أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - الحازميون .. الوريث الأكثر دموية لداعش















المزيد.....

الحازميون .. الوريث الأكثر دموية لداعش


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 5682 - 2017 / 10 / 28 - 03:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ منتصف عام 2014 بدأ نجم تيار الحازميون فى الصعود داخل تنظيم الدولة (داعش)، يصاحبه تصاعد وتيرة التكفير للمخالفين وكأن داعش كان يتقصها التكفير، وجريا على سنة هذا التيارات الإسلامية التاريخية في الهروب من أزماتها بتصعيد الجناح الأكثر تشددا، لم يتورع الحازميون فى تكفير أئمة التيارات الإسلامية جميعا إبتداءا من حسن البنا فأسامة بن لادن فأيمن الظواهرى وكل قيادات القاعدة، ولم ينسوا كذلك إعتبار أن الرسول كان كافرا قيل البعثة وأنه عاش أكثر من ثلثى عمره مشركا بالله، وكلما زادت هزائم داعش وإنحساره كلما زاد تطرفا على تطرفه وتوحشا ودموية، ومع تهاوي فكرة الخلافة التي يتبناها داعش وفقدان بريقه لدى غالبية الشباب المتحمس المغامر، تعرض التنظيم لزلزلة داخلية وهزة فكرية عميقة دفعتاه إلى إعادة النظر الداخلي في العديد من المسلمات الفكرية، وكان من نتيجة ذلك ظهور تيار يوصف بالإعتدال داعيا الى التخفيف من غلوائه التكفيرية والذهاب بالتنظيم نحو ممارسات منسجمة بعض الشيء مع أدبيات واستراتيجية تنظيم القاعدة بشأن أولوية قتال العدو البعيد وضرب الغرب في عقر داره، وفي المقابل نشط " الحازميون" بوصفهم الجناح الأكثر تشددا وغلوا والذى يحاول سحب البساط من تحت أقدام القيادة التقليدية للتنظيم، وكأنما لم يكن ينقص التنظيم غلوا ليظهر تيار أشد منه غلوا يُـعيد كَرة “جماعة التكفير والهجرة” التي خرج منها ما نعته البعض بـ”تكفير التكفير”، أو “سوبر تكفير”.
ينسب هذا التيار الى أحمد بن عمر الحازمى الذي اعتقلته السلطات السعودية في أبريل عام 2015، وتتلمذ على يده الآلاف ممن انضموا لداعش بعد ثورات الربيع العربي، وقام بزيارة عدد من الدول العربية والإسلامية مثل مصر وتونس، وشارك بالتدريس فى دورات شرعية حول تكفير الحكام والمجتمعات، وقد ظهر هذا التنظيم للعلن حين كشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا المصرية في قضايا تنظيم داعش في سيناء عن ظهور توجه جديد أكثر تطرفاً من الفكر الرسمي المسيطر في تنظيم داعش، يكفر عامة المسلمين، ويدعو إلى تطبيق قاعدة عدم العذر بالجهل، وكشفت التحقيقات أن أصحاب الفكر الجديد يكفرون العوام، بل إنهم يكفرون بعض أعضاء تنظيم داعش نفسهم لأنهم لا يكفرون عوام المسلمين، ويعتبرون أي شخص يختلف معهم كافرا وجب قتاله، وأن أصحاب هذا الفكر معروفون باسم «الحازميون» نسبة إلى نهج السعودي أحمد بن عمر الحازمي، منظر ما يعرف بالجناح التكفيري الكلي في تنظيم داعش، ما دعا قائد التنظيم أبوبكر البغدادى إلى إصدار أمر بتفيذ أحكام بالإعدام الميداني بحق بعضهم في سوريا، ثم أصدرت اللجنة المفوضة باسم البغدادي بياناً بعنوان «ليحيا من حي عن بينة» حمل هجوماً صريحاً على أعضاء هذا التيار داخل «داعش»، فرد"الحازميون" بأن بيان اللجنة تضمن أخطاء فقهية وشرعية وفنية، مما دعا اللجنة إلى إصدار بيان ثان، وحذرت العناصر التي هاجمتها من العقاب ووصفتهم بالخوارج وتوعدتهم بالإعدام.
على الرغم من خضوع أحمد الحازمى، وهو قائد هذا التيار للسجن فى السعودية، إلا أن أتباعه وأنصاره ينتشرون بصورة كبيرة فى تنظيم داعش وينادون بالدفع لتولى هذا التيار القيادة، ويتبنى التيار "عدم العذر بالجهل وتكفير المعين والعامي"، وقد جمع العديد من الأنصار من جنسيات عربية وإسلامية مختلفة، وقد تمكن الحازميون من إقصاء "تركى بن على" (قبل أن يقتل بغارة جوية أمريكية في سوريا) عن منصب مفتى التنظيم، ويعتبر الجدل الكبير والصراع الذي تفجربين تيار "الحازمون" و"داعش" بسبب عدم إنصياع قيادة "داعش" لتكفير العامة، وهو النهج الذي يؤمن به التيار الحازمي، وطبقا لعقيدتهم فإن مَن لم يكفر الكافر الذي يكفروه فهو كافر، ويروج أتباع التيار الحازمي في حساباتهم ومدوناتهم آلاف المقالات والمنشورات والمواد التي تكفر قيادات تنظيم الدولة، ويسمون التنظيم بـ"دولة الأصنام في العراق والشام" ويهاجمونه بمقالات تحت عنوان "القول الندي في كفر دولة البغدادي" و"مناصرة الإخوة المأسورين في دولة الجهمية الكافرين" و"فساد عقيدة أبو محمد العدناني" و"بيان طاغوتية البغدادي" و"الرد على دولة الأصنام في قضية سب الله وتارك الصلاة" و"طواغيت دولة الأصنام في العراق وجدالهم عن الطواغيت" و"سل الحسام على دولة الأصنام" و"إعلان النكير على فرقة البنعلي الجهمية الحمير" ليتضح بأن داعش يخوض صراعا حقيقيا على المستوى الأيديولوجي مع الحازمية التي تبدو بأنها تنتصر شيئا فشيئا.
يتوزع تيار الحازمون بين أكثر من قيادة تشتهر بغلوها الكبير، ويعتبر هذا التيار كنواه لتنظيم جديد يخلف "داعش"، حيث يقوم عدد كبير من قيادات هذا التيار بتكفير زعيم تنظيم داعش"أبو بكر البغدادي" وتحميله مسؤولية "انهيار الخلافة"، ويمثل هذا التيار خطورة كبيرة لغلوه الكبير وتطرفه، وكما ذكرنا أن هذا التيار كان يقوده " الحازمي" قبل حبسه وشن حملة كبيرة على علماء المسلمين، ويدعو الشباب من التنظيمات الجهادية المتطرفة إلى قتل كل من يشتبه في كفره، وعدم الاستناد إلى فتوى علماء المذاهب، وهو ما يؤكد تنامي التخوف الكبير من تصدر هذا التيار فيما بعد داعش، وترجح الأوساط الإعلامية تصدر " أبو حفص الجرزاوي" الموجود حاليا في دير الزور خلافة هذا التيار، وهو المعروف بهجومه الكبير على "البغدادي"، وقد استغل التيار الحازمي الهزائم التي لحقت بالتنظيم في العديد من الدول خاصة فى الموصل والرقة ودير الزورليعلن عن نفسه بقوة، لاسيما مع إحساس الجميع بالانكسار والهزيمة والتراجع وهو ما عضد التيار الحازمي وأفكاره، ومن ثم سعت الحازمية إلي إعلان السيطرة على التنظيم بشكل عام، وإحكام قبضتها عليه، والبحث عن خليفة جديد بديلا عن البغدادي من هذا التيار، وقد استطاع هذا التيار نشر أفكاره من خلال “أبو جعفر الحطاب”، أحد تلاميذ الحازمي، والذي تولى منصب القاضي الشرعي لإحدى ولايات تنظيم”داعش”، داخل اللجان الشرعية والقضائية والعسكرية بالتنظيم، وتبعه في ذلك عدد من التونسيين والسعوديين الذين أعلنوا تمردهم على أبي بكر البغدادي لأنه بحسب وصفهم يعتنق مذهب “الجهمية” ولا يكفر زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، أو قيادات حركة طالبان وعلى رأسها زعيمها الأسبق الملا محمد عمر.
اليوم تخرج من رحم هزيمة التنظيم فى الحفاظ على دولته نوع من الفقه البدوي القديم يعتمد فكرة التكفير الذي ينطلق من عدم العذر بالجهل، وهى الفكرة التى ستنتج تنظيما أكثر ضراوة ووحشية يقتل فى كل اتجاه.
وقد أشار تقرير الأمن القومي الأمريكي لعام ٢٠١٧ إلى أن تنظيم الحازمين مكون من نقاط الارتكاز التابعة لتنظيم داعش التكفيري في عدد من الدول الأوربية بجانب بعض العناصر من الفصائل المقاتلة فى سوريا مثل حركة أحرار الشام وأن كل تلك الفصائل هي المكون للتنظيم الجديد وهي الكتيبة الأولى، والتي يطلق عليها كتيبة الوليد المسلحة ضمن أربعة كتائب مسلحة يتم الإعداد لها.
فى تقديرى أن الخطورة الآن ليس من تنظيم الدولة الذى هزم أو يكاد، لكن الخطورة الحقيقية تنبع من تسرب هذه الأفكار إلى أماكن أخرى لتصبح آلات قتل على وشك الانطلاق فى مجتمعاتنا، وهو ما رشح مؤخرا فى مصر من اكتشاف مجموعة تنتمى لتلك الأفكار، ما يستدعى مواجهة أعمق من المواجهة الأمنية التى لا تستطيع أن تضرب بسهم فى تلك المواجهة، التى ينبغى أن تجيش فيها الطاقات لمواجهة ما بعد داعش والقاعدة.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرّة أخرى ..حول التنظيمات الإرهابية العاملة فى مصر
- تناقضات الواقع بين السلطة وحركة الجماهير
- ملاك أم شيطان.. أشرف مروان في الرواية الإسرائيلية؟
- الفلاح المصرى ..فى عيده
- فيلم الكنز ..بين السيناريو المفكك وإرتقاء الأداء
- عودة للجدل حول قضية المساواة بين الرجل والمرأة
- رفعت السعيد .. مناضل موسوعى مشاكس من طراز خاص
- حول تصريحات الرئيس التونسي بشأن المرأة
- سر عداء عبد الناصر للشيوعيين
- حكّام الخليج .. إمكانية الحفاظ والإستمرار بالحكم.
- ما بعد هزيمة داعش فى العراق وسوريا
- تطور المنظمات الجهادية فى مصر من السبعينيات
- 30 يونيو .. نصف ثورة ونصف إنقلاب
- الجماعة 2..عبقرية الكتابة والأداء
- علاقات قطر والإخوان..بين السياسة والبرجماتية
- حقيقة مأساة الروهينجا فى بورما
- حرب الأنصار أو الصحوات فى سيناء ضد تنظيم الدولة
- حديث عن الدواعشيات
- بين الدماقسة وسليمان خاطر .. حلول العنف الفردى
- مآلات الإسلام السياسى فى مصر


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - الحازميون .. الوريث الأكثر دموية لداعش