|
عقوق الوالدين لأبنائهم
رياض محمد سعيد
(Riyadh M. S.)
الحوار المتمدن-العدد: 5688 - 2017 / 11 / 4 - 16:07
المحور:
المجتمع المدني
عقوق الوالدين لأبنائهم قد يبدو للبعض او لربما يعتبرون هذا الموضوع طرحا جديدا عندما نتحدث عن عقوق الأباء و الأمهات لأولادهم و ذلك إنطلاقا من مسؤولية الآباء تجاه أبنائهم وليس التركيز فقط على عقوق الابناء لوالديهم ، إذ تنطوي ظاهرة عقوق الأباء و الامهات لأبناهم على سلب إحدى أو كافة حقوق الأبناء ، أو حرمانهم من القيام بواجب معين أو أن تفرض عليهم عقوبة معينة دون أي سبب وجيه او معقول وهو ما يعرف بالحرمان التعسفي ، وإن كان البعض يقلل من اهمية هذا الموضوع لقلة او ندرة حدوثه وهذا غير مقبول ، إذ ان ذلك يتعارض اولا مع ما تدعو إليه قيم الدين الاسلامي الحنيف الذي يحرم إنتهاك حقوق الأفراد حتى لو كانوا أبنائنا وإنما شرع لنا أساليب تحث على ديمومة وبناء علاقة بين الآباء والأبناء مبنية على الود والتراحم . ويتعارض هذا السلوك ايضا مع القوانين المدنية التي تحمي الافراد وخصوصا الابناء عندما يكونون في سن ما قبل البلوغ . كما ان السيرة و السلوك الانساني المتوارث وكذلك السنة النبوية الشريفة والقرآن الكريم وسيرة الصحابة والصالحين كلها اجمالا نبهت على عقوبة عقوق الوالدين لكنها لم تتطرق الى عقوق الأبناء ، ولا عن كيف يمكن أن يتعامل الأبناء مع آباء وأمهات لا يحسنون التصرف معهم و يرتكبون في حقهم أمورا تستوجب غضب الله عز وجل وانزال العقاب القانوني بحقهم . رغم ان العلماء والفقهاء والباحثين اشارو الى ان هناك مثل هذه الظواهر و الحالات وطرحت افكار عن بعض الحلول المتباينة لهذه المشكلة ، فقد ثبتت حالات عديدة لهذا النوع من العقوق نذكر منها : - ممارسة التميز والتفريق في معاملة الأبناء حيث يظهر الأباء الحب لبعض الأبناء في حين يهمش البعض الآخر و هذا النوع من التمييز يولد الغيرة لدى الأبناء وهي ما يترتب عليه اشكالات وضغوط نفسية خطيرة. - عدم توفير شروط العيش السليم في السلوك للأبناء و غياب حس المسؤولية تجاههم و يتجلى ذلك في الاهمال و عدم حمايتهم و التفريط بهم. - عدم مراعاة الجوانب النفسية للابناء و التسبب بالاذى قي بناءهم النفسي و اثارة روح الاحباط سواء بالتقليل من شأنهم أمام أقرانهم والاستخفاف بقدراتهم أو من خلال استمرار مقارنتهم بالآخرين بقصد اظهار ضعفهم او عجزهم . - حرمان الأبناء من أسباب العيش الرغيد خصوصا عندما يكون لدى الأب ما يكفي لأبنائه الا انه يبخل عليهم بما يبدده في غير محله او ينفقه على المحرمات. - الضرب المبرح دون سبب مبرر او المبالغة بالعقوبة الى حد الضرر و التعذيب ، واحيانا تقع مثل هذه الوقائع دون ان يعلم او يفهم الابن او الطفل سبب عقوبته. - فرض عقوبات على الأبناء باستخدام طرق منعهم او حرمانهم من الطعام أو اللباس واحيانا الى حد تشريدهم أو طردهم من المنزل. - دعوة الأبناء لطريق الشر والرذيلة الذي لا يرضاه الله و لا القانون و لا الاعراف من اجل عوائد مالية او منافع شخصية للأهل. - إلزام او اجبار الابناء بالزواج من اخرين لا يتناسب مع حرية اختيار الفرد لشريك حياته وهو من الامور التي قد لا يناظرها القانون الا انها تقع في ما يتعارض مع الشرع و الدين واحيانا يستغل الدين في تزويج القاصرات وعاد ما تكون نتائجها وخيمة على الفرد والمجتمع. - فرض الأهل على إبناءهم تحديد اهتماماتهم و دراستهم وسلب حريتهم في اختيار طريقهم في بناء مستقبلهم او عند اختيار تخصص الدراسة الجامعية او اختيار عمل . هذه وغيرها من السلوكيات التي تولد كره الأبناء لآبائهم بسبب عقوق الاباء و الامهات لأبناءهم وبالنتيجة سيظهر عقوق الابناء لوالديهم . كل ذلك ناتج عن قلة الثقافة و انتشار الجهل بين الافراد و تسهيل عمليات الزواج المبكر و ترك الدراسة والثقافة التي هي سلاح الفرد في التربية والتعليم لمعرفة كيفية التعامل مع الابناء ومراعاة بناء الشخصية ، من جانب اخر يجب تقبل التجديد واعتماد نتائج الدراسة والتحليل بترك الموروث الفاسد للافعال و التقاليد والخرافات التي تضر المجتمع رغم ان تعاليم الاديان السماوية كلها تركز على حسن المعاملة وبناء الحصانة و منح الفهم الكافي لتجاوز مثل هذه الكوارث الا ان الافراد غالبا ما يسلكون طرق الترهيب مستمتعين بالتسلط الابوي بدلا عن الترغيب في تربية الابناء . وهنا يجب التأكيد على تكوين علاقة وطيدة مبنية على الصدق و الحرص بين الابناء و الأهل والتعامل بيسر وبساطة وبناء علاقة مرتكزة على الإقناع و الحب و المودة. عرض الموضوع بهذا القصر يهدف الى التنبيه لهذه الظاهرة ، إذ ان من المهم الاطلاع على نتائج الدراسات و الابحاث وتتناول حيثيات و تفاصيل هذه المواضيع و طرق الحماية منها و معالجتها على مستوى الفرد و المجتمع.
#رياض_محمد_سعيد (هاشتاغ)
Riyadh_M._S.#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كيف نستقبل العام الجديد
-
من قصص بغداد 1001
-
شعب يعضّ و لا يتّعظ
-
واقع و ليس يأس
-
العرب و الحضارة
-
التغيير بين السيرة والسلوك
-
يطلب من الحافي نعال
-
الموصل .. من يقطف ثمار الانتصار
-
صباح يوم عراقي
-
ما بين الواقع والمستقبل المجهول
-
ثقافة الناخبين
-
انعكاسات خطيرة
-
هل فكرت يوما في ماذا لو
-
الشماتة و التشفي
-
في الأزمة العراقية
-
كيف كنا .. وكيف اصبحنا
-
توقيت زيارة الوزير الجبير
-
تطورات قد تنقلب كوارث
-
جل ما يفعلون ... يتسائلون
-
ليلة الموت في بغداد
المزيد.....
-
استشهاد 3 أطفال رضع في خيام النازحين بغزة
-
الحرس الثوري الإيراني يعلن اعتقال جاسوس في مدينة أردبيل
-
الداخلية الأردنية تكشف عدد اللاجئين السورين العائدين إلى بلد
...
-
تعذيب أسر أورهان من قبل صوفيا.. احداث ناريه في مسلسل المؤسس
...
-
استخبارات حرس الثورة تعلن اعتقال شخص كان يتجسس لصالح دولة جا
...
-
سوريا: 17 قتيلا في اشتباكات بريف طرطوس أثناء محاولة اعتقال ض
...
-
احتجاجات أمام السفارة الأمريكية في بنما ضد تصريحات ترامب بشأ
...
-
رئيس الموساد السابق: كان علينا الاستنتاج منذ فترة طويلة بأن
...
-
17 قتيلا في اشتباكات بريف طرطوس أثناء محاولة اعتقال ضابط بار
...
-
السعودية تنفذ حكم الإعدام بحق اثنين من مواطنيها
المزيد.....
-
أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|