أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - عاصم الدسوقى ومغزى تزويرالتاريخ














المزيد.....

عاصم الدسوقى ومغزى تزويرالتاريخ


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5681 - 2017 / 10 / 27 - 12:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا يستطيع أى مؤرخ أنْ يفصل ذاته بكل توجهاتها العاطفية والأيديولوجية ، عن كتاباته. والذات لصيقة بكل إنسان ، وفى نفس الوقت سمة إنسانية عامة لا يمكن إنكارها ، وإذا كان من حق المؤرخ أنْ يتبى ما يشاء من آراء ، فهل من حقه تزوير وقائع التاريخ ؟ وهنا يبرز الفرق بين مؤرخ ومؤرخ ، فمنهم من يُدافع عن توجهاته بأعلى درجة من الحيادية وبدون تزوير، ومنهم من تغلبه عواطفه وتوجهاته فيلجأ للتزوير. وقد قرأتُ كثيرًا ما كتبه د. عاصم الدسوقى من دفاع عن الناصرية (وهذا حقه) ولأنّ عدد من يقرأون الصحف والمجلات والكتب قليل ، فلم أكن أهتم بما يكتب ، أى لم أكن أخشى على شعبنا من كتاباته ، أما عندما يكون الحديث فى فضائية يُشاهدها الآلاف ، هنا تكون الكارثة ، كما حدث فى المثال التالى :
سمعتُ أستاذ التاريخ د. عاصم الدسوقى يقول فى قناة النيل الثقافية مساء السبت 6 أكتوبر2012، أنّ مبادرة روجرز كانت من أجل إنقاذ إسرائيل بسبب خسائرها فى حرب الاستنزاف . لم أملك إلاّ الضحك للتخلص من شعور المرارة ، وأنا أشاهد أستاذ التاريخ يُزور التاريخ . فالحرب التى أطلق عليها حرب الاستنزاف كانت خسائر مصر كثيرة جدًا بسببها ، ومنها على سبيل المثال قتل أطفال مدرسة بحر البقر، وقتل عمال مصنع أبو زعبل يوم 12 فبراير1970وفى هذا اليوم دمّرتْ الطائرات الإسرائيلية مصنع أبوزعبل وقتلتْ 70عاملا وأصابتْ 69عاملا . هذا غير أنّ الطائرات الإسرائيلية استباحتْ الأجواء المصرية فى حى المعادى ومدينة الفيوم ، لدرجة أنّ عبد الناصر استعان بالطيارين الروس للتصدى للطائرات الإسرائيلية. كما أنّ الكوماندوز الإسرائيلى هاجم محطة رأس غارب واختطفوا جهاز الرادار بعد فكه من على إحدى الطائرات الهليكوبتر فى أثناء حرب الاستنزاف . وأستاذ التاريخ أدان عبد الناصر (دون أنْ يشعر) وهو يُدافع عنه ، فمعنى أنّ مبادرة روجرز من أجل إنقاذ إسرائيل ، أنّ عبد الناصر (الذى وافق على تلك المُبادرة) يعمل لخدمة إسرائيل . كما أنّ أستاذ التاريخ يتجاهل تصريح عبدالناصرعندما وافق على هذه المبادرة ، إذْ قال بعد أنْ هاجمته الدول العربية على قبولها ((إنّ المضى فى حرب الاستنزاف فى حين إسرائيل تتمتع بتفوق جوى كامل ، معناه – ببساطة- أننا نستنزف أنفسنا)) (نقلا عن د. عبد العظيم رمضان فى كتابه " حرب الاستنزاف بين الحقيقة والافتراء " هيئة الكتاب المصرية- عام 98- ص36، 48) والتزوير الثانى الذى صرّح به د. عاصم الدسوقى هو أنّ أمريكا فشلتْ فى احتواء عبدالناصر، فقرّرتْ التخلص منه فى عام 1967(نفس النشيد الناصرى) فهل كانت أمريكا هى التى قرّرتْ طرد قوات الأمم المتحدة من سيناء ؟ وهل هى التى شحنتْ الفلاحين المصريين بجلابيبهم إلى سيناء دون أدنى تدريب ؟ وهل هى التى ورّطتْ الجيش المصرى فى اليمن ، وإذا كان الأمر كذلك ، فلماذا خضع عبد الناصر واستجاب لهذه (الورطة) لدرجة أنْ يُرسل ثلث الجيش المصرى إلى اليمن ، كل ذلك وعبد الناصر يُمهد لكارثة بؤونة / يونيو67؟ وهل أمريكا هى التى أمرتْ عبدالناصر بنقل عشرة ضباط من كبار قيادات الجيش المصرى إلى وزارة الخارجية يوم 17مايو67(أى قبل الحرب بأسابيع) وكان من بينهم اللواء أحمد إسماعيل الذى خاض حرب أكتوبر73؟ كما ذكر محمود رياض فى مذكراته. وهل أمريكا هى التى قالتْ لعبد الناصر لا تبدأ الضربة الأولى ؟ إنّ وقائع التاريخ وشهادات من كتبوا عنها بما فيهم عرّاب العروبة هيكل وكذا تصريحات عبد الناصرنفسه (وهى منشورة) وموثقة هو الذى قال أمام حشد من الضباط قبل الكارثة بأيام ((إننا لن نبدأ الضربة الأولى)) فظهر الاستياء وعلامات الاستفهام لدى الضباط عن التناقض بين الدعاية المعلنة ضد إسرائيل ، وعدم البدء بالضربة الأولى التى ستكون لصالح إسرائيل بالضرورة وهو ماحدث . متى يخلع مؤرخ التاريخ الرداء الناصرى العروبى ؟ وعندما يتحرّر من هذا الرداء سوف يكتب كلمة تكون جديرة بالقراءة للأجيال القادمة . والشرط الوحيد هو الكف عن تزوير التاريخ لصالح العروبة التى تبحث عن مقبرة تتوارى فيها ، كما قال الشاعر الكبير نزار قبانى.
***ُ



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى متى يستمر دور الكهنوت الأزهرى؟
- أليس النشيد الوطنى رمز للولاء
- أدعياء الليبرالية تكشفهم مو
- الفرق بين الفلاسفة والدعاة
- أوهام تجديد الخطاب الدينى (1)
- عصرالعقوبات البدنية وعصرحقوق الإنسان
- هل يمكن كسرالحصارحول حق الاختلاف؟
- المرأة المصرية وتحطيم القيود (1)
- الغيطانى والبحث عن الجذور المصرية
- هل يوجد فرق بين لواء شرطه متعصب ومفجرالكنائس؟
- كيف انتصر الشعب الفيتنامى على أمريكا؟
- الحداثة مع العلوم أم مع تراث التخلف؟
- هل انتشر الإسلام بالقرآن أم بالسيف؟
- التعليم الجامعى المصرى بُروّج للتكفير
- لغة التكفير بين الأزهريين
- وحدة العرب بين الشعارات والجذرالتاريخى
- هل الدواعش ظاهرة جديدة؟ درس الجزائرنموذجا
- كارثة تراث الولاء السياسى والدينى
- النقد الموضوعى المتجرد من الأيديولوجيا
- لماذا تختلف الأنظمة فى الدفاع عن مواطنيها؟


المزيد.....




- ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - عاصم الدسوقى ومغزى تزويرالتاريخ