أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - الدين وخصوصية الثقافة القومية















المزيد.....

الدين وخصوصية الثقافة القومية


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5686 - 2017 / 11 / 2 - 14:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



رصد د. عبدالباسط عبدالمعطى العلاقة الوثيقة بين تدين شعبنا المصرى وقدرته على الإبداع من خلال الأمثال والنكت (جمع نكتة وهى صحيحة لغويًا) الخ وذلك فى كتابه (التدين والإبداع : الوعى الشعبى فى مصر- مكتبة الأسرة- 2001) وحرص فى البداية على تحديد التعريف العلمى لمفهوم الثقافة الشعبية ، وهى كما ذهب كثيرمن العلماء ((التعبيرالمكثف عن طموحات وآلام الناس ، الذين أسهم وجودهم الاجتماعى فى صياغتها ، ولايجدون قنوات متاحة ومشروعة للتعبيرعنها عبرأجهزة ومؤسسات الثقافة والإعلام ، ومن ثم فهى ثقافة محجورة أو تكاد ، سعى الناس للحفاظ عليها فى الصدوروالذاكرة)) وأدان المؤلف الأحكام القيمية ضد الثقافة الشعبية بإعتبارها أمية وجاهلة (ص 15- 16) وعن منهج البحث كتب ((تحدد بحثنا هنا بالتدين الشعبى. أى بالدين كما يفهمه البشرويستوعبونه. وليس الدين كرسالة سماوية)) (74) .
تخلف العقل العربى أساس تخلف العرب
واذا كان الأدب الشعبى هوالتعبيرعن النبض الحقيقى لأى شعب ، فإن المؤلف لاحظ هزيمة المعارضة فى المجتمعات العربية والإسلامية. وأن هناك علاقة بين تخلف المجتمع العربى وتخلف العقل العربى. وذلك من خلال نتائج لدراسات تحليلية يصعب تجاهلها قدّمت افتراضات مشروعة عن أسباب التخلف العربى (ص65) وعندما انتقل الى الإبداع الشعبى المصرى ، فإنه لاحظ أن المثل المصرى كان تجسيدًا دقيقًا لمواقف المستضعفين من القوى المسيطرة عليهم . ولذلك أبدعوا مثلا يقول ((ابن الحرام يا مكّاس (جابى ضريبة) يا قوّاس (شرطى) ويتواصل الإبداع لتعميق المعنى ((إن كان دراعك عسكرى إقطعه)) و((حاميها حراميها)) .
النكتة السياسية إبداع مصرى متميز
يُقسّم علماء الاجتماع النكت الى عدة تصنيفات. وقد دل تاريخ إبداع النكتة السياسية المصرية على تميزخاص. كما أنها تتطورمع مع تطورالأوضاع السياسية. وأشارالمؤلف الى أن معظم النكت التى أبدعها شعبنا المصرى فى الخمسينات والستينات من القرن العشرين عبّرت عن التسلط والدكتاتورية. وضرب أمثلة من نكت الفلاحين الساخرة ضد العمدة رمزالسلطة (129 ، 130) وذكرأن وعى الشعب الأمى لاينخدع بمظاهرالتدين ، خاصة وأن هذه المظاهرمصحوبة بالاستغلال ، فأبدع المثل الشهير((يصلى الفرض وينقب (يخرب) الأرض)) أما عن التدين الحقيقى للفلاحين فقد لاحظت الدراسة الميدانية أن ((التردد على المسجد يقل فى مواسم الحصاد وجنى المحصول. وبرّرمعظم أفراد العينة هذا بأن ((العمل عبادة)) وأن الدين لم يطلب من المسلم ترك العمل للصلاة. وقد تكرّرت هذه الملاحظة فى أكثر من قرية (88 ، 90).
التجارأكثرالشرائح خروجًا على الدين
وأجمع أفراد العينة على أن التجارمن أكثرالشرئح خروجًا على الدين وتلاعبًا ببعض أحكامه. وأنهم أكثرالناس قسمًا بالدين وبالطلاق زورًا. كما أجمعوا على أن الموظفين من أكثرالناس تلاعبًا بقيم الدين وأوامره ونواهيه رغم مظاهرتدينهم. وأنهم لايراعون الله ولا الضمير فى أعمالهم. واذا كان الحديث النبوى يقول ((لعن الله الراشى والمرتشى)) فإن الموظفين ابتدعوا المثل القائل ((إرشوا تشفوا)) وأن أكثرالناس استخدامًا للرشوة هم التجاروكبارالحائزين . وأن الموظفين فى الجمعية الزراعية وبنوك التسليف الزراعى يتلاعبون فى الحسابات ويُزوّرون فى أوراق القروض ومستلزمات الانتاج ، رغم مظاهرتدينهم الطقوسية (94 ،95).
التدين الشعبى وأحكام المواريث
وعن التحايل على بعض النصوص الدينية ، مثل النص على أنه فى حالة الميراث ، فإن للذكرمثل حظ الأنثيين. فقد لاحظ الأثرياء أن الذكريحجب (= يمنع) الأقارب من الاشتراك فى الميراث. والعكس اذا كان المتوفى (المورّث) لم يُنجب إلاّ البنات ، فإن الأقارب يُشاركون بنات المتوفى فى الميراث. لذلك يبيعون العقارات الى بناتهم أثناء حياتهم. أويشترون لبناتهم ذهبًا الخ. وأسفرت المقابلات مع المبحوثين عن أن 5 ،53 % من إجمالى العينة أجابوا بأن الشرائح التى ينتمون اليها تلتزم بقواعد الشرع فى توريث البنت. مقابل 5 ,46 % خالفوا هذه القواعد ولجأوا الى أساليب أخرى. وأن أكثرالشرائح التزامًا بقواعد الشرع شريحة الموظفين 3 ,83 % وأقل الشرائح التزامًا كبارالملاك 5 ,29 % وأن صغار الحائزين والتجاركانوا بعد كبارالحائزين فى مخالفة الشرع فى توريث البنت 8 ,45 % ، 5 ,41 % على التوالى. وأجاب عمال الزراعة أنه ليس لديهم ما يُخالفون الشرع من أجله. وعند سؤال فئات اجتماعية مختلفة عن أكثرالشرائح خروجًا على القواعد الشرعية للميراث أجاب 7 ,84 % من إجمالى العينة بأن أكثرالناس خروجًا على قواعد الشريعة عند توريث البنت هم كبارالملاك . واعترف كبارالملاك أنفسهم 5 ,62 % بذلك. ودعّم هذا الإتجاه معظم الإخباريين 90 % من مجموعهم. وذكرالمؤلف أنه فى المقابلات مع الذين يتمسكون بتطبيق النص الدينى فى الميراث ، أجاب بعضهم أنهم يستندون الى قوله تعالى ((ولاتؤتوا السفهاء أموالكم التى جعل الله لكم قيامًا)) (النساء /5) وعندما سألهم ((هل النساء من السفهاء ؟)) قال بعضهم ((أليست النساء ناقصات عقل ودين ؟)) (من 85- 87).
خطيب المسجد يعمل وفق قاعدة ((على قد فلوسهم))
ومن الأمثال الشعبية المهمة التى تُوفق بين التدين الحقيقى والوعى بالواقع المادى ، المثل الشائع ((الزيت اللى يعوزه البيت يحرم على الجامع)) ورصد المؤلف ظاهرة المشاجرات التى تحدث كثيرًا بين خطيب المسجد يوم الجمعة مع بعض المتعلمين ، بسبب الأخطاء الدينية التى يقع فيها الخطيب. وحدث أنه فى أحد المساجد قال الخطيب للمعترضين أنه يؤدى وظيفته ((على قد فلوسهم)) يقصد المرتب الذى يتقاضاه من وزارة الأوقاف. ومن بين أسباب المشاجرات أيضًا دعوة بعض الخطباء للمرشحين فى الانتخابات كنوع من الدعاية السياسية. كما أن الأهالى امتنعوا عن التردد على أحد المساجد ، لدرجة أن الحضورلم يتجاوزعشرة أشخاص ، بسبب هجوم الخطيب على أهالى القرية وإتهامهم بالانصراف عن الدين. وفى قرية (العدوة) بالشرقية ترك الأهالى المسجد بسبب فظاظة الخطيب فى تعامله معهم. وفى مقابلة مع ناظرمدرسة بلغ السابعة والستين من عمره ، فى إحدى القرى قال ((إنك فى العبادات لاتُكلّف المرء شيئًا من المال كالصلاة والصيام ، فتجد التزامًا قويًا. يقل هذا الالتزام كلّما اقتربت من المعاملات فى الحياة اليومية)) (من 88- 90) .
وأثبتت الدراسة الميدانية أن تعدد الزوجات ينتشربين الطبقة الثرية ، لأنها هى القادرة ماليُا ولديها المسكن والإمكانيات المادية التى تسمح بهذا التعدد. ورصدت الدراسة أن القدرة على الإنفاق على أكثرمن زوجة هى السبب الرئيسى فى هذا التعدد ، لأنه تلاحظ أن الزوجة الأولى أنجبت الذكوروالإناث. ولاتوجد أية أسباب قهرية مما نص عليها الدين للزواج بأخرى ، ومع هذا يتزوج القادرون بأكثرمن زوجة. أما طبقة عمال الزراعة وصغارالحائزين ، فكان ميلهم الى التعدد أقل ، وبفروق كبيرة. وعندما يضطرالعامل الى الزواج بأخرى- من أجل الإنجاب- لأن زوجته الأولى لاتُنجب- فإنه يلجأ الى الطلاق ولايلجأ الى التعدد. وأن مقدرته المادية هى التى تفرض عليه هذا الاختيار(84) .
ورصدت الدراسة دورالإخوان المسلمين فى السيطرة على المساجد من خلال تقديم بعض الخدمات فى التعليم والعلاج بأجوررمزية. وفى سؤال عن الشيخ الشعراوى أخذ عليه أفراد العينة مشاركته فى الحكم. وأنه تخلى عن زيه الدينى عندما سافرالى الخارج. وكثيرًا ما يتحدث فى أمورمجردة ليس لها علاقة بحياة الناس اليومية. وأحيانًا لايفهمون ما يقول. أما د. مصطفى محمود فقد أجمع ما يقرب من 90 % من العينة على أنه لايتحدث فى الدين ، وإنما يًوجّه السباب لبلاد أخرى وعلماء أجانب. رغم أنه يعتمد على الأفلام المسجلة فى برامج مثل (عالم البحار) و(عالم الحيوان) وبعض البرامج العلمية والطبية (103- 106) ومع ملاحظة أن المادة العلمية التى يعتمد عليها صنعها علماء الغرب الذين يسبهم .
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغاء الخلافة وتحريرالشعوب من قبضتها
- الشرق والغرب فى فكرإسماعيل أدهم
- عاصم الدسوقى ومغزى تزويرالتاريخ
- إلى متى يستمر دور الكهنوت الأزهرى؟
- أليس النشيد الوطنى رمز للولاء
- أدعياء الليبرالية تكشفهم مو
- الفرق بين الفلاسفة والدعاة
- أوهام تجديد الخطاب الدينى (1)
- عصرالعقوبات البدنية وعصرحقوق الإنسان
- هل يمكن كسرالحصارحول حق الاختلاف؟
- المرأة المصرية وتحطيم القيود (1)
- الغيطانى والبحث عن الجذور المصرية
- هل يوجد فرق بين لواء شرطه متعصب ومفجرالكنائس؟
- كيف انتصر الشعب الفيتنامى على أمريكا؟
- الحداثة مع العلوم أم مع تراث التخلف؟
- هل انتشر الإسلام بالقرآن أم بالسيف؟
- التعليم الجامعى المصرى بُروّج للتكفير
- لغة التكفير بين الأزهريين
- وحدة العرب بين الشعارات والجذرالتاريخى
- هل الدواعش ظاهرة جديدة؟ درس الجزائرنموذجا


المزيد.....




- ثبت تردد قناة طيور الجنة الجديد على النايل سات وعرب سات
- تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 Toyor Aljanah نايل سات وعرب ...
- اللواء باقري: القوة البحرية هي المحرك الأساس للوحدة بين ايرا ...
- الإمارات تكشف هوية مرتكبي جريمة قتل الحاخام اليهودي
- المقاومة الإسلامية تستهدف المقر الإداري لقيادة لواء غولاني
- أبرزهم القرضاوي وغنيم ونجل مرسي.. تفاصيل قرار السيسي بشأن ال ...
- كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة ...
- قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ ...
- قائد الثورة الاسلامية: ركيزتان اساسيتان للتعبئة هما الايمان ...
- قائد الثورة الاسلامية: كل خصوصيات التعبئة تعود الى هاتين الر ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - الدين وخصوصية الثقافة القومية