أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - سيلوس العراقي - البلاشفة وعبادة القديس لينين المحنّط














المزيد.....

البلاشفة وعبادة القديس لينين المحنّط


سيلوس العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 5680 - 2017 / 10 / 26 - 09:20
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


ما يُعرف عن الشيوعيين والماركسيين إن كان في الاتحاد السوفيتي المنقرض وفي الكتلة الشيوعية من منظومته في اوربا الشرقية المقرضة، أو كان لدى الاحزاب الشيوعية في دول العالم الأخرى خارجها ، أقول إنه قد عُرف عنهم (ولازالوا لغاية اليوم) ينتقدون الكنيسة المسيحية في تبجيلها لقديسيها وللحفاظ على أجساد بعض رجالاتها وقديسيها التي تم بناء أضرحة ومقامات ومنشآت لها تمتليء منها دول اوربا بشكل خاص، باعتبارها ممارسات ممقوتة.
وينسى الشيوعيون أنفسهم وماذا فعلوه بجثة لينين وكيف استنسخوا من الكنيسة افعالها ليتعاملوا مع جثة لينين كجثة قديس تتم زيارته لتمجيده وتمجيد أعماله والتبرك بزيارته ورؤية وجهه المحنط في ضريحه في الساحة الحمراء في موسكو.

كما هو معروف جيدًا، كان يوسيف ستالين أكبر داعية إلى تحنيط جثة لينين
ففي تشرين الثاني / نوفمبر 1923، في الحين الذي كان فيه (القديس !) لينين يُعاني من مرض مستعصي، لكنه كان لا يزال على قيد الحياة، أعلن ستالين أنه قد يكون من المناسب "الحفاظ على جثة لينين حين يتوفى بواسطة تحنيطها، للسماح لأولئك الذين يرغبون في السلام عليه والتبرك به والقاء التحية له دائما

لكن مسؤولون آخرون من بين الزعامات الكبرى البلشفية كان قد أزعجها هذا الاقتراح الستاليني. فليف تروتسكي، الذي يُعتقد بأنه ثاني أهم زعيم للحزب البلشفي بعد لينين، قارن بين الحفاظ على جثة لينين وتحنيطها وبين ما تفعله المسيحية وبالتحديد الكنيسة الكاثوليكية مع قديسيها للقيام بالاحتفاظ بأجساد موتاها من كبار القديسين لكي يتعبدها المسيحيون، لكن تحنيط جثة لينين يعتبر أمرًا غريبًا جدًا على الماركسية وفي الايمان بالنظرية الشيوعية ولم يسمع به تروتسكي قط.

كما عبرت أرملة لينين أبو البلشفية عن انزعاجها وامتعاضها من تحنيط زوجها
.
لماذا كان تحنيط لينين ضروريًا ؟
من المعروف أن لينين كان قد لعب دورًا هامًا في النظام السياسي للاتحاد السوفييتي. وتبع عقيدته السياسية والبلشفية جميع القادة السوفيات. لقد أصبحت شخصية لينين شخصية مقدسة، وتم اعتباره هكذا
" القديس الشيوعي"

تقول نينا توماركين، أستاذة في جامعة هارفارد، في كتابها لينين: "صور لينين المنمقة وتماثيله كانت مثل الرموز المقدسة ، وسيرة حياته المثالية مثل الإنجيل، واللينينية مثل الكتب المقدسة". عبادة لينين في روسيا السوفياتية أصبحت توازي عبادة الله لدى الأديان السماوية. وكان يتم تكريس القصائد والأغاني للقادة العظماء، لينين أولا وبشكل كبير (س. ع. ومن بعده ستالين الذي أصرّ على تحنيط جثة لينين لأنه من المرجح أنه لم يكن يطلب تحنيط لينين حبًا به بل بالأحرى كان يعبر عن حبه وتمجيده لنفسه ، فكان يفكر تمامًا بمستقبل جثته بعد موته ورغبته في أن لا يحرمه الموت من استمرار تمجيده). وزينوا بتماثيل لينين وبصوره معالم كلّ المدن والقرى في الاتحاد السوفيتي، وأصبح الضريح رمزًا للتفاني والنضال للمثل العليا للينينية. وزيارة هذا القديس المحنط في موسكو أصبح مكانا لحجّ الشعوب السوفيتية وكان يتم أخذ المواطنين السوفيت اليه مثلما أيضًا الوفود الاجنبية من الأصدقاء. كان يقوم بزيارة نصب الضريح أكثر من 2 ونصف مليون شخص سنويًا

توفي لينين قبل ما يقرب من 100 سنة. لكن ليس فقط الانشغال به وبأعماله وبثورته هو الذي استمرّولم يتوقف، لكن الانشغال بجثته أيضًا، أصبح هذا الأمر للبعض من الروس عبئا أو لا معنى له، مثلما للبعض الآخر له أهميته الكبيرة

بعد تشريح جثة لينين الميت، تمت إزالة الأعضاء الداخلية وسوائل الجسم وتم حقن السوائل الخاصة للتحنيط، الأمر الذي أوقف عملية التحلل.ويواصل العلماء الحفاظ على الجسم ليكون بحالة جيدة، فيتم رش (كل عام ونصف) بالمواد الحافظة وباغماره في حمام مع المواد الحافظة

وما بقى من الجسم اليوم هو 23٪ فقط، ولكن مع هذا فان الجسد لا يزال يحافظ على شكله، وعلى مظهره، وعلى مرونة الجلد، ومرونة الأطراف. لكن الملابس التي يرتديها لينين ينبغي استبدالها دوريا.

اذا كان الاتحاد السوفياتي لم يعد موجودًا، وفي روسيا لم يعد للشيوعيين من مكانة مثلما في الماضي. فلماذا يبقى لينين المحنط في الضريح؟

هذا الموضوع لا يزال قيد المناقشة في روسيا. فهناك جزء من الروس، وخاصة أولئك الذين ينتقدون الماضي السوفياتي، فأنهم يشعرون بالاستفزاز والاشمئزاز من الحفاظ على "المومياء" ـ مثلما يسميها بعضهم ـ في وسط الساحة الحمراء ويطالبون بأن يتم دفن الجثة. ويدعم هذه الفكرة ، من بين الأفكار والأمور الأخرى، تحركات نشطاء حقوق الإنسان وممثلي الكنيسة في روسيا.
ولكن أيضًا هناك بعض الذين ليسوا على استعداد لدفن الزعيم البلشفي

أولا الشيوعيون. من وجهة نظرهم، لا بد من النظر الى لينين بالفعل إنه قد دُفن (لأن التابوت مع رفاته بالفعل على عمق ثلاثة أمتار) والضريح نصب تاريخي فريد من نوعه، كما أنه كنتيجة لفكرة دفن الجثة أن تُفقد الساحة أهميتها التاريخية لو تم إزالة الجثة
أما الحكومة الروسية فاتخذت موقفا محايدًا.
وقال فلاديمير بوتين تعليقا على إمكانية دفن الجثة بأنها قضية حساسة لا بد من معالجتها بحذر "لكي لا نقع في تقسيم المجتمع". ووفقا لأحدث الاستطلاعات للرأي أجراه مركز الرأي العام الروسي الذي يقوم فريق منه بدرس
الماضي: قال غالبية الروس (60٪) انه من الأفضل دفن الجثة.

المرجع : مجموعة من الصحف الايطالية



#سيلوس_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علاقات السوفيت والشيوعية مع العراق في عهد عبد الكريم قاسم ح ...
- الاشتراكية : نظام لسعادة المجتمع أم لتعاسته ؟
- بعضٌ مما قيل في الشيوعية
- فشل الشيوعية في التطبيق والنظرية
- الماركسية تدعو الى الكسل والى افقار المجتمعات
- فيدل كاسترو برفقة الدجاج الكوبي في نيويورك
- جائزة نوبل للآداب تمنح لوقحٍ متغطرس
- معجزة : للبوسة أو لشجرة التفاح !
- في البدء كنّا أنا وأنتِ
- لماذا تكرهون اليهود ؟
- الاسلام بين تجسّد الله أو تجسّد الشيطان
- حينما يمزح الله
- حروب الايديولوجية الاسلامية في القرن الحالي
- رئيس وزراء العراق لا يشتغل بالسياسة
- كارل ماركس : -يا عمال العالم أغفروا لي-
- قيمة الانسان : بين المجتمعات اللبرالية والمجتمعات الشيوعية
- الشريعة العراقية الايرانية النافذة : الزنا بالعراق
- الوصايا العشرة: لماذا في لوحين وليس في لوحٍ واحد
- نحن نؤمن بإله واحد وإن كنّا ملحدين
- كيف تم اختراع الشعب الفلسطيني ؟


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - سيلوس العراقي - البلاشفة وعبادة القديس لينين المحنّط