|
أقليم كوردستان ومستقبل العراق..انتهت الصلاحية
عزت ياور مراد خان
(Nada Khan)
الحوار المتمدن-العدد: 5690 - 2017 / 11 / 6 - 04:32
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اقليم كوردستان ومستقبل العراق..انتهت الصلاحية
فكرة بقاء العراق كدولة واحدة موحدة بجميع المكونات والأطياف لم يعد ممكنا ، اليوم أو غد سوف يرى من يجد نفسه بمعية الاقوى من حلفاء المنطقة خارج هذه الواحدة الموحدة! ولان كل دولة لها تاريخ صلاحية معين ، ينتهي بعد حقبة معينة ،وعبر التاريخ اقدم الحضارات عند أولى الإمبراطوريات ، من مكان شروق الشمس كثير من هذا الدول حكمت كثيراً واندثرت فجأة ،الامبراطورية الاشورية التي قامت في مدينة اشور شمال (بلاد مابين النهرين) موجودة حاليا بأسماء دول (العراق وسوريا وتركيا) ، (الدول مابين نهري دجلة والفرات) ، لم يكتفي الاشوريين برقعتهم الجغرافية فكان لهم ان يوسعوا نطاق حكمهم الى شمالاً لمدينة نينوى ونمرود وخورسباد والاستيلاء على فينقيا فقاموا على شن حروب على ايران وسوريا وتركيا عبر فترات زمنية فتكونت الامبراطورية الاشورية لتكون اسم مهم في ذلك التاريخ ،حتى جاء الاضمحلال سنة 612 ق.م على يد (سين شار اوشكن) الابن الثاني لنبوخذ نصر ملك بابل بعد عدة معارك انتهت بسقوط نينوى . الاخمينيون او الاخمينديون كونوا امبراطوريتهم في بلاد فارس سنة 559 ق.م وذهبوا كثيراً (من الشرق الادنى حتى مقدونيا ومابينهما كانت السند مرورا بليبيا )، فيظهر اسكندر المقدوني ويدخل بابل وسوسة وبرسبوليس ، فينسحب اخر ملوك الاخمينيون شرقا الى هركانية ويُقتل سنة 330 ق .م . هذا الحال ينطبق كثيرا على الاموريون وساسان والدولة الصفوية والعباسية والاموية والمملكة العراقية حتى الغرب لم يسلم من اندثار الدول والامبراطوريات ،الامبراطورية الرومانية وبعدها بقرون اوربا الحديثة ،جيكوسلفاكيا والاتحاد السوفيتي، كلها كانت امبراطوريات ودول تحت حكمها مكونات وأعراق واديان متشعبة حكمت كثيرا ،لكن لم تستمر فينتهي، لأسباب عديدة اهمها، اختلاف الاعراق والمكونات،أو تكّون تلك الدولة بقوة السلاح، كل شيء سوف ينتهي عاجلاً أم أجلاً ،لهذا بعيدا عن العواطف علينا ان نستدرك التاريخ فهو ليس للقراءة فقط قدر ما هو للاستفادة والمقارنة ان سمح بها،التاريخ يعيد نفسه!!. ولا ننسى كيف تأسس العراق في بريطانيا ،حيث أعلن عن المملكة العراقية بعد عقد مؤتمر القاهرة الذي عقدته (المملكة المتحدة) سنة 1921، ليكون الملك فيصل الاول ملك العراق ،ويعلن انتهاء حقبة الاحتلال العثماني وولايات (الموصل وبغداد والبصرة) ،فأصبح العراق كيان كامل يمتد من زاخو للبصرة ،بهذا الشكل الذي نراه الان. نحن نريد العراق بهذا الشكل الذي تعودنا عليه وهذا صعب ان يستمر طويلا ،فقد تغيرت الخارطة قبل وقت ليس ببعيد عندما تم اقتطاع (آلبوكمال وعرر وجزء من شط العرب). هناك مصالح لقوى كبرى لها الاسبقية في ان تكون صاحبة القرار الاخير أو الطبعة الاخيرة للشكل المطلوب ، فهم يستخدمون الدول ومنها العراق صاحب الارض المنتجة للطاقة والموقع الجغرافي ،وأدوات التقسيم تبقى بيد الاقوى ، لغرض ضرب البعض بالاخر ، كما يسمى سياسيا (توازن قوى) ،فأذا تطلب الامر ان يكون العراق اقاليم فيجب ان يكون اقاليم ،وأذا بقيت جمهورية العراق ،لها ما أرادت!. لهذا القرار النهائي ليس بيدك ويدي ياصديقي ،أنه قرار الاقوى .. ياسيدي نحن لانملك حتى القدرة على صناعة عود الثقاب فنحن شعوب مستهلكة لامنتجة !والمعروف أن أي دولة صاحبة القرار في دولتها يجب ان تمتلك (اقتصاد حر) ،او ان ترضخ للاقوى . لهذا اجد ان العراق لربما خلال السنين القادمة لن يكون له شكله الحالي! فسوف يتحول الى اقاليم او دول مصغرة وهذا الاقاليم سوف تتحالف مع (نظيراتها ) من دول المنطقة التي سوف تستمر بمسمياتها حتى ينتفي الغرض منها! وتضمحل او (تتأقلم كأقاليم)،على سبيل المثال اقليم كوردستان يتحالف مع كورد سورية وتركيا ولربما ايران ،واقليم السنة ،سيكون قريب جداً من الخليج والدول العربية واقليم الشيعة له التحالف مع ايران وأقليات السعودية والكويت والبحرين ! . لنعود للكورد بما أنه هم أول من دعى للانفصال ونستعرض أمكانياتهم ومدى نجاهم في تأسيس دولة كوردستان ،الكورد لديهم مقومات مهمة تساعدهم على تكوين دولتهم بعيدا عن العراق ، فهناك (كوردستان الكبرى) بداياتها في العراق ولاحقا مع كورد سوريا ،هذا الموقع الاستراتيجي العظيم فهو يطل يمتد الى البحر الابيض المتوسط حيث (المنفذ) أي الاقتصاد الذي هو من اهم مقومات الدولة (المنفذ البحري) حيث الموانىء والتجارة الخارجية، الى جانب البنى التحتية التي تتطور سريعا لتكوين اقتصاد حر،فحجم الاستثمارات في كوردستان كان مضاعف خلال الفترة من 2003 ولحد اليوم ،على عكس المركز في بغداد ! ، لاباس لاحقا من ان يكون الحلم الاكبر ب(كوردستان الكبرى) مع اجتماع كورد ايران وكورد تركيا ولكن! بعد ايجاد الاجواء الملائمة فأيران لن تقسم حاليا ولن يقتطع الجزء الكوردي من تركيا على الاقل في الوقت الحالي ،فهناك مصالح لامريكا والحلفاء في ابقاء لعبة (الكر والفر) بينها وبين ايران وتركيا ، مرة اليورانيوم الايراني والتخصيب ومرة تركيا وحلم شفاء ( الرجل المريض) واحياءه . هكذا هي السياسة ..وهكذا تضمحل الدول والمسميات كامبراطورية او مملكة او جمهورية ..فقط يعطونا اسماء دولنا ونحن نتعلق بها وبعدها يفطمونا منها ..انتهت الصلاحية!!
#عزت_ياور_مراد_خان (هاشتاغ)
Nada_Khan#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
القومية والدين السلاح السياسي العتيق
المزيد.....
-
كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟
-
فيديو مروع يظهر هجوم كلب شرس على آخر أمام مالكه في الشارع
-
لبنان.. عشرات القتلى بالغارات الإسرائيلية بينهم 20 قتيلا وسط
...
-
عاصفة ثلجية تعطل الحياة في بنسلفانيا.. مدارس مغلقة وحركة الم
...
-
مقتل مسلح وإصابة ثلاثة من الشرطة في هجوم قرب السفارة الإسرائ
...
-
اتفقت مع قاتل مأجور.. نائبة الرئيس الفلبيني تهدد علنا باغتيا
...
-
العثور على جثة الحاخام المفقود في الإمارات وتل أبيب تعتبر ال
...
-
سكوت ريتر: بايدن قادر على إشعال حرب نووية قبل تولي ترامب منص
...
-
شقيقة الملك تشارلز تحرج زوجته كاميلا وتمنعها من كسر البروتوك
...
-
خبير عسكري روسي: واشنطن أبلغت فرنسا وبريطانيا مباشرة بإطلاق
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|