أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ياسر سعد - الانسان وحقوقه في العراق الامريكي














المزيد.....

الانسان وحقوقه في العراق الامريكي


ياسر سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1467 - 2006 / 2 / 20 - 09:36
المحور: حقوق الانسان
    


حقوق الانسان وحرياته الشعار الامريكي الابرز والذي استخدم وما يزال ذريعة وحجة لاحتلال العراق وانتهاك سيادته والعبث بمقدراته وتمزيق قدراته وفوق ذلك كله لمصرع عشرات الالآف من ابنائه ومواطنيه. واذا كان وضع حقوق الانسان في عراق ما قبل الغزو والاحتلال ليس مما يسر او مما يتوق اليه المرء او يذود عنه, فإن الاوضاع الحالية اكثر سوء واشد انحدارا مما كانت عليه من قبل. فلقد اضيفت اليها الكثير من الانتهاكات الجديدة والتي تمثلت في فقر مدقع وتعمق الكراهية المبنية على ابعاد طائفية بغيضة اضف الى ذلك الانتهاك الاعظم للانسان وحقوقه وذلك باستخدام تلك المبادئ الكريمة والقيم الرفيعة وسيلة سياسية رخيصة للوصول لمآرب سياسية ومصالح مادية ضيقة ووضيعة.
جاءت فضيحة ابوغريب بداية والتعامل الامريكي الرسمي معها وردود افعال سياسيي الاحتلال وحلفائه لتعري وتكشف المواقف على حقيقتها. فالتعامل الامريكي الرسمي معها كان غرضه الاساسي تطويق تبعاتها وتنفيس الاحتقانات الناشئة عنها ولم يكن هدفه بأي حال كشف الحقائق او معاقبة المسيئين لذلك تم اخفاء الكثير من الحقائق وطمس العديد من الوقائع وتم عرض صور وافلام شنيعة على اعضاء الكونغرس الامريكي تحتوي كما اشارت تقارير صحفية عدة لقطات مخزية لاطفال يتعرضون لعمليات اغتصاب وتعذيب مروعة. من هنا انصب الغضب الامريكي الرسمي على التسريب الحديث للصور الجديدة لفضائح ابوغريب المشينة دون ان يتوقف الموقف الامريكي على الاطلاق عند ماهية الصور او ما كشفت عنه ذلك لأن تلك الحقائق معروفة تماما عند الامريكيين بل لا ابالغ اذ اقول ان تلك الانتهاكات سياسية امريكية رسمية وان كانت غير معلنة. والا فلماذا اصرت الادارة الامريكية على اعطاء جنودها والمتعاقدين الامنيين عند بدء الاحتلال حصانة من اي ملاحقة قضائية في العراق؟ ولماذا ترفض ادارة بوش وباصرار لا يعرف الكلل والملل الاعتراف بالمحكمة الجنائية الدولية؟ التفسير المنطقي لتلك المواقف ان تلك الجرائم والانتهاكات قد تكون واحدة من الوسائل الامريكية الفعالة في الهيمنة والسيطرة عالميا جنبا الى جنب مع سياساتها العدوانية واذرعها العسكرية ومساعداتها الاقتصادية. ولعل معسكر غوانتنامو يبدو شاهدا حيا صارخا على ذلك.
في مرحلة ما قبل مهزلة الانتخابات العراقية الاخيرة, كشفت القوات الامريكية عن فظائع معتقل الجادرية. واستبشر البعض خيرا بإن الضمير الامريكي السادر في سبات عميق قد اصابه شئ من الحياة واليقظة. وسمعنا عن لجان للتحقيق ولكشف الحقائق ورأينا المواقف المعتادة من سياسيي الاحتلال والمنددة والمدينة لفظيا واعلاميا لتلك الانتهاكات. ومالبث ان طوى النسيان كل ذلك وكأنه لم يكن. والان عادت القوات الامريكية لتكشف وتكتشف عن فرق الموت المشكلة في وزراة الداخلية العراقية والتي عمدت لاختطاف وتعذيب وتصفية ابناء طائفة كريمة من الشعب العراقي وصفوة عقولها وقياداتها, ولتزرع بذور فتنة طائفية وحرب اهلية سيكتوي بنارها الشعب العراقي وليستفيد من دمارها المحتل وبعض دول الجوار الحاقدة تاريخيا على العراق وعروبته ومكانته. وعلى الرغم من ان فرق القتل واعمالها وجرائمها قد غدت من المسلمات والبديهيات في عرف الشارع العراقي ووعيه, فإن الموقف الامريكي الاخير ليس من قبيل يقظة ضمير المحتل والغارق بدوره في جرائم ضد الانسانية بقدر ما يظهر انه وسيلة ابتزاز سياسية تستهدف دفع بعض الاطراف السياسية العراقية المهادنة للاحتلال الى اتخاذ مواقف اقرب الى مصالح الاحتلال واهدافه منها الى مصالح الدولة الممولة لتلك الفرق والتي شكلتها ودربتها ابتداء. بتقديري لن يكون هناك تبعات ولا مواقف لاحقة من فرق الموت ولا من يقف وراءها, ذلك لأن الموقف الامريكي منها هو سياسي اكثر منه مبدئي وعندما تتم الصفقات السياسية والاتفاقات السوداء بين الاحتلال والقوى العراقية المشبوهة سيطوى النسيان فرق الموت كما طوى من قبل معتقل الجادرية. إن استخدام حقوق الانسان ان كان في العراق او في غيره من قبل الادارة الامريكية كاداة ضغط رخيصة للوصول الى اهداف سياسية وكوسيلة للهمينة والسيطرة على مقدرات الشعوب والتي تفضي الى احوال انسانية بائسة يعتبر برأيي الشخصي من اسوأ انتهاكات حقوق الانسان وكرامته.



#ياسر_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزلزال السياسي الفلسطيني يحرج الجميع
- !!حكام ولو بعد الممات
- شارون من القوة والانبهار ...الى الشلل والانكسار
- حتى لا يُستبدل النظام السوري بخداميه او جلاديه
- خدام...الشاهد والمدان
- !!غزة, شارون... وساسة العرب
- مشتريات الاسلحة العربية...صفقات ام صفعات؟؟
- !!ليبيا ....والايدز السياسي
- العراق: هل سقط شيعة ايران في الفخ الامريكي؟
- ! اللبواني والدولة السورية...بين المس بالهيبة ومشاعر الخيبة
- بشار الاسد...رئيس واهم ام حالم
- فرنسا ...وحصاد الهشيم
- جنود امريكيون: إحراق الجثث على أنغام الموسيقى
- الوزير صولاغ إذ يمتدح السياسة السعودية
- العراق الامريكي الجديد... والكوميديا السوداء
- إعصار كاترينا يعصف ببوش وإدارته
- أطفال العراق الجديد وتجارة الجنس البغيض
- إسلام قس ايطالي...وثقافة الخزعبلات
- العراق الجديد: تجارة الرقيق الابيض في العهد الاسود
- -بين كرازي وقادة -العراق الجديد


المزيد.....




- زيمبابوي تعتزم إعدام 200 فيل لإطعام سكان يعانون الجوع
- اشتباكات في سنار وتحذير من تفاقم الوضع الإنساني بالسودان
- ألمانيا.. فرض رقابة على الحدود البرية للحد من الهجرة غير الن ...
- العفو الدولية بتونس تندد بقمع الحريات قبيل الانتخابات
- الأونروا تحذر من تدهور الأوضاع الصحية بقطاع غزة
- الأمم المتحدة ومفاوضاتها مع مصر وقطر لحل أزمة حرب غزة
- اعتقال مغني راب شهير في نيويورك
- الأمم المتحدة: إسرائيل منعت وصول 66 من 337 مهمة إنسانية إلى ...
- اقتحامات واعتقالات بمدن الضفة وتصاعد اعتداءات المستوطنين
- بيان إدانة الاعتداءات الوحشية على سكان قرية كاخرة في عفرين


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ياسر سعد - الانسان وحقوقه في العراق الامريكي