سعيدي المولودي
الحوار المتمدن-العدد: 5690 - 2017 / 11 / 6 - 18:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قالت الجهات العليا للجهات السفلى:
- ويحك.. هنا السيف في الأعالي، فجأة قد يخرج من غمده، فلا تلتفتي يسارا، أو تذرفي دمعة الخروج. كل خطوة خارج طرقات البقاء على قيد الحكومات سراب أو خراب. كي تقتربي من صخر النجاة. ادخلي هذا المستنقع الديموقراطي. السيل لا يفكر في مجراه، هذا قَدَر الأوحال.
قالت الجهات السفلى:
- نحن الأسافل لا نعلو.العين لا تعلو على الناصية والحاجب. والسفح لا يعلو على القمم ،نحن الوطيئات نضع أثقالنا في هذه الطريق المقطوعة، ولا نبتغي غير مزيد من متاهات الانحدار.السافل دائما أعمى.فأعطنا من فتات بصيرتك.
قالت الجهات العليا:
اهبطي للقعر، للوراء، هناك، حيث الغيوم الديموقراطية الملوثة بالزيف والخيانات العظمى، والولاءات العمياء. ولا تهتفي بمتاعبك. تعلمي الركوع في هيئة استقلالية القرار،الطريقة الفعالة في الهبوط والوصول.
قالت الجهات السفلى:
نحن مملكة من الموتى، نسند رؤوسنا لسيلكِ الجارف. لا نعلو. نحن الأقدام التي لا تعرف الطريق، والغبار الذي تسوقه الريح. الحضيض الأخير..
قالت الجهات العليا:
ضعي حقائبك في قلب الزحام،نحن نهيء جيلا جديدا من اللصوص المأجورين، والبيادق الأتباع الراقصين على الحبال.فاقتربي من الحافات العليا، هذا الجدار، ثمة ستريْنَ وجه السلطان، وكل شيء رهن إشاراته: الأحزاب المتصببة عرقا، الانتخابات المنكسة كأنفاس الهزيمة، المناصب العليا المتدلية كأسنان المشط، التي لا تتعب من النهب، الديمقراطيات المبعثرة كأشتات الرصيف، الامتيازات الصارخة المخبوءة في أكثر من جُحْر...
ثمة، حيث السلالات والأحفاد، والأحقاد تنحني، وتنحدر في هدوء الخوف نحو هوة السلطان.
قالت الجهات السفلى:
غشيتنا الظلمات، نحن الجواري المشدودات الأعناق، ما ملكت الأيمان، أيادينا مقطوعة، نتوسل حماك،أو رضاك، الحكومات، التفاحات بوابات الخطايا، تلوِّح من بعيد حيث الذئاب تعوي والشعب ينسج رؤياه في الظلام...
نحن العملاء العراة
لن نتعب من العواء
كفانا حاجة إلى اليقين
لن نتعب من الركوع
نحن أسافلك النكرات، الفاقدة لكل الصلاحيات
فساعدينا على السقوط كي لا تطاردنا لعناتك من جديد.
#سعيدي_المولودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟