بٱلتصعيد حتى يبلغ ٱلسيل حدّه فى ٱلفيض وٱلانتشار. وهو بموقفه هذا لم يخالف منهاجه ٱلمعروف عنه من أنّه أمام للمرجفين فى ٱلمدينة. كما خرج ٱلإمام ٱلأكبر لكهنوت ٱلأزهر على شاشات ٱلتلفزيون ليؤكد ٱلطلب بذلك ٱلتشريع. وإلا لن تتوقف أعمال ٱلتحريض ودفع ٱلأتباع إلى ٱلشوارع يصيحون ويخربون. وكان أصحاب ٱلبيان قد قالوا فى بيانهم أن هذه ٱلأعمال ٱلمخربة جآءت لتنصر ٱلرّسول "فإننا نشدّ على يد الأمة التي هبت لنصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم - وهو أمر يؤكد أن هذه الأمة حية - كما أننا ننبه على أن تكون هذه النصرة مرآة لنهج الحبيب صلى الله عليه وسلم من خلال تصرفات أمته". فهم يتوهمون نصرا من قبلهم لرسول ٱللَّه محمّد وهم لا يذكرون أنّ ٱلنصر من عند ٱللَّه. وقد نصره ربُّه عندما كان يبلّغ رسالته وحيدا ودولة. وهو ٱلذى عصمه من ٱلناس وكيدهم فى حياته. أما ما يفعله هؤلآء ٱلناس من ٱلصياح وٱلتخريب فهو ٱلذى يلحق بٱسم محمّدهم ما يُلحق به. إلا أنّ هؤلآء قد أظهروا فى بيانهم ٱلمعتدل ما لم يقبله كاهن ٱلمرجفين بقولهم: "ومع هذا فإننا ندعو المسلمين إلى الانضباط بضوابط الشرع الحنيف ونرفض مقابلة الإساءة بما لا يجيزه الشرع من نقض العهود والمواثيق المحترمة في شريعتنا بالاعتداء على السفارات أو الاعتداء على الأنفس المؤمّنة وأمثالها من الأعمال غير المرضية، والتي قد تشوه عدالة مطالبنا أو تتسبب في عزلنا عن مخاطبة العالم. فإن نصرة نبينا لا تكون بمخالفة شرعه". وقد برز من زعمهم بٱلاعتدال أنهم يطلبون حفظ مطلبهم ٱلأساس فى ٱستمرار سلطتهم بٱلتذكير ٱلتالى: "وإننا هنا نذكر الأمة بضرورة إحياء الصلة بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم محبة واتباعا وإحياء لأخلاقه وهديه الشريف. وأن لا يكون انتهاضهم للنصرة مجرد ردة فعل تنتهي بانتهاء الحدث، بل ينبغي أن يكون هذا الأمر حيا في الأمة ما بقيت". فهم يدعون إلى ما يزعمون به من محبة وٱتباع ولم يدعوۤا إلى علم وتدبير وفكر. وهم يطلبون أن لا تنتهى ردّة ٱلفعل ٱلجنّىّ (ٱلغريزىّ) لهؤلآء ٱلتابعين ٱلمحبين ويريدون منهم أن تستمرّ ردّة فعلهم ٱلجنّيّة حيّة فى حياتنا.
#سمير_إبراهيم_خليل_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يا حملة ٱلروح فى ٱلأرض ٱنتبهوا
-
ٱليهودى وٱلاسرٰءيلى وٱلمسلم
-
ٱلمصرف ٱلصناعى ٱلسورى وٱلصناعة ¤
...
-
ٱلديمقراطية وٱلفيدرالية سبيل ٱلمؤمنين
-
محمَّدهم عدوّ لمحمَّدٍ رسول ٱللَّه
-
عودة على حوار
-
ٱلكاريكاتير وٱلضغوط من أجل ٱلإصلاح
-
ٱلإسلام للترف وٱلفسق فى بلاد ٱلشَّام
-
هل يستطيع ٱلشعب ٱلفلسطيني حماية ٱختياره؟
-
ٱلمسلمون هم ٱلمسئولون عن ٱلأفكار ٱلم
...
-
ٱلمعصوم وٱلمصطفىٰ
-
ٱلتطرف جماعىّ وٱلتوسط فردىّ
-
وطن أم سجن؟
-
قرءانىّ ! تهمة يطلقها ٱلمسلمون على مَن يتبع ٱلقر
...
-
محطة ٱلجزيرة وممارسة ديمقراطية ٱلظلام
-
مجتمع مكَّة ومجتمع ٱلمدينة من ٱلأمس إلى ٱل
...
-
حديث ٱلرَّسول وحديث ٱلنَّبىّ
-
ٱلأمريكيون هم ٱليوم رسل إقامة دين ٱلحقِّ ف
...
-
أصل ٱلإنسان
-
كلمة -حداثة- لا تدلّ على جديد
المزيد.....
-
خطوة بخطوة هتستقبليها .. تردد طيور الجنة الجديد 2024 فرحي وا
...
-
قوات الاحتلال تصيب طفلاً وتعتقل آخر وشاب في نابلس وسلفيت
-
ممثل الجهاد الاسلامي بسورية يؤكد عدم استهداف اي من كوادر الح
...
-
الجهاد الاسلامي تنفي نفيا قاطعا الانباء عن استهداف امينها ال
...
-
الجهاد الاسلامي تنفي بقوة الانباء عن استهداف امينها العام زي
...
-
الاحتلال يجدد إبعاد مُسنيْن عن المسجد الأقصى
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا لجنود الاحتلال في خ
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تهاجم بمسيرات انقضاضية ثكنة يفتاح
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة كابري بصلية صاروخ
...
-
مراسل العالم: مصادر مسؤولة في الجهاد الاسلامي تؤكد عدم استهد
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|