منى شماخ
الحوار المتمدن-العدد: 5680 - 2017 / 10 / 26 - 18:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تابعت – مثل ملايين المصريين – رد الرئيس السيسي على سؤال الصحفي الفرنسي عن حقوق الانسان في مصر ، لم يكن السؤال مفاجئا لكن المفاجأة كانت في الاجابة.
المعتاد في مثل هذه الحالات أن يكون الرد بأن هذا شأن داخلي ،أو أن حقوق الانسان في مصر مصانة وأي قول يخالف ذلك هو قول مغرض أو ترديد لشائعات .
لكن الاجابة جاءت غير متوقعة ، كانت الاجابة أن المصريين لايتمتعون بأي حق من حقوقهم الأساسية ،قال الرئيس : يجب ألا نقصرحقوق الانسان على الحقوق السياسية فقط ، لماذا لم تسألني عن حق الانسان في مصر في تعليم جيد ؟ ليس لدينا تعليم جيد ،لماذا لم تسألني عن حق المصريين في علاج جيد؟ ليس لدينا علاج جيد ،لماذا لم تسأل عن حق التوظيف ؟ليس لدينا توظيف جيد ،لماذا لم تسأل عن الحق في الاسكان الجيد ؟ في الوعي الحقيقي ؟
نعم ،أقر الرئيس أن المصريين لهم حق في تعليم جيد لكنهم لايحصلون عليه ،وذلك على عكس ما يعتقده المصريون أنفسهم بأن مجانية التعليم هي السبب في تردي أحوال التعليم.
أقر الرئيس بحق المصريين في علاج جيد لكنهم لا يحصلون عليه،وهذا مالا يعرفه كثير من المصريين
أقر الرئيس بحق المصريين في توظيف جيد وخلق فرص عمل ملائمة ،لكنهم لايحصلون على هذا الحق ،هم لايرفضون العمل –كما يقال- لكنهم لا يحصلون على حقهم في العمل .
للمصريين الحق في سكن ملائم لكنه حق غائب وهم مغيبون عن المطالبة به.
للمصريين الحق في معرفة حقيقية ، توعية ، تثقيف ،لكنهم لا يحصلون على كل هذه الحقوق ،بل لم يدركوا أنها حقوقهم
طلب الرئيس من الصحفي الفرنسي أن يسأله عن كل ذلك قبل أن يتكلم عن الحقوق السياسية ،فهل يمكن أن نسأل نحن هذا السؤال؟
أين تلك الحقوق ؟ ومن المسؤول عن ضياعها طوال تلك السنين ؟ ولماذا لم تتم محاسبة من ضيعها ؟ وما هي الخطوات التي تمت لاستردادها؟
أسئلة لابد أن نستمر في البحث عن اجاباتها ،وأول خطوات البحث أن ندرك أننا أصحاب حق وأن الحق لا يؤجل ولا يتجزأ.
#منى_شماخ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟