يوسف حمك
الحوار المتمدن-العدد: 5681 - 2017 / 10 / 27 - 20:38
المحور:
القضية الكردية
اندماجٌ طائفيٌ ، بين عرب شيعة العراق و شيعة الفرس الإيرانيِّ و ذوبانٌ مذهبيٌّ ،
توحيد خطاباتهم بفتاوى تصدر من مرجعياتهم المعممة ، لتقليص كل دورٍ يتنافى و طموحاتهم الجامحة لمد سطوتهم ، ليس على كل العراق و إقليم كردستان ، بل لجرف المنطقة برمتها ، و تحقيق حلمٍ طائفيٍّ صفويٍّ في آنٍ واحدٍ . لكن على نارٍ هادئةٍ و تحت جنح الظلام .
على عكس ما تجهر به تركيا العثمانية و تزمجر ليل نهار بصخبٍ شديدٍ .
كل ذلك يعاند رغبة الكرد في الاستقلال ، و توقهم الشديد للحرية التي تعتبر حقاً من حقوق أي شعبٍ على وجه البسيطة .
مثلما هناك رغبةٌ لكثيرٍ من الشعوب للانعتاق . بعضها مضمرةٌ كاسحةٌ لم تعلن بعد . و بعضها الآخر أجهرت بها ، و أسمعت العالم بتلك الرغبة الشرعية النابعة من الفطرة الشخصية ، قبل أن تلملم ، و تنضج على مستوى الطموح الجماعيِّ المقموع من قبل المستمتعين بالسيطرة على الآخرين ، و تلذذاً بإذلالهم .
المياه الساخنة بين بعض الأصدقاء تتجمد ، و الجليد القارس بين الكثير من الأعداء تذوب سخونةً .
الأحلاف القديمة تتآكل ، فيتفكك البعض من البعض .
بعض الأصدقاء تشتتوا ، مقابل تآلف بعض الأعداء .
و بعض الخرائط اهترأت ، فأوشكت على التمزق .
هذه سمات اللوحة السياسية الحاضرة المرسومة بألوانٍ قاتمةٍ من المصالح الضيقة ( سياسياً و طائفياً و عرقياً ) على جدارٍ يهتز فوق رمالٍ متحركةٍ لا يمكن توقفها .
لكن مهما بدت اللوحة كالحةً ، و الواقع ملبداً ، و الجو مكفهراً ، فقد استطاع الشعب الكرديُّ اختراق ضبابية الحاضر للمس المستقبل .
و ما جهروا به مسألةٌ في غاية الأهمية ، ألا وهي التأكيد على حقهم في الاستقلال .
أهميةٌ تضاهي ما فقدوه الآن من مكتسباتٍ ، و أكثر فائدةً . من خلال الاستفتاء المتعنت الحاصد لاثنين و تسعين بالمئة من الأصوات ( بنعم ) .
مهما ارتفعت الأصوات ، و تعالت الصرخات ، و تصارع الكرد مع ذواتهم ، فالنتيجة واحدةٌ . ربما تؤجل ، أو يجمد مفعولها ، لكنها باقيةٌ - رغم محاولتهم طمسها – و لن تموت .
و بما أن ميليشيات الحشد الشيعي الطائفي باتت لسان حال العبادي ، فهو ساقطٌ من على رأس الهرم .
و الأيام القادمة ستثبت أفول نجم هذه الميليشيات و قصقصة جناحيها ، فالجهود الحثيثة بدأت بجمع الأدوات لردم منبعها في الخارج ، و لن يدوم طويلاً .
#يوسف_حمك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟