|
كيف تكون عقلانياً ؟
رمضان عيسى
الحوار المتمدن-العدد: 5680 - 2017 / 10 / 26 - 23:25
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
هناك خطوط عامة لتأسيس عقلية مستنيرة تمتلك مجموعة من الادوات والتقنيات المعرفية التي تُحصّن العقل لمنع اختراقه من قبل الاكاذيب والخرافات . عندما تُعرض فكرة جديدة يجب النظر فيها ومنحها الوقت الكافي للنظر ليتم قبولها او رفضها. هذه المجموعة من الأفكار التي إن تعرفت عليها فلن يستطيع أحداً المزايدة عليك ، لأنها تجعلك تمتلك الشمولية التي تجمع المتضادات في الكل الواحد ، وارتباطات الشكل بالمحتوى الداخلة في مكونات الأشياء . ومن هذه الأفكار : 1– أن لا تكتفي بالمعلومات المعرفية التي اكتسبتها من المناهج المدرسية الحكومية ، فيجب أن تضع عليها الكثير من علامات الاستفهام لأن لها هدف تدجيني للجيل أكثر من جعله عقلانيا يؤمن بالحقائق وليس بالقصص الهادفة التي تخدم السلطة القائمة . 2 - أن تؤمن أن لكل شيء سبب معقول -وهذا يبعد عنك الخرافات والأساطير . 3- أن تؤمن أن كل حدث يجب أن يخضع للإمكان والاحتمال والواقع ، وهذا يجعلك تتنبأ بنتائج الحدث في الزمن المعين . 4- أن تؤمن بأن كل موضوع يحمل متناقضات ، والمتناقضات مجسدة بأشياء ، - وهذا ضمن " قانون وحدة وصراع الأضّداد " فمن يملك مُكونات وصفات أكثر قوة وايجابية ، ويستطيع أن يستغلها في الظرف المعين ، ستكون له الغلبة -- وهذا ضمن " قانون نفي النفي " . 5– أن تؤمن أن الجديد سيغلب القديم بحكم أن الجديد يمتلك ميزات جديدة تلبي حاجات الانسان العصرية ، لهذا لن يصمد القديم أمام الجديد ، وأن هناك طبقات اجتماعية لها المصلحة في بقاء القديم . 6- أن تؤمن أنه لا توجد أسباب ميتافيزيقية تتدخل في الظواهر الكونية ، أو في الطبيعة ، أو في المجتمع – وأن مسبباتها نابعة من داخلها ومن طبيعة تناقضاتها . 7– أن تؤمن أن الأرض ليست مركز الكون ، وأنها لن تزيد عن ذرة صغيرة ضمن هذا الكون الهائل المليء بالمجرات التي تحوي مليارات من الكتل النجمية والكواكب ، وأن الانسان ابن هذه الأرض ولم يُستورد اليها من الخارج . 8- وأن تؤمن أن الكائنات الحية تتعاقب ولا تتجاور ، وأنها تتطور " بفعل قانون " الصراع من أجل البقاء ، والبقاء للأفضل " وهذا يؤدي الى الانتخاب الطبيعي ، الذي يفسر تنوع الكائنات الحية في البيئات المختلفة ، وأنه لا يوجد كائن حي إلا وقد سبقه كائن أقل درجة في التطور منه ، وأن الكائنات الحية تسير في طريق الانقراض اذا لم تستطع أن تتكيف مع ظروف حياتها الطبيعية وتُحسن وسائلها في طرق الحصول على الغذاء . 9– أن تؤمن أن المجتمع هي مجموعة إنسانية تتطور حاجاتها وفق احتياجاتها بصورة دائمة ، ولا يجب أن تقف النصوص الدينية عائقاً أمام تطور المجتمع . 10– أن تؤمن أن المرأة هي انسانة بكل معنى الكلمة عقلاً وجسداً، وأن لها من الحاجات والحقوق كإنسانة مثل الرجل ، ولا يجب أن يُنظر اليها كدرجة دُنيا ، أداة للتملك ، أو أن ليس لها من عمل غير امتاع فحولة الرجل . 11– أن تُؤمن أن الدولة بقوانينها ومؤسساتها وأخلاقها والثقافة السائدة ، هي بناء فوقي وُجد في ظرف معين من تطور المجتمعات ، وذلك عند انقسامه الى طبقات متصارعة ، تحاول كل منها السيطرة على الأُخرى ، وأنها ليست ملك لأحد ، أو عائلة ، أو هدية من الله لشخص ، بل هي موجودة لتنظيم حياة السكان ، وليس لإرهابهم والسيطرة عليهم ، وتقنين ممكنات حياتهم الاقتصادية . 12– وأن الأديان هي فهم معكوس ومشوه عن ظواهر الكون والطبيعة والتطور المجتمعي ومكوناته البشرية والمؤسساتية من دولة وأخلاق وثقافة – وقد نالت القداسة بسبب ارتباطها بالآلهة ، وتعظيم الخوف من المجهول . 13- أن تؤمن أن الأديان هي منظومة فكرية سواء كانت بشكلها البسيط أو المعقد ، قد ظهرت في ظروف كان تفكير البشر فيها لا زال في مراحله البدائية ، الجنينية ، الطفولية ، التي تعكس عجز الانسان عن التفكير الواقعي لمعرفة مسببات ظواهر الكون والطبيعة والمجتمع ، والموت والأحلام ، وتنوعت الأديان وفق ظروف كل شعب المعيشية والجغرافية. 14- وأن تؤمن أن الأديان كانت على طول التاريخ أداة في يد البعض لتبرير السيطرة على العامة ، ولتبرير التمييز بين البشر ، أو لتبرير الحروب على الآخرين لنهب ممتلكاتهم ، ولتغيير نمط حياتهم . 15 – أن التغيير والتطور الاجتماعي هو حتمية تاريخية ممكن تنشيطها بقدر وعي مكونات المجتمع وخاصة الأجيال الشابة والطبقات الاجتماعية المهمشة لممكنات التطوير من علم وفن وتكنولوجيا ، وتعاون ونشاط جماعي وتنظيمي لإرساء أرضية اقتصادية وثقافية قابلة لمواكبة التطور العلمي والتكنولوجي . 16– أن تؤمن أن الأحزاب التي تتبنى البرامج الدينية ، من حيث منظومتها الثقافية تفتقد لدوافع التطوير وتنظيم المجتمع بشكل عصري ، لأن أهدافها لا تزيد عن محاولة إعادة ترسيم الماضي بكل ملامحه الاقتصادية والفكرية ، والاجتماعية ، وشكل الدولة . 17 – أن تؤمن أن الحرية مرتبطة بالمعرفة والوعي ، والعبودية مرتبطة بالجهل ، فاذا كنت جاهلاً لا تعرف موقعك في المجتمع ، وما هي أسباب وجودك هكذا ، كفقير ، أو مستعبد ، فانك ستفكر أن هذا هو الوضع الطبيعي ، وكأنه قدراً الهياً ، غير قابل للتغيير . أما اذا عرفت كيف يكون الاستغلال ، وأن فقرك بسبب سرقة طبقة الأغنياء لخير الوطن ، فانك ستثور لاسترداد حقوقك كمواطن . = قد يجد البعض صعوبة في تحديد موقف من كل هذا ، سواء بالتأييد أو المعارضة ، وهذا ينتج من الصعوبة في ادراك ما نرمي اليه من طرح هذه المقولات ، أو الأفكار واعتبارها من أساسيات التفكير العقلاني !! = ولكني أرى أن أي معارضة ، أو عدم وضوح أي من الأفكار المطروحة يعود الى محدودية التعرف على مراحل التطور التاريخي للمجتمعات البشرية ، أو تعود الى محدودية الاطلاع على التطور المعرفي للفلسفة ورؤاها عن الكون والطبيعة والفكر الانساني . = أو أن المعارضة تعود الى الاختلاف في الأصول الطبقية ، بحيث يرى أن هذه الاطروحات تتعارض مع مصالح الطبقة التي ينتمي اليها . = أو أن المعارضة تنبع من أن يكون القارئ قد سبق ووقع في شباك بعض الأحزاب ذات الرؤى الأصولية التي تهدف الى ترسيم الماضي بمظاهره الاجتماعية والعلاقاتية ، وتقوم بتشويه مظاهر الحداثة في المجتمعات باعتبار أنها بدع وتغرير بعقلية الأجيال !! = أخيراً ، الانسان موقف ، موقف من الماضي ، وموقف من الحاضر ، وموقف في السعي الى الأفضل !! ولما كان الانسان مخزوناً ثقافياً ومعرفياً ، ووجد أن ما لديه من مخزون معرفي لا يفي بالحاجة ، أو يتعارض مع الحاضر في بعض جوانبه ، أو بمجموعه ، فيجب أن تكون لديه الجرأة في التخلي عن الأفكار الغير عصرية ، والتي تمنعه من مواكبة الحداثة والعلم والتطور !!
#رمضان_عيسى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل اللغة العربية لغة محصنة من الانقراض ؟
-
== الحرية والارادة الالهية !!
-
مظاهر ال- فوبيا - عند المسلمين
-
= مأساة العقل العربي !!
-
متى سيعتذر المسلمون لداروين ؟
-
مشاهير وعلماء وفلاسفة - لا دينيين - !! لماذا؟؟؟
-
هل يمكن التفكير بدون اللغة ، الكلمات ؟
-
الأسرى مشاعل على الطريق !!
-
الأخلاق والدين
-
طوفان نوح بين الحقيقة والمقدس !!
-
سفينة نوح بين الحقيقة والمقدس
-
الدعاء والاستخارة والنذور لا تحل المشاكل
-
= خمسون سؤالاً يجب أن يجيب عليها الاسلام :
-
جمعيات التعريف بالإسلام ودورها الارهابي !!
-
لماذا تتحمل البشرية خطأ آدم ؟
-
ثالثاً : الأيديولوجيا الدينية
-
ثانيا : الأيديولوجيا الماركسية
-
أيديولوجيات باقية -- 1 - الأيديولوجيا البرجوازية
-
المسلم بين التوحش والأنسنة !!
-
ماذا تعني الانتخابات ؟
المزيد.....
-
برلمان كوريا الجنوبية يصوت على منع الرئيس من فرض الأحكام الع
...
-
إعلان الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. شاهد ما الذي يعنيه
...
-
ماسك يحذر من أكبر تهديد للبشرية
-
مسلحو المعارضة يتجولون داخل قصر رئاسي في حلب
-
العراق يحظر التحويلات المالية الخاصة بمشاهير تيك توك.. ما ال
...
-
اجتماع طارئ للجامعة العربية بطلب من سوريا
-
هاليفي يتحدث عما سيكتشفه حزب الله حال انسحاب انسحاب الجيش ال
...
-
ماسك يتوقع إفلاس الولايات المتحدة
-
مجلس سوريا الديمقراطية يحذر من مخاطر استغلال -داعش- للتصعيد
...
-
موتورولا تعلن عن هاتفها الجديد لشبكات 5G
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|