أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فائق اليوسف - حزام المدينة














المزيد.....

حزام المدينة


فائق اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1467 - 2006 / 2 / 20 - 09:35
المحور: حقوق الانسان
    


منذ سنوات،عندما كنت طالبا في سنوات الدراسة الأولى ، جرى حديث عن قيام الجهات المعنية بتطويق مدينة القامشلي بحزام، ولا أعرف لم أنني وعلى ضوء ما تكوّن لدي آنذاك من مفاهيم صرت أنفر من كلمة «حزام»... ربما أن ذلك كان يعود لاعتبارات عديدة، أولها المعاني السيئة لكلمة الحزام في منطقة الجزيرة، انطلاقا من بعض الممارسات تجاه الكرد، ثم إنّ كلمة الحزام تعني الطوق أو الزّنار، وهو ما كنت أنفر منه، لان الطفل بطبيعته يتوق إلى العوالم الرحبة، وإن كل

طوق من حوله يضيق عليه المجال...!

بل ربما ان السبب المباشر لنفوري «كما أخمن الآن» من هذه الكلمة بعيداً عن خلفية مدلولها السابق، هو معرفتي بالمصير الذي ينتظر مئات الأسر الفقيرة التي تعيش ضمن «حزام الفقر» حيث تم هدم بيوت عدد كبير من الناس وتشريد أسرهم في أحد الشتاءات الباردة، ووضع كل من وما في داخلها تحت رحمة الطبيعة أياما ً طويلة جدا ً في صورة أقشعر لها وأنا أتذكرها الآن، دون أن يتم تأمين «سقف بيت بديل»، كما تم إقرار ذلك منذ عقود في البرلمان السوري، وهو ما جعل الكثير من هذه الأسر تنتكب، وقد ودعنا زملاء لنا في المدرسة، لينتقلوا إلى مدارس أخرى بعيدة، تاركين في قلوبنا ألما حين نتذكرهم، حيث قطنوا في أحياء جديدة أشبه بأحياء الصفيح التي وردت في الروايات التي كنت أقرؤها، أو التي رأيتها في بعض الأفلام العالمية أو العربية.، أولئك الفقراء المنكوبون لم يعطوا إمكانات بناء بيوت بديلة عن تلك التي بنوها خلال سنوات طويلة جدا، فسكنوا بيوتاً لا يتوفر فيها الحد الأدنى من الخدمات المطلوبة، في أحياء طينية يستحيل الوصول إليها طوال أيام الشتاء، وراحوا يعيشون شبه منقطعين عن المدينة، حيث لا مواصلات جيدة أو معقولة، ولا خطوط هاتفية عاجلة، ولا أي شيء من ضرورات الحياة اليومية !..

ثم ما حدث بعد ذلك هو أنه بعد سنوات تم إنجاز حزام المدينة، ووجدت فيه ملمحا ً حضاريا ً للمدينة، ولكن هذه البيوت المرمية على أطرافه ظلت تخبئ في دواخلها أسراراً، وإن كانت ملامحها تفصح أصلاً عما بها، وإلى الآن لم يتم تقديم يد العون لقاطنيها بالشكل المطلوب، كما يحدث في المدن الكبيرة التي يمنح معظم ساكنيها القروض العقارية للسكن في بيوت نظيفة مريحة.

مؤكد أنني لا أستطيع في عجالة كهذه إعطاء أولئك المتضررين حقهم، ومن يريد من مسؤولينا أن يعرف تفاصيل حياتهم، فإني أدعوهم ليتركوا مكاتبهم الفارهة ويعيشوا يوماً واحدا ً بينهم في أحد أيام شتائنا الجزراوي البارد ليروا بعضاً من معاناتهم مباشرة ا



#فائق_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...
- مفوضية شؤون اللاجئين: 427 ألف نازح في الصومال بسبب الصراع وا ...
- اكثر من 130 شهيدا بغارات استهدفت النازحين بغزة خلال الساعات ...
- اعتقال رجل من فلوريدا بتهمة التخطيط لتفجير بورصة نيويورك
- ايران ترفض القرار المسيّس الذي تبنته كندا حول حقوق الانسان ف ...
- مايك ميلروي لـ-الحرة-: المجاعة في غزة وصلت مرحلة الخطر
- الأمم المتحدة: 9.8 ملايين طفل يمني بحاجة لمساعدة إنسانية


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فائق اليوسف - حزام المدينة