أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسن دليلة - مراجعة خدّام لماضيه خير له من الإجهاز على مستقبله















المزيد.....

مراجعة خدّام لماضيه خير له من الإجهاز على مستقبله


حسن دليلة

الحوار المتمدن-العدد: 1468 - 2006 / 2 / 21 - 11:34
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



غادر خدّام علبة النظام أو كما يقال خرج منها غير مأسوف عليه سواء من قبل المعارضة الوطنيّة بكافة فصائلها كونه كان أحد المنظّرين الرئيسيّين لمسار التعامل معها والذي كان دائماً بفظاظة وبإسلوب غير ديمقراطي وغير حضاري وربّما كانت له اليد الطولى في التخطيط لإعتقال رموزها وخاصّة معتقلي ربيع دمشق . أو من قبل النظام نفسه الذي بخروجه منه أعطى النظام لوناً بهيّاً زاهياً يتفاخر النظام بخروجه أو إخراجه منه كما يدّعي بعد أن ابتلّت يداه إلى المرفقين وقدماه إلى الركبتين في كل المفاسد التي رافقت النظام لا بل كان أحد الفاعلين الرئيسيّين في إنتاج هذه المفاسد خلال العقود الماضية كلّها .
لم أفاجأ أبداً برحيل خدّام بهذه الطريقة فالجميع في سوريا داخل الحزب حزب السلطة أو خارجه يعرفون خدّام جيّداً لكنّني فوجئت أكثرعندما سمعت في الإعلام أنّ خدّام يطالب بإطلاق سراح معتقلي الرأي ومنهم الدكتور عارف دليلة أحد رموز ربيع دمشق . هذا ما أثار فيّ الفضول لكتابة هذه الكلمات أوّلاً وأثار فيّ السخرية ثانياً لهذا الطلب ولهذه التصريحات خاصّة وأنّه كان أحد مفبركي الإعتقالات لأصحاب الرأي عامّة ولمعتقلي ربيع دمشق خاصّة وهذا ما عرفته من خلال أحاديث كثيرة مع الدكتور عارف دليلة قبل سجنه وحتى من خلال زياراتي المتكرّرة له في السجن وهو لا يزال في زنزانته الإنفراديّة حتى الآن بعد مضي ما يقارب الخمس سنوات . لذلك كان لزاماً عليّ أن أسرد بعضاً من تاريخه .
قال لي عارف دليلة في إحدى زياراتي له في السجن والذي أسميته " سجن الحريّة " في الحلقات التي يكتبها عارف من داخله والتي تنشر في موقع مرآة سوريا على الإنترنيت وبعد ازدياد الضغوط الأمريكيّة على سوريا ومطالبة أمريكا للنظام السوري بإطلاق سراح معتقلي الرأي في سوريا ومنهم عارف دليلة ما يلي :" إذا كان خروجي من السجن بطلب من أمريكا فأنا أفضّل البقاء في السجن " وأعتقد أنّه سيكرّر هذه العبارة اليوم عندما تتح لي فرصة زيارته مرّة أخرى وسيضيف عليها " إذا كان خروجي من السجن بطلب من خدّام فأنا أفضّل البقاء في السجن " فخدّام كما عرفته من خلال أحاديثي مع عارف دليلة أنّه كان أحد مفبركي الإعتقال . وما أكّد عليه خلال مقابلة تمّت معه وهو نائب لرئيس الجمهوريّة من قبل بعض المثقّفين السوريّين ومنهم عارف دليلة وبعد نشر بيان المثقّفين الموقّع من قبل 99 مثقفاً والذي سمّي آنذاك بيان ال 99 مثقّف وفي مكتبه تمّ تقديم البيان له والمطالب بإصلاحات سياسيّة ولمّا قرأه خدّام نظر إلى المثقّفين الذين حملوا البيان وبينهم عارف دليلة وقال لهم " ما هذا البيان إنّه بلاغ رقم 1 هذا يعني أنّكم تريدون القيام بإنقلاب على الدولة والحزب " هكذا أيها السادة وصف خدّام بيان ال 99 للمثقّفين السوريّين المطالب بالإصلاحات السياسيّة بأنّه بيان إنقلابي رقم 1 على السلطة والدولة , وهكذا فهم خدّام المطالبة بالإصلاحات السياسيّة والإداريّة من قبل المثقّفين السوريّين فكيف يعود الآن ليطالب بما طالب به المثقّفون السوريّون سابقاً وهو الذي أجهز عليهم وعلى مشاريعهم الإصلاحيّة في حينها . نسأله هنا كيف يستطيع تغيير لونه والإنقلاب 180 درجة بين لحظة وأخرى , أليس فوات المنفعة السبب في هذا الإنقلاب فالنهر الذي كان يتدفّق في بستان خدّام من خلال وجوده في السلطة قد إنقطع في لحظة معيّنة فكيف السبيل لإعادته , هنا بدأ خدّام بمحاولة إعادة النهر إلى بستانه بكل الطرق الممكنة ولو كان ذلك على حساب الوطن وتاريخه وكرامة شعبه التي داسها هو نفسه خلال فترة طويلة ماضية , أليس الجشع إلى المال والسلطة الذي ليس له حدود في عالم اليوم ، فمتى يشبع الفاسدون في هذا النظام ومتى تمتلىء بطونهم , سألتك ربّي أن تُبقر هذه البطون التي لم تشبع ولن تشبع .
ربّما يقودني الحديث عن خدّام إلى تاريخ قديم له وحادثة رواها إبن عم لي رحمه الّله قبل وفاته وكان من البعثيّين القدامى في مدينة الّلاذقيّة وكان أحد رفاق المرحوم الرئيس حافظ الأسد في ثانويّة تجهيز الّلاذقيّة " جول جمال حاليّاً " وإسمه محمد دليلة وأعتقد أنّ أبو جمال يعرفه ويتذكّره جيّداً فيما إذا رجع بالذاكرة إلى تلك الأيّام وسأورد هذه الحادثة كما رواها إبن عمّي الذي مات فقيراً وقد ذُكرت هذه الحادثة في حفل تأبينه للمقارنة بين من يضحّي لأجل الوطن ويموت فقيراً وبين من يستغلّ النظام ويركب الموجة وهو يومها كان خدّام نائباً للرئيس المرحوم حافظ الأسد والحادثة هي :" كان البعثيّون القدامى قد أعادوا تنظيم صفوفهم خلال فترة الانفصال ومنهم بعثيّوا مدينة الّلاذقيّة في تنظيم سرّي للتحضير لثورة الثامن من آذار وفي صبيحة ذلك اليوم وبعد إعلان بيان الثورة إنطلق البعثيّون جميعاً إلى مكتب الحزب الذي كان مغلقاً في حي الشيخضاهر بالّلاذقيّة لتنظيم العمل وحمل السلاح دفاعاً عن ثورتهم وقد فوجىء الجميع بأنّ عبد الحليم خدّام وهو المحامي في تلك الفترة لم يكن موجوداً فتمّ إرسال بعض الرفاق ومنهم محمد دليلة إلى منزله في حي الصليبة بالّلاذقيّة وعندما قرعوا جرس الباب فتح لهم خدّام وهو في ثياب النوم فاستغربوا ذلك وقالوا له ألم تسمع بأنّ الثورة قامت فأجاب ببرود " نعم سمعت ولكن لننتظر لنعرف لمن " وكان عندها يقصد الناصريّين فكان إنتظاره لمعرفة من سيقود الثورة لينضمّ إليه فهو مع الغالب يركب الموجة دائماً لكن إلى متى . ربّما هذه الحادثة لم تبرح ذهني أبداً . هذا هو خدّام أيّها السادة فكيف يطرح نفسه اليوم مخلّصاً البلاد من الفساد وهو الذي إنغمس فيه طيلة وجوده في السلطة , لا أعتقد أنّ أحداً لم يعرف أو لم يسمع عن هذا الفساد وخاصّة ما هو مؤكّد موضوع النفايات التي دخلت إلى مرفأ طرطوس والتي وصل بعضها إلى كثير من بيوت العمّال الفقراء معتقدين أنّها تستعمل لدهان البيوت من الداخل وأعتقد أنّ ما أصاب ويصيب طرطوس وسكّانها من أمراض سرطانيّة إنّما هو بسببها ويومها كان محرّم على المسؤولين والشعب التكلّم في هذا الموضوع فأسدل الستار عليه وأجهزة الأمن هي القادرة على كشف هذه الحقيقة إلاّ إذا كان ذلك يسبّب لها إحراجاً ليس له مبرّر الآن .
أتمنّى وأطالب بفتح مثل هذه الملفّات من الفساد وما أكثرها والتي كان عارف دليلة اعتقل بسبب إضائته على هذه الملفّات وفضحها وأقول باسم عارف دليلة الذي ما زال في السجن منذ ما يقارب الخمس سنوات أنّه " لا يريد الخروج من السجن بطلب من سجّانيه أو بطلب من أعداء الوطن إنّه كبش فداء للوطن ولحريّة أبنائه ."



#حسن_دليلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل أزهر ربيع دمشق
- رسالة إلى الدكتور عارف دليلة في سجنه


المزيد.....




- الحزب الحاكم في كوريا الجنوبية: إعلان الأحكام العرفية وحالة ...
- عقوبات أميركية على 35 كيانا لمساعدة إيران في نقل -النفط غير ...
- كيف أدت الحروب في المنطقة العربية إلى زيادة أعداد ذوي الإعاق ...
- لماذا تمثل سيطرة المعارضة على حلب -نكسة كبيرة- للأسد وإيران؟ ...
- مام شليمون رابما (قائد المئة)
- مؤتمــر، وحفـل، عراقيان، في العاصمة التشيكية
- مصادر ميدانية: استقرار الوضع في دير الزور بعد اشتباكات عنيفة ...
- إعلام: الولايات المتحدة وألمانيا تخشيان دعوة أوكرانيا إلى -ا ...
- نتنياهو: نحن في وقف لاطلاق النار وليس وقف للحرب في لبنان ونن ...
- وزير لبناني يحدد هدف إسرائيل من خروقاتها لاتفاق وقف النار وي ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسن دليلة - مراجعة خدّام لماضيه خير له من الإجهاز على مستقبله