أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - خالد عيسى طه - لماذا ينكئون جراحنا بالملح بأفلام التعذيب















المزيد.....

لماذا ينكئون جراحنا بالملح بأفلام التعذيب


خالد عيسى طه

الحوار المتمدن-العدد: 1467 - 2006 / 2 / 20 - 09:37
المحور: حقوق الانسان
    


دردشة على فنجان قهوة
يقال وهذا القول صحيح حصل في زمن التسلط العثماني ، أن أحد الولاة كان على صلة غير محمودة بصبي بغدادي جميل الطلعة (بجغ) وكل الناس آنئذٍ يعرفون ذلك ويعرفون استهتار هذا الوالي المحتل ، انقطع الحبيبين عن بعضهما فترة ولما التقى الوالي بمن يحب احتضنه بطريقة خارجة عن أصول التربية والبي أدبية وأمام الناس ، فهمس البغدادي والينا ما هذا التصرف لماذا تفضحني أمام حاشيتك ، فأجاب الوالي أفندم لقد تعمدت ذلك وخشيت أن تكون نسيت علاقتنا ونسيت حبي لك ، هذا البغدادي قطعاً ظروفه جعلته مظلوم وفي هذه الوضعية وهو أقل ما يقال بوضعية الاحتلال ، هذا قبل أكثر من قرن حدث هذا ، اليوم والوالي الحالي هو بول بريمر ، والقائد العسكري هو الجنرال كيست (Kiest) والآخر أبازيد والكل يمسكون بزمام الأمور ، مستعملين القوة المفرطة في فرض إرادتهم وهم كالوالي التركي دائماً يرددون يجب أن تتذكروا من نحن ، حالتنا حالة الشعب المغلوب على أمره المحتلة أراضيه ، كلما صدقنا بزعماء سياسيين سواء أكانوا أفندية أو معممين ، وقد يكون أتوا مع جحافل الاحتلال أو كانو مزروعين لاستقبال الاحتلال يريدون شعبنا أن يتوهم اننا نحن الان في أحلى مراح الديمقراطية ، وإن الانتخابات ليس فيها عيب وليس هناك ما يوجب الطعن ، والعراق وشعب العراق بخير من كل النواحي ، ولكن حتى لو كان لم يكن يعوزه سوى الخام والطعام والأمان ، هذا المحتل كي لا ننسى مآسينا وهو الوالي الجديد الشاذ أيضاً يتعمد نشر أفلام توثيقية فيه تفاصيل التعذيب وكيف يكون اغتصاب عذارى العراق في أبو غريب وكيف يتلذذ الشواذ والشاذين ، من أمثال الوالي العثماني في الاتيان بكل ما قبح الله من أفعال ، هذا في بغداد وفي أبو غريب ، وترد الينا الأفلام تباعاً وهي مصورة عن طريق نفس الجنود الذين أتوا بالفعل القبيح وفي نفس الخط المتوازي ومن جنود احتلال أيضاً ينطلق بضع جنود في بصرة العشار يقنصون بضعة صبية عراقيين لا يزيد عمرهم عن الخامسة عشر من الشارع أثناء مسيرتهم السلمية ، ليجلبوهم الى المركز الأمني الاحتلالي في صيف 2004 ، المفروض به أن يقوم بحماية الناس ، واخذوا بالانقضاض كالنسور على حمائم صغيرة ضرباً وركلاً وخاصة المناطق الحساسة ، يضربون ويضربون ثم يضربون بالهراوات والأحذية ، وعرض هذا لافم وثار الشعب البصري وشارك في مسيرة اسلامية غاضبة على ما حدث وعلى ما مس شخصية سيد المرسلين ، وفي خضم هذه التجاوزات الانسانية وسحق الآدمية بأحذية الجنود، يقدم التلفزيون الاسترالي حفلة جديدة من صور التعذيب ، وهي أكثر من سابقتها فضاعة وترويعاً ، إنهم والله يتعمدون بهذا الاستفزاز المستمر والغرض برأيي هو زيادة الاختناق الحاصل والمؤدي الى احتجاج والذي يرتفع فيه وعدم الرضا بين هجوم على جنود الاحتلال هنا ونسف سيارة جنود هناك في بغداد وغيرها ، وقد يستجيب الشعب العراقي الى مظاهرات واعتصامات مدنية ، هنا يقرر الاحتلال أن يضرب هذه الجموع بقسوة باعتبارها ارهابية ومكافحة الارهاب ارادة دولية ، أنتجت الكثير من القوانين آخرها مرور قانون مكافحة الارهاب في مجلس العموم البريطاني وكسب حكومة بلير بتعديل فقرة من فقراته ، وهي يعاقب القانون على من يمجد الارهاب أو يدعو اليه ، يذكرني وبعد سبعين سنة إن السياسي العراقي المخضرم نوري السعيد كان لا ينام الليل عند خروج أي مظاهرة سياسية معارضة تندد بالنظام في ذلك الوقت ، سواء أكانت قومية أو يسارية أو دينية ، ولكن هذا السياسي المخضرم يعلم أن الجبهة الوطنية في أكثريتها يسارية ، واليسار في أكثريته تحت تأثير الحزب الشيوعي ورموز اليسار مثل عزيز شريف وتوفيق منير وغيرهم ، فعرض على المجلس النيابي قانون مكافحة الشيوعية وتوسع في شمول هذا القانون لأكبر مجموعة من الذين لهم ميول يسارية أو شيوعية فجاء النص بالشكل الآتي: يحكم على كل من روج ودعا ونقل مبادئ الشيوعية الهدامة ونشر مفاهيمها بكل الأشكال والطرق بهذه الوسيلة أو بغيرها أو بما شاكل ذلك ، وقد أطلق بعض المحامين على هذا القانون ، قانون ما شاكل ذلك بنفس العقلية وبنفس فوبيا الارهاب جار القانون الانجليزي الجديد بتعديل الفقرة وجعلها عمل أو قول يمجد الارهاب يعتبر جريمة ، أنا باعتقادي ان الارهاب الآن أصبح مثله مثل قميص عثمان في التاريخ الاسلامي سيستمر استعمال هذه الحجة طالما يتعمد بعضنا على خلط الأوراق وجعل كل اعتراض على مصالح الدول القوية أو الاحتلال يشكل عملاً ارهابياً. ذاكرة كل عراقي لا يمكن أن تنسى صورة من صور ارهاب الاحتلال يوم دكت طائراته المناطق السكنية والبنية التحتية ومن من العراقيين ينسى ضخامة القصف وشدته سواء أكان من الطائرات أو الاسطول المتواجد في الكويت ، نحن نذكر ذلك ونذكر الآن استمرار المداهمات وهدم البيوت واستعمال جميع الأسلحة بما فيها المحرمة في قمع انتفاضة النجف والفلوجة والقائم ، حتى وصل هذا الارهاب أن أخذت قذائف مدافعه تتساقط على الضريح الحيدري ، من من العراقيين يستطيع أن ينسى ما يجري في سجن أبو غريب والجادرية والبصرة وعموم القطر وخاصة الموثقة اعلامياً والذي يجري تداوله بوسع كبير في الفضائيات ، حوادث أبو غريب وحوادث البصرة لماذا يصر العدو أن يجعل تضميد جراحنا وجراح ذوي المجنى عليهم بالملح بدل المرهم ، المرهم الذي ينشده كل عاقل وذو ضمير سواء عربي أو امريكي أو بريطاني ، ان المرهم والدواء الوحيد هو احالة القائمين بالتعذيب الباصقين على شرف الأمة الغاصبين بكارات بناتهم العذارى ، أن يحالوا الى المحكمة ويجب أن تكون محاكمتهم في العراق ، وإذا أرادوا أن يطمئنوا للعدالة وحسن القرار أن تكون المحكمة مختلطة ، قضاة عراقيين وقضاة انكليز أو أمريكان ، وفق القوانين العراقية باعتبار أن هناك السيادة القانونية الوطنية التي هي المرجع لجرائم تحدث في أرض العراق ، وعلى العراقيين هذا هو المرهم وهذا هو الدواء وهذا هو الذي يسكن خواطر الناس اذا نسى شعبنا العراقي اليوم ونام على ضيمه واحتوى ذله ولحس كرامته ، فالغد لن يكون كذلك بالنسبة الى الاحتلال ، غدنا هو الفيص الذي فيه يفيق المحتل ان معاملته للعراقيين وللشعب العراقي لم تكن معاملة انسانية ولا حضارية ، وانه خالف اتفاقيات جنيف الرابعة لسنة 1949 مع التعديل الحاصل سنة 1977 مع الميثاق الدولي لحقوق الانسان ، وضوابط المحكمة الخاصة في لاهاي ، على اعتبار أن قرار مجلس الأمن بأن دخول ألمريكان هو احتلال وليس تحرير ، مما يرتب نتائج قانونية مهمة تجعل من العراقيين أمانة بيد جيش المحتل ، وأي اساءة له تعتبر جريمة حرب ، وهم كالأسرى بالنسبة للمواثيق الدولية ، هذا ما يشمل مجموع الشعب المحتل ، فكيف الأسير وهو في سور داخل سور ، أعزل لا يملك الا الايمان بالله ليق بيد أناس كما نلاحظهم مرضى نفسيين (شيزوفرينيا) وشاذين أخلاقياً ليأتوا بأعمال تندى لها الانسانية يعرق منها الجبين أما القول بأن الجنود سيحاكمون انضباطياً فهذا قول مضحك ومردود ولا تقره المواثيق الدولية ، ولا تبرره امتناع امريكا عن اتفاقيات ومواثيق لاهاي ، أما اصرارهم أن الأمريكي لا تنوشه أي قانون مهما ارتكب من جرائم لا تنوشه ولا تنطبق عليه الا القوانين العسكرية الأمريكية والقضاء الأمريكي هو المختص سواء أكان قضاء فدرالياً أو قضاء يعود لولاية .
لا يمكن للشعب أن يفقد أمله في العيش وفي الحريو وفي الاستقرار ، واذا قهرته الظروف على ذلك فهذه حالة مؤقتة سرعان ما ينهض كالمارد يومئذ سيعلمون بأي مستنقع قد دخلوا ، والى ذلك اليوم يكون الله في عوننا وعون المخلصين وطالبي تطبيق الديمقراطية وقبول الرأي والرأي الآخر للوصول الى مجتمع يتعايش في وتيرة تناغمية تؤدي الى الازدهار .



#خالد_عيسى_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحكمة أضاعت مباديء الوصول إلى دفين ما اقترفه صدام ونظامه
- للعدل وزير لا يؤمن بعدل القانون
- الخيانة القانونية قد تكون مقبولة .. ولكن فلسفتها.. مستحيلة - ...
- الخيانة القانونية قد تكون مقبولة .. ولكن فلسفتها.. مستحيلة - ...
- وعْيُنا.. درعُنا الوطني
- الفساد الاداري في ظل المحاصصة
- المحامي العراقي بين زمنين
- الدستور الجديد : بين القبول والرفض
- الديمقراطية تحت المحك
- النفط العراقي والسياسة
- أيرحم الارهابيون اطفالنا في العيد
- أيرحم الارهابيون اطفالنا في العيد !
- ما يدين صدام حسين عند محاكمته
- حكومة الجعفري بين الوعود والنتائج
- دور المرجعية الدينية في الانتخابات - ضمن التقسيمات العراقية ...
- بين الولاء الطائفي الامريكي وبين تشريع وطني الدستور يتأرجح
- صياغة دستور ... لا يتضمن الديمقراطية،بل حسن التطبيق هو الاهم
- من المستفيد من تفجير عاصمة بلد الضباب؟
- الكل تحت مظلة ..عراقية..
- تأملات في الحياة السياسية العراقية


المزيد.....




- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...
- ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها ...
- العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با ...
- محمد المناعي: اليوم العالمي للإعاقة فرصة لتعزيز حقوق ذوي الا ...
- السعودية.. الداخلية تعلن إعدام 3 مصريين وتكشف عن أسمائهم وما ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - خالد عيسى طه - لماذا ينكئون جراحنا بالملح بأفلام التعذيب