أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماهر رزوق - البطل العربي














المزيد.....

البطل العربي


ماهر رزوق

الحوار المتمدن-العدد: 5680 - 2017 / 10 / 26 - 15:31
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أريد أن أتحدث اليوم عن ظاهرة مهمة ، ربما ننتبه لها أحياناً ، و أحيانا كثيرة لا نلاحظها ، حيث تضيع هذه الظاهرة عندما تختلط معها مشاعرنا النبيلة كالوطنية و الحب مثلاً ...
هذه الظاهرة هي حاجة العربي الملحة و الدائمة و الضرورية (حتى) إلى وجود البطل : المنقذ و المخلص ...
فإذا لم تتوفر صفات البطولة في شخص القائد السياسي و العسكري ، فإنه يبحث عنها دائماً في شخصيات أخرى ، كالمطرب أو لاعب كرة القدم أو الممثل أو حتى بعض الشيوخ أو الوجوه الإعلامية !!

لاحظ معي عندما يلعب فريق ما مع فريق منافس له ، ستجد أن بعض الأشخاص يشدّهم الحماس و يتوهجون بالقلق كالقنابل الموقوتة التي ستنفجر فرحاً أو حزناً و غضباً ... تشعر بأن ذلك الشخص قد ربط مصيره كله بمصير ذلك الفريق الذي يقوده البطل المنقذ الذي يسجل هدفه في آخر لحظة !!
حاول أن تمازح هكذا شخص ، و وجه نقداً لاذعاً أو ساخراً لذلك البطل ، و ستعرف عندها ما أعنيه ، بأن ذلك الشخص قد تماهى تماماً في شخصية البطل ، الذي تحول إلى رمز أكثر منه مجرد إنسان !!

كذلك نلاحظ هذه الظاهرة مؤخراً في برامج المسابقات الغنائية ، التي يتنافس فيها أشخاص من كافة الدول العربية ، فعندما يبقى واحد فقط من كل دولة ، تشعر أن ذلك الشخص تحول إلى البطل الذي يمثل دولته و شعبه كاملاً ... و تلاحظ أن ذلك الشعب قد تعلّق به كالأمل المفقود و الوصفة السحرية للتغلب على الواقع البائس ... صوره تملأ وسائل التواصل الاجتماعي و يتهم كل من لا يحبه بالخيانة و العمالة و قلة الوطنية !!
كذلك يحاول ذلك البطل (المغني) , من ناحية أخرى , أن يستغل هذه النقطة لصالحه ، فلا يتوانى عن تأدية أجمل الأغاني الوطنية ، ذاكراً اسم بلده بين الفينة و الأخرى ...

إنساننا العربي كائن عاطفي بامتياز ، يتعامل مع واقعه بعاطفية شديدة ، و يبتعد كل البعد عن الموضوعية و التحليل المنطقي ... و ربما يعود ذلك إلى أسباب عديدة قد لا نلاحظها ، فنحكم عليه بالسذاجة و الغباء ... لكن ذلك الإنسان مازال يعيش ضمن دائرة القهر منذ ولادته و حتى آخر أيام حياته ... فقهر الطبيعة من جهة (زلازل ، فيضانات) ، و القهر السياسي ، و القهر الديني ، و قهر العادات و التقاليد القديمة التي لم تعد تناسب متطلبات العصر و حياة الحداثة !!

و لأنه لا يملك وسائل الدفاع عن نفسه تجاه كل ذلك القهر الممنهج ، فإنه يشعر بالهوان ، و يرغب بالاستسلام كوسيلة دفاعية وحيدة لا بديل عنها لكي يستمر بالعيش متجاهلاً كل ذلك ...
و هذا ما يجعل مفاهيم دينية كالرضى و القناعة بالقسمة و النصيب ، تتبلور و تزدهر في هكذا مجتمعات .. كذلك تلاحظ ميل أفراد هذه المجتمعات إلى تبني الفلسفات المريحة ، كالفلسفة (التاوية) التي تدعو الى الرضوخ كوسيلة لقهر الخذلان و استلاب الكرامة الذي يتعرض له ذلك الانسان يومياً !!

هكذا نوع من العقول تكون سهلة الانقياد خلف الجماعات الارهابية التي تستغل الدين كغطاء على أهدافها الاستعمارية و التخريبية ... فذلك الانسان مازال يحمل في داخله بذرة الثورة ، لكنها كالجمر تحت الرماد ، تنتظر الأمل و الوعود الثابتة لتشتعل من جديد و تنمو ... وهذا ما تقنعه به ايديولوجيا تلك الجماعات التي تدفعه إلى تحقيق ذاته عن طريق تدميرها و تدمير أكبر قدر ممكن من ذوات أخرى أكثر قهراً و ضعفا منه ..

فما عليك سوى توفير البطل أو الأبطال الذين يفتقدهم المجتمع و يسعى دائماً للانضواء في صفوف المؤيدين لهم ... و عندها يمكنك السيطرة على مشاعر و تفكير عقل ذلك العربي ، الذي يعشق أبطاله و يقدسهم !!



#ماهر_رزوق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طفولة عقل (2)
- طفولة عقل !!
- نفاق اجتماعي
- العقول المؤدلجة
- جدوى الحياة
- المثقف العربي و الجنس
- السجين
- المنتخب السوري : بين النظام و الشعب !!
- القصيدة العبثية
- عن الهوية و سلطتها على الذات الإنسانية
- عن الهوية و قيمتها الانسانية ...
- نعم نجح الربيع العربي !!
- في التخلف و بعض أسبابه ...
- تساؤلات ضرورية (2)
- رحيل العتمة
- لماذا ينتقد الناس الأديان ؟؟
- التمييز العنصري في الأخلاق الإسلامية
- الثقب الجميل
- الزواج العربي : صراع الفكر و المال
- شيزوفرينيا المجتمع التركي


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماهر رزوق - البطل العربي