مؤيد حميد
الحوار المتمدن-العدد: 5684 - 2017 / 10 / 31 - 17:43
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
لو , عدنا قليلا الى الوراء بضع خطوات , لوجدنا أن الطاغية المستبد يولد من رحم الطبقة الفقيرة ( عمالية كانت أو فلاحية ) .. والتخلف والمرض وإنعدام الديمقراطية ومصطلح ( أني شعليه ) كلها محفزات مشجعة لولادة القائد الضرورة .. والاعلام أداة خطيرة يستخدمها المتألهون لبث الرعب والريبة في صفوف الشعب , من خلال إمتلاكهم لادوات السلطة القمعية والمال .. والشعب في غفلة من الزمن , هو من ينتج الدكتاتور بقوة الخوف الذي يقيم في نفوس الجماهير , وفقدان الارادة والانبطاح المخزي الذي يعشعش في الشعب , يصنع دكتاتورا شرسا يجثم على صدور البشر لسنوات قابلة للتوريث .. والعراقيون , هم الشعب الذي يتلذذ دوما ويعشق حكم المستبد والسفاح بأرادته , لانه يرى في الديمقراطية إنحلالا وضعفا , فيما يعتبر حكم الطغاة , سر وجوده وقوة مثالية لديمومة هذا الشعب ..
الطغاة هم أوهن من خيط العنكبوت , وما يحيط بهم من حراسة مشددة , لهو خير دليل على أنهم جبناء , أذلاء حينما يثور الشعب عليهم , ولا ينتحرون ولا يقاومون , وهم من يجلبون الغزاة الى أوطانهم بحجة أو بغيرها , والشواهد الحية كثيرة في العراق .. والغريب أن كل الطغاة الذين حكموا , قد لبسوا ثوب الديمقراطية والعدالة والمساواة في بداية حياتهم السياسية , وحينما تمكنوا من السيطرة على كل شئ , أظهروا للشعب الوجه الحقيقي البشع الذي يختفون خلفه ..
الطواغيت عموما مصابون بجنون العظمة وشهوة السلطة , ذلك لانهم ينسلخون عن واقعهم السابق الى مجد خرافي خاص , يعتقدون دوما بنظرية المؤامرة وشعورهم الفرضي بالتهديد , لذلك نراهم حذرين ولا يتساهلون في إتخاذ قرارات إنفعالية من دون إستشارة , والتأمر على حكمهم قد تكون الورقة التي يلوحون بها بوجه من يخالفهم في الرأي .. والخوف والتحسب من الطواغيت الذين عاشوا الفقر والحرمان , ووجدوا في السلطة والمال والشهرة , ما يجعلهم يتوهمون في تعويض أنفسهم بأثرائها على حساب أموال الشعب ::
الشعب المتناقض والاعلام الخبيث هما من يحيطان الطاغية بهالات العظمة والريادة والثناء , حتى يتحول يوما بعد يوم الى وحش كاسر , يتوهم ضمنا أنه شخصية فذة , أنزلها الله سبحانه ليصنع ما عجز عنه الشعب , فهو المختار وموحد الجماهير والقائد الضرورة .. ومن أجل ذلك , لا تنفخوا حيدر العبادي كثيرا !!!!
#مؤيد_حميد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟